سنه 17
فحاصروهم أشهرا، و أكثروا فيهم القتل وقتل البراء بن مالك فيما بين أول ذلكالحصار الى ان فتح الله على المسلمين مائهمبارز، سوى من قتل في غير ذلك، و قتل مجزاهبن ثور مثل ذلك، و قتل كعب بن سور مثل ذلك،و قتل ابو تميمه مثل ذلك في عده من اهلالبصره و في الكوفيين مثل ذلك، منهم حبيببن قره، و ربعي بن عامر، و عامر بن عبدالأسود- و كان من الرؤساء- في ذلك ماازدادوا به الى ما كان منهم، و زاحفهمالمشركون في ايام تستر ثمانين زحفا فيحصارهم، يكون عليهم مره و لهم اخرى، حتىإذا كان في آخر زحف منها و اشتد القتال قالالمسلمون: يا براء، اقسم على ربك ليهزمنهملنا! فقال: اللهم اهزمهم لنا، و استشهدني.
قال: فهزموهم حتى أدخلوهم خنادقهم، ثماقتحموها عليهم، و ارزوا الى مدينتهم، وأحاطوا بها، فبيناهم على ذلك و قد ضاقت بهمالمدينة، و طالت حربهم، خرج الى النعمانرجل فاستامنه على ان يدله على مدخل يؤتونمنه، و رمى في ناحيه ابى موسى بسهم فقال: قدوثقت بكم و امنتكم و استامنتكم على اندللتكم على ما تاتون منه المدينة، و يكونمنه فتحها، فآمنوه في نشابه فرمى اليهمباخر، و قال: انهدوا من قبل مخرج الماء،فإنكم ستفتحونها، فاستشار في ذلك و ندباليه، فانتدب له عامر بن عبد قيس، و كعب بنسور، و مجزاه بن ثور، و حسكه الحبطى، و بشركثير، فنهدوا لذلك المكان ليلا، و قد ندبالنعمان اصحابه حين جاءه الرجل، فانتدب لهسويد بن المثعبة، و ورقاء بن الحارث، و بشربن ربيعه الخثعمى، و نافع ابن زيدالحميرى، و عبد الله بن بشر الهلالي،فنهدوا في بشر كثير، فالتقوا هم و اهلالبصره على ذلك المخرج، و قد انسرب سويد وعبد الله بن بشر، فاتبعهم هؤلاء و هؤلاء،حتى إذا اجتمعوا فيها- و الناس على رجل منخارج- كبروا فيها، و كبر المسلمون من خارج،و فتحت الأبواب، فاجتلدوا فيها، فانامواكل مقاتل، و أرز الهرمزان الى القلعة، واطاف به الذين دخلوا من مخرج الماء، فلماعاينوه و أقبلوا قبله قال لهم: ما شئتم!