سنه 17
قد ترون ضيق ما انا فيه و أنتم، و معى فيجعبتى مائه نشابه، و الله ما تصلون الى مادام معى منها نشابه، و ما يقع لي سهم، و ماخير أسارى إذا اصبت منكم مائه بين قتيل اوجريح! قالوا: فتريد ما ذا؟ قال: ان أضع يديفي ايديكم على حكم عمر يصنع بي ما شاء،قالوا: فلك ذلك، فرمى بقوسه، و امكنهم مننفسه، فشدوه وثاقا، و اقتسموا ما أفاءالله عليهم، فكان سهم الفارس فيها ثلاثةآلاف، و الراجل ألفا، و دعا صاحب الرميهبها، فجاء هو و الرجل الذى خرج بنفسه،فقالا: من لنا بالأمان الذى طلبنا، علينا وعلى من مال معنا؟ قالوا: و من مال معكم؟قالا: من اغلق بابه عليه مدخلكم فأجازواذلك لهم، و قتل من المسلمين ليلتئذ اناسكثير، و ممن قتل الهرمزان بنفسه مجزاه بنثور، و البراء بن مالك.
قالوا: و خرج ابو سبره في اثر الفل من تستر-و قد قصدوا للسوس- الى السوس، و خرجبالنعمان و ابى موسى و معهم الهرمزان، حتىاشتملوا على السوس، و احاط المسلمون بها،و كتبوا بذلك الى عمر فكتب عمر الى عمر بنسراقه بان يسير نحو المدينة، و كتب الى ابىموسى فرده على البصره، و قد رد أبا موسىعلى البصره ثلاث مرات بهذه، ورد عمر عليهامرتين، و كتب الى زر بن عبد الله بن كليبالفقيمي ان يسير الى جندى سابور، فسار حتىنزل عليها، و انصرف ابو موسى الى البصرهبعد ما اقام الى رجوع كتاب عمر، و امر عمرعلى جند البصره المقترب، الأسود بن ربيعهاحد بنى ربيعه بن مالك، و كان الأسود و زرمن اصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّممن المهاجرين- و كان الأسود قد وفد علىرسول الله (ص) و قال: جئت لاقترب الى الله عزو جل بصحبتك، فسماه المقترب، و كان زر قدوفد على رسول الله (ص)، و قال: فنى بطنى، وكثر إخوتنا، فادع الله لنا، فقال: اللهماوف لزرعمره، فتحول اليهم العدد- و اوفدابو سبره وفدا، فيهم انس بن مالك و الأحنفبن قيس، و ارسل الهرمزان معهم، فقدموا معابى موسى البصره، ثم خرجوا نحو المدينة،