سنه 17
كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحه و عمرو، عن الشعبى و سفيان، عن الحسن،قال: قال عمر للوفد: لعل المسلمين يفضونالى اهل الذمة بأذى و بامور لها ما ينتقضونبكم! فقالوا: ما نعلم الا وفاء و حسن ملكه،قال: فكيف هذا؟ فلم يجد عند احد منهم شيئايشفيه و يبصر به مما يقولون، الا ما كان منالأحنف، فقال: يا امير المؤمنين، اخبركانك نهيتنا عن الانسياح في البلاد، وأمرتنا بالاقتصار على ما في أيدينا، و انملك فارس حي بين اظهرهم، و انهم لا يزالونيساجلوننا ما دام ملكهم فيهم، و لم يجتمعملكان فاتفقا حتى يخرج أحدهما صاحبه، و قدرايت انا لم نأخذ شيئا بعد شيء الابانبعاثهم، و ان ملكهم هو الذى يبعثهم، ولا يزال هذا دأبهم حتى تاذن لنا فلنسح فيبلادهم حتى نزيله عن فارس، و نخرجه منمملكته و عز امته، فهنالك ينقطع رجاء اهلفارس و يضربون جأشا فقال: صدقتني و الله، وشرحت لي الأمر عن حقه و نظر في حوائجهم وسرحهم.
و قدم الكتاب على عمر باجتماع اهل نهاوندو انتهاء اهل مهرجانقذق، و اهل كورالاهواز الى راى الهرمزان و مشيئته، فذلككان سبب اذن عمر لهم في الانسياح.
ذكر فتح السوس
اختلف اهل السير في امرها، فاما المدائنيفانه- فيما حدثنى عنه ابو زيد- قال: لماانتهى فل جلولاء الى يزدجرد و هو بحلوان،دعا بخاصته و الموبذ، فقال: ان القوم لايلقون جمعا الا فلوه، فما ترون؟
فقال الموبذ: نرى ان تخرج فتنزل اصطخر،فإنها بيت المملكة، و تضم إليك خزائنك، وتوجه الجنود فاخذ برايه، و سار الى أصبهاندعا سياه،