سنه 17
فوجهه في ثلاثمائه، فيهم سبعون رجلا منعظمائهم، و امره ان ينتخب من كل بلده يمربها من أحب، فمضى سياه و اتبعه يزدجرد، حتىنزلوا اصطخر و ابو موسى محاصر السوس، فوجهسياه الى السوس، و الهرمزان الى تستر،فنزل سياه الكلبانيه، و بلغ اهل السوس امرجلولاء و نزول يزدجرد اصطخر منهزما،فسألوا أبا موسى الأشعري الصلح، فصالحهم،و سار الى رامهرمز و سياه بالكلبانيه، و قدعظم امر المسلمين عنده، فلم يزل مقيما حتىصار ابو موسى الى تستر، فتحول سياه، فنزلبين رامهرمز و تستر، حتى قدم عمار بن ياسر،فدعا سياه الرؤساء الذين كانوا خرجوا معهمن أصبهان، فقال: قد علمتم انا كنا نتحدثان هؤلاء القوم اهل الشقاء و البؤسسيغلبون على هذه المملكة، و تروث دوابهمفي ايوانات اصطخر و مصانع الملوك، و يشدونخيولهم بشجرها، و قد غلبوا على ما رايتم، وليس يلقون جندا الا فلوه، و لا ينزلون بحصنالا فتحوه، فانظروا لأنفسكم قالوا: رأينارأيك، قال: فليكفنى كل رجل منكم حشمه والمنقطعين اليه، فانى ارى ان ندخل فيدينهم و وجهوا شيرويه في عشره من الأساورةالى ابى موسى يأخذ شروطا على ان يدخلوا فيالاسلام فقدم شيرويه على ابى موسى، فقال:انا قد رغبنا في دينكم، فنسلم على ان نقاتلمعكم العجم، و لا نقاتل معكم العرب، و انقاتلنا احد من العرب منعتمونا منه، و ننزلحيث شئنا، و نكون فيمن شئنا منكم، وتلحقونا باشراف العطاء، و يعقد لنا الأميرالذى هو فوقك بذلك فقال ابو موسى: بل لكم مالنا، و عليكم ما علينا، قالوا:
لا نرضى.
و كتب ابو موسى الى عمر بن الخطاب، فكتبالى ابى موسى: أعطهم ما سالوك فكتب ابوموسى لهم، فأسلموا، و شهدوا معه حصارتستر، فلم يكن ابو موسى يرى منهم جدا و لانكاية، فقال لسياه: يا اعور، ما أنت وأصحابك كما كنا نرى! قال: لسنا مثلكم في هذاالدين و لا بصائرنا كبصائركم، و ليس لنافيكم حرم نحامى عنهم، و لم تلحقنا باشرافالعطاء