سنه 18
و لا حول و لا قوه الا بك، اللهم فاسقنا، واحى العباد و البلاد! كتب الى السرى، عنشعيب، عن سيف، عن الربيع بن النعمان و جرادابى المجالد و ابى عثمان و ابى حارثة، كلهمعن رجاء- و زاد ابو عثمان و ابو حارثة: عنعباده و خالد، عن عبد الرحمن بن غنم- قالوا:كتب عمر الى أمراء الأمصار يستغيثهم لأهلالمدينة و من حولها، و يستمدهم، فكان أولمن قدم عليه ابو عبيده بن الجراح في اربعهآلاف راحله من طعام، فولاه قسمتها فيمنحول المدينة، فلما فرغ و رجع اليه امر لهباربعه آلاف درهم، فقال: لا حاجه لي فيهايا امير المؤمنين، انما اردت الله و ماقبله، فلا تدخل على الدنيا، فقال: خذها فلاباس بذلك إذ لم تطلبه، فأبى فقال: خذهافانى قد وليت لرسول الله (ص) مثل هذا، فقاللي مثل ما قلت لك، فقلت له كما قلت ليفأعطاني فقبل ابو عبيده و انصرف الى عمله،و تتابع الناس و استغنى اهل الحجاز، وأحيوا مع أول الحيا.
و قالوا باسنادهم: و جاء كتاب عمرو بنالعاص جواب كتاب عمر في الاستغاثة: انالبحر الشامي حفر لمبعث رسول الله (ص)حفيرا، فصب في بحر العرب، فسده الروم والقبط، فان احببت ان يقوم سعر الطعامبالمدينة كسعره بمصر، حفرت له نهرا و بنيتله قناطير فكتب اليه عمر: ان افعل و عجلذلك، فقال له اهل مصر: خراجك زاج، و اميركراض، و ان تم هذا انكسر الخراج فكتب الىعمر بذلك، و ذكر ان فيه انكسار خراج مصر وخرابها فكتب اليه عمر: اعمل فيه و عجل،اخرب الله مصر في عمران المدينة و صلاحها،فعالجه عمرو و هو بالقلزم، فكان سعرالمدينة كسعر مصر، و لم يزد ذلك مصر الارخاء، و لم ير اهل المدينة بعد الرمادهمثلها، حتى حبس عنهم البحر مع مقتل عثمانرضى الله عنه فذلوا و تقاصروا و خشعوا