أبو عبد اللَّه شمس الدین محمد بن الشیخ جمال الدین المکی بن الشیخ شمس الدین محمد بن حامد بن أحمد المطلبی العاملی النباطی الجزینی المعروف بـ الشهید الأوّل
نعم، لم يصرّح الصدوقان بالترتيب فيالبدن و لا بنفيه. و ابن الجنيد اجتزأ مع قلّة الماء بالصبعلى الرأس، و إمرار اليد على البدن تبعاللماء المنحدر من الرأس على الجسد، قال: ويضرب كفين من الماء على صدره و سائر بطنه وعكنة، و هي جمع عكنة- بضم العين و سكونالكاف- و هي: الطيّ الذي في البطن من السمن،و تجمع أيضا على أعكان، ثم يفعل مثل ذلكعلى كتفه الأيمن، و يتبع يديه في كلّ مرةجريان الماء حتى يصل الى أطراف رجلهاليمنى ماسحا على شقه الأيمن كله ظهرا وبطنا، و يمرّ يده اليسرى على عضده الأيمنإلى أطراف أصابع اليمنى و تحت إبطيه وأرفاغه، و لا ضرر في نكس غسل اليد هنا- والأرفاغ: المغابن من الآباط و أصولالفخذين، واحدها رفغ بفتح الراء و ضمها وسكون الفاء. و يفعل مثل ذلك بشقّه الأيسر،حتى يكون غسله من الجنابة كغسله للميتالمجمع على فعل ذلك به. فان كان بقي منالماء بقية أفاضها على جسده، و أتبع يديهجريانه على سائر جسده. و لو لم يضرب صدره وبين كتفيه بالماء، الّا أنّه أفاض ببقيةمائه- بعد الذي غسل به رأسه و لحيته- ثلاثاعلى جسده، أو صبّ على جسده من الماء مايعلم أنّه قد مرّ على سائر جسده، أجزأه. و نقل رجليه حتى يعلم أنّ الماء الطاهر منالنجاسة قد وصل الى أسفلهما. و هذا الكلامظاهره سقوط الترتيب في البدن. و الجعفي أمر بالبدأة بالميامن. و ابن أبيعقيل عطف الأيسر بالواو. فحينئذ قول ابنالجنيد نادر، مسبوق و ملحوق بخلافه. و أبو الصلاح أوجب الترتيب، ثم قال- بعدغسل الأيسر-: و يختم بغسل الرجلين، فان ظنّبقاء شيء من صدره أو ظهره لم يصل اليهالماء، فليسبغ بإراقة الماء على صدره وظهره. و كذا قاله بعض الأصحاب.