تنبيه
الإجماع على استحباب إطعام أهل الميت،لما سبق. و يكره الأكل عندهم، لقول الصادق(عليه السلام): «الأكل عند أهل المصيبة منعمل الجاهلية». نعم، لو أوصى الميت بذلكنفّذت وصيته، لأنّه نوع من أنواع البرّيلحقه ثوابه بعد موته، و لكن لو فوّض الىغير أهله لكان أنسب، لاشتغالهم بمصابهم عنذلك كما دلّ عليه الخبر.و ليقل المعزّي ما قاله الصادق (عليهالسلام) لقوم: «جبر اللَّه وهنكم، و أحسنعزاكم، و رحم متوفاكم».
و عزّى (عليه السلام) آخر بابن له، فقال:«اللَّه خير لابنك منك، و ثواب اللَّه خيرلك منه»، فلمّا بلغه شدّة جزعه عاد اليه،فقال له: «قد مات رسول اللَّه (صلّى اللهعليه وآله) أ فما لك به أسوة». فقال: انه كانمرهقا، أي: يظن به السوء. قال: «انّ أمامهثلاث خصال: شهادة ألّا إله إلّا اللَّه، ورحمة اللَّه، و شفاعة رسول اللَّه (صلّىالله عليه وآله)، فلن تفوته واحدة منهنّ انشاء اللَّه».
و عن زين العابدين: «لمّا توفّي رسولاللَّه (صلّى الله عليه وآله) سمعوا قائلايقول: انّ في اللَّه عزاء من كلّ مصيبة، وخلفا من كلّ هالك، و دركا ممّا فات،فباللّه فثقوا، و إيّاه فارجوا، فانالمصاب من حرم الثواب».