أبو عبد اللَّه شمس الدین محمد بن الشیخ جمال الدین المکی بن الشیخ شمس الدین محمد بن حامد بن أحمد المطلبی العاملی النباطی الجزینی المعروف بـ الشهید الأوّل
الى فعل- أغنى الأولين عن ذكر نيّاتالعبادات و تعلمها، حتى أنّ الأخبار خاليةعن تشخص نيّة، إلّا ما سنذكر في الحج والعتق إن شاء اللَّه. لكن قال في التهذيب في تأويل خبر إعادةالوضوء بترك التسمية: أنّ المراد بهاالنية. و في الخلاف و المختلف نقل الإجماععلى وجوبها. و في المعتبر أسنده إلىالثلاثة و ابن الجنيد، و قال: لم أعرفلقدمائنا فيه نصّا على التعيين. و لم يحتجّفي الخلاف بغير الأخبار العامة في النية. ومن ثم لم يذكرها قدماء الأصحاب فيمصنفاتهم كالصدوقين. و الجعفي قال: لا عمل إلّا بنيّة، و لا بأسإن تقدمت النية العمل أو كانت معه. و ابنالجنيد عطف على المستحب قوله: و أن يعتقدعند إرادة طهارته أنّه يؤدّي فرض اللَّهفيها لصلاته، قال: و لو عزبت النية عنه قبلابتداء الطهارة، ثمّ اعتقد ذلك و هو فيعملها، أجزأه ذلك. و هذان القولان مع غرابتهما مشكلان، لأنّالمتقدمة عزم لا نية، و الواقعة فيالأثناء أشكل، لخلو بعضه عن نية. و حملهعلى الصوم قياس محض، مع الفرق بأن ماهيةالصوم واحدة بخلاف الوضوء المتعدّدالأفعال، و استحبابها لا أعلمه قولا لأحدمن علمائنا. فإن احتجّ ابن الجنيد على الاستحباببأنّه تعالى قال إِذا قُمْتُمْ إِلَىالصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وَ إِنْ كُنْتُمْجُنُباً فَاطَّهَّرُوا و لم يذكر النية، وبأن الماء مطهّر مطلقا فإذا استعمل فيمواضعه وقع موقعه.