ذكر انفصالي عنهم وسبب ذلك‏ - رحلة ابن بطوطة الجزء الاول جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رحلة ابن بطوطة الجزء الاول - جلد 2

أبو عبد الله محمد بن عبد الله المعروف بابن بطوطة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ذكر انفصالي عنهم وسبب ذلك‏

واتفق في بعض الأيام أن عبداً من عبيدالسلطان الذي شكته زوجته إلى الوزير،وأعلمته أنه عند سرية من سراري السلطانيزني بها. فبعث الوزير الشهود، ودخلوا دارالسرية، فوجدوا الغلام نائماً معها فيفراش واحد، وحبسوهما. فلما أصبحت وعلمتبالخبر، توجهت إلى المشور، وجلست في موضعجلوسي، لم أتكلم في شي من أمرها. فخرج إليبعض الخواص فقال: يقول لك الوزير: ألكحاجة؟ فقلت: لا. وكان قصده أن أتكلم في شأنالسرية والغلام. إذ كانت عادتي أن لا تقطعقضية إلى حكمت فيها. فلما وقع التغيروالوحشة قصرت في ذلك. فانصرفت إلى داري بعدذلك، وجلست بموضع الأحكام. فإذا ببعضالوزراء، فقال الوزير: يقول لك: إنه وقعالبارحة كيت وكيت، لقضية السرية والغلام،فاحكم فيهما بالشرع فقلت له: هذه القضية لاينبغي الحكم أن يكون فيها إلا بدارالسلطان، فعدت إليها واجتمع الناس وأحضرتالسرية والغلام، فأمرت بضربهما فيالخلوة، وأطلقت سراح المرأة، وحبستالغلام. وانصرفت إلى داري، فبعث الوزيرإلى جماعة من كبراء ناسه في شأن تسريحالغلام، فقلت لهم: أتشفعون في غلام زنجييهتك حرمة مولاه؟ وأنتم بالأمس خلعتمالسلطان شهاب الدين وقتلتموه بسبب دخولهلدار غلام له؟ وأمرت بالغلام عند ذلك،فضرب بقضبان الخيزران، وهي أشد وقعاً منالسياط، وشهرته بالجزيرة، وفي عنقه حبل.فذهبوا إلى الوزير فأعلموه. فقام وقعد،واستشاط غضباً، وجمع الوزراء ووجوهالعسكر، وبعث عني فجئته. وكانت عادتي أنأخدم له، فلم أخدم. وقلت: سلام عليكم. ثمقلت للحاضرين: اشهدوا علي أني قد عزلت نفسيعن القضاء لعجزي عنه. فكلمني الوزير،فصعدت وقعدت بموضع أقابله فيه، وجاوبتهأغلظ جواب. وأذن مؤذن المغرب، فدخل إلىداره وهو يقول: ويقولون إني سلطان. وهاأنذا طلبته لأغضب عليه، فغضب علي. وإنماكان اعتزازي عليهم بسبب سلطان الهند،لأنهم تحققوا مكانتي عنده، وإن كانوا علىبعد منه، فخوفه في قلوبهم متمكن. فلمادخلنا إلى داره بعث إلي القاضي المعزول،وكان جري‏ء اللسان، فقال لي: إن مولانايقول لك: كيف هتكت حرمته على رؤوس الأشهادولم تخدم له؟ فقلت له: إنما كنت أخدم له حينكان قلبي له طيباً، فلما وقع التغير تركتذلك، وتحية المسلمين إنما هي السلام، وقدسلمت. فبعثه إلي ثانية فقال: إنما غرضكالرحيل عنا، فأعط صداقات النساء وديونالناس، وانصرف إذا شئت. فخدمت له على هذاالقول، وذهبت إلى داري، فخلصت مما علي منالدين. وقد أعطاني في تلك الأيام فرش داروجهازها من أواني نحاس وسواها. وكانيعطيني كل ما أطلبه، ويحبني ويكرمني،ولكنه غير خاطره، وتخوف مني. فلما عرف أنيقد خلصت الدين وعزمت على الرحيل، ندم علىما قاله، وتلكأ في الإذن لي في الرحيل.فحلفت بالأيمان المغلظة أن لا بد من رحيلي.ونقلت ما عندي إلى مسجد على البحر، وطلقتإحدى الزوجات، وكانت إحداهن حاملاً،فجعلت لها أجلاً تسعة أشهر، إن عدت فبها،وإلا فأمرها بيدها. وحملت معي زوجتي التيكانت امرأة السلطان شهاب الدين لأسلمهالأبيها بجزيرة ملوك، وزوجتي الأولى التيبنتها أخت السلطانة. وتوافقت مع الوزيرعمر دهرد، والوزير حسن قائد البحر، على أنأمضي إلى بلاد المعبر. وكان ملكها سلفيفأبى مدها بالعساكر لترجع الجزائر إلىحكمه، وأنوب أنا عنه فيها. وجعلت بينيوبينهم علامة: رفع أعلام بيض في المراكب.فإذا رأوها ثاروا في البحر. ولم أكن حدثتنفسي بهذا قط، حتى وقع ما وقع من التغير.وكان الوزير خائفاً مني يقول الناس: لا بدلهذا أن يأخذ الوزارة، إما في حياتي وإمابعد مماتي. ويكثر السؤال عن حالي، ويقول:سمعت أن ملك الهند بعث إليه الأموال ليثوربها علي. وكان يخاف من سفري لئلا آتيبالجيوش من بلاد المعبر. فبعث إلي أن أقيمحتى يجهز لي مركباً فأبيت. وشكت أختالسلطانة إليها بسفر أمها معي، فأرادتمنعها فلم تقدر على ذلك. فلما رأت عزمهاعلى السفر قالت لها: إن جميع ما عندك منالحلي هو من مال البندر، فإن كان لك شهودبأن جلال الدين وهبه لك، وإلا فرديه، وكانحلياً له خطر فردته إليهم، وأتاني الوزراءوالوجوه، وأنا بالمسجد، وطلبوا منيالرجوع فقلت لهم: لولا أني حلفت لعدت.فقالوا: تذهب لى بعض علماء الجزائر ليبرقسمك وتعود. فقلت لهم: نعم: إرضاء لهم. فلماكانت الليلة

/ 160