(1) اكتفى بالصفة عن الموصوف، إشعارابظهوره على وجه لا التباس فيه، و تفخيمالشأنه، و منه قوله تعالى أَنِ اعْمَلْسابِغاتٍ، لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنابِالْبَيِّناتِ و في هذه الفقرة ثناءان:أحدهما على الله تعالى من حيث عطفها علىالصلة، و وجه الثناء على الله تعالىبإرسال الرسل واضح، من حيث جعلهم سبباقريبا لتبليغ الأحكام التكليفية، و حملهمالخلق على الشيم المرضيّة، و تكميل نفوسهمالبشريّة الموجب للفوز بالسعادة الأبدية.و الثاني على الرسل عليهم السلام، بجعلهمخير الخلق الشامل لجنسهم و غيره حتّىالملائكة، و كونهم مع ذلك رسل الله تعالىبالآيات البيّنات و سبيل تحصيل الكمالاتإلى غير ذلك.و اكتفى بهذا القدر من الثناء عليهم عمّاهو المعروف من الصلاة عليهم، لأنّ غايتهاترجع إلى الثناء العائد نفعه إلى المصلّيالمثني عليهم بما هم أهله، لا طلب علوّالمنزلة لهم بالدعاء، فإنّ اللّه تعالى قدأعطاهم من المنزلة الرفيعة و المقاماتالمنيعة ما لا تؤثّر فيه صلاة مصلّ من أولالدهر إلى آخره، كما ورد في الأخبار و صرّحبه العلماء الأخيار.و في «النشر» و «البشر» الجناس المصحّفكجبّة و جنّة من قولهم: «جبّة البرد جنّةالبرد» و كقول عليّ عليه السلام: «قصّرثيابك فإنّه أبقى و أتقى».
(و ختمهم بمحمّد)
(2) صلّى الله عليه وآله، أي جعله آخرهم، وفي تخصيصه من بينهم و نعته بالختم لهمتفخيم لشأنه و تعظيم كما هو اللائق بمقامهصلّى الله عليه وآله، خصوصا في وصفهبالختم، فإنّ فيه إيذانا بأنّ شريعتهباقية إلى آخر الزمان، و أنّها