الجزء الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم(قال الشيخ هذه إشارات إلى أصول و تنبيهاتعلى جمل يستبصر بها من تيسر له و لا ينتفعبالأصرح منها من تعسر عليه و التكلان علىالتوفيق و أنا أعيد وصيتي و أكرر التماسيأن يضن بما تشتمل عليه هذه الأجزاء كل الضنعلى من لا يوجد فيه ما أشترطه في آخر هذهالإشارات) أقول اعلم أن هذين النوعين منالحكمة النظرية أعني الطبيعي و الإلهي لايخلوان عن انغلاق شديد و اشتباه عظيم إذالوهم يعارض العقل في مأخذهما و الباطليشاكل الحق في مباحثهما و لذلك كانتمسائلهما معارك الآراء المتخالفة و مصادمالأهواء المتقابلة حتى لا يرجى أن يتطابقعليها أهل زمان و لا يكاد يتصالح عليها نوعالإنسان و الناظر فيهما يحتاج إلى مزيدتجريد للعقل و تمييز للذهن و تصفية للفكر وتدقيق للنظر و انقطاع عن الشوائب الحسية وانفصال عن الوساوس العادية فإن من تيسر لهالاستبصار فيهما فقد فاز فوزا عظيما و إلافقد خسر خسرانا مبينا لأن الفائز بهمامترق إلى مراتب الحكماء المحققين الذين همأفاضل الناس و الخاسر بهما نازل في منازلالمتفلسفة المقلدين الذين هم أراذل الخلقو لذلك وصى الشيخ بتحفظ هذا القسم من كتابهكل التحفظ و أمر بالضن به كل الضن و أناأسأل الله الإصابة في البيان و العصمة عنالخطإ و الطغيان و أشترط على نفسي أن لاأتعرض لذكر ما أعتمده فيما أجده مخالفالما أعتقده فإن التقرير غير الرد والتفسير غير النقد و الله المستعان و عليهالتكلان
قوله النمط الأول في تجوهر الأجسام