لما أبطل الأقسام المحتملة إلا واحدا و هوأن الصورة جزء العلة ثبت أنه حق فصرح به فيهذا الفصل و أشار بقوله ذلك إلى ما أوجبطلبه في الفصل السابق و بين أن الشيءالذي يشارك الصورة في العلية ما هو و هوالذي سماه سببا أصلا و إنما سماه أصلا لأنهالمستمر الوجود المستحفظ لوحدة العلة علىما مر و أيضا لأنه الذي يفيد أصلا وجودالهيولى من حيث كونها بالقوة فإن الصورةلا تفيد إلا إخراج ذلك الموجود المستفادمنه إلى الفعل و تبعيته و هو كما ذكرناموجود ثابت دائم الوجود مفارق عن المادة وعما يتعلق بها من الجسمانيات و إلا لعادبعض المحالات المذكورة و قد يسمى عقلا كماسيجيء ذكره و بيان صفاته و أما المعينبتعقيب الصور فهو السبب الذي يقتضي تعقيبالصور و سماه معينا لأنه يفيد بواسطةالصور المتعاقبة بقاء الهيولى لا أصلوجودها فهو يعين السبب الأصلي في إقامةالهيولى