أقول يريد إبطال الاحتمال الثاني المنسوبإلى النظام و غيره من الاحتمالات الأربعةالمذكورة و هؤلاء لما وقفوا على حجج نفاةالجزء و لم يقدروا على ردها أذعنوا بها وحكموا بأن الجسم ينقسم انقسامات لا تتناهىلكنهم لم يفرقوا بين ما هو موجود فيالشيء بالقوة و بين ما هو موجود فيهمطلقا فظنوا أن كل ما يمكن في الجسم منالانقسامات التي لا تتناهى فهو حاصل فيهبالفعل فحكموا باشتماله على ما لا يتناهىمن الأجزاء صريحا و هذا الحكم ينعكس بعكسالنقيض إلى أن كل ما لا يكون حاصلا فيالجسم من الانقسامات فهو لا يمكن أن يحصلفيه ثم إنهم معترفون بوجود كثرة في الجسم وأن الكثرة إنما تتألف من الآحاد و أنالواحد من حيث هو واحد لا ينقسم فإذن قدتحصل من أقوالهم مقدمتان هما أن الجسميشتمل على أشياء غير منقسمة و كل ما يشتملعليه الجسم و لا يكون منقسما فإنه لا يقبلالقسمة فينتج فالجسم يشتمل على أشياء لاتقبل القسمة و هذا هو القول بالجزء الذي لايتجزأ و قد لزمهم و إن لم يصرحوا به إلا أنالقائلين به يقولون بأجزاء متناهية وهؤلاء يذهبون إلى ما لا يتناهى فهؤلاءكادوا أن يقولوا بهذا التأليف و لكن منأجزاء غير متناهية قيل و قد يناظرالفريقان فلما ألزم أصحاب المذهب الأولأصحاب هذا المذهب وجوب