يستحيل أن يقتضي بسيطان مختلفان بالنوعمكانا واحدا و على هذه المسألة بناء هذاالمطلوب و هي في الأجسام المقتضية للميولالمختلفة ظاهرة فإن الميل البسيط يكون إمانحو المكان الطبيعي أو نحو الوضع المطلوبمع ملازمة المكان الطبيعي و أما على الوجهالكلي فبيان هذه المسألة بأن يقال الطبائعالمتخالفة لا تقتضي من حيث هي متخالفةشيئا واحدا و الشيخ عرض بذلك في قولهلاستحقاق كل جسم مكانا خاصا بحسبه و يكونأحد المكانين خارجا عن الآخر و نعود إلىتقرير المطلوب فنقول ثم حال هذا الكائن لايخلو إما أن يكون بحسب الصورة الثانيةالتي هي الكائنة في مكان غريب أو لا يكونبل يكون في مكانها الطبيعي و على التقديرالأول يلزم أن تقتضي طبيعة الكائن ميلامستقيما إلى مكانه الطبيعي و على التقديرالثاني يلزم أنه قد كان في هذا المكان قبللبس هذه الصورة بحسب صورته الأولى الفاسدةغريبا مزاحما للجسم الذي مكانه هذا المكانو أنه قد زحمه و غلبه و أخرجه من مكانهبالقسر حينئذ حتى حصل هو في مكانه هذا فإذنالجسم المتمكن في هذا المكان بالطبع قابلبجوهره للنقل من مكانه و يلزم من ذلك أنيكون فيه ميل مستقيم و إلا فكيف يخرجه عنهو إنما قال فجوهر متمكن هذا المكان قابلللنقل و لم يقل فهذا المتمكن لأن هذاالمتمكن من حيث الشخص لم ينتقل بل انتقلقبل تكونه ما هو من جوهره و نوعه فقد بان أنكل كائن و فاسد ففيه مبدأ ميل مستقيم