المسخنة و المادة القابلة لها و عدمالموانع حاصلة له ثمة فالسخونة الشديدةموجودة و أما برودة الماء فقد ذهب قوم كثيرمنهم الشيخ أبو البركات من المتأخرين إلىأن الأرض أبرد من الماء لأنها أكثف و إنكان الإحساس ببرودة الماء لفرط وصوله إلىالمسام و التصاقه بالأعضاء أشد كما أنالنار أسخن من النحاس المذاب مع أنالإحساس به أشد و أما الميعان فإن كان هوالبلة فالمائع هو الماء لا غيره إن كان هوبسهولة التشكل فالمائع هو الثلاثة غيرالأرض و النار أولى به من الكل لأن الأسخنألطف و أرق قواما و ليس سهولة التشكل إلالرقة القوام و اللطافة و أقول إن الشيخيروم البناء على الوجدان الظاهر كما مر ولا شك أن أحر الأجرام في النظر الأول هوالنار و أبردها هو الماء و أشدها ميعانا هوالهواء و لم ينازعه في ذلك من نازعه إلالقياس أو استدلال و ذلك باب آخر أعرض عنههاهنا و أطنب القول فيه في الشفاء (قوله والهواء بالقياس إلى الماء حار لطيف يتشبهبه الماء إذا سخن و تلطف) لما فرغ من تعريفالعناصر بالكيفيات الظاهرة و تعيينهاأراد بيان اتصافها بالكيفيات الخفية أيضاو هي ثلاثة حرارة الهواء و برودة الأرض ويبوسة النار و أما رطوبة الماء فظاهرةكبرودته و راعى الترتيب المذكور فابتدألذلك بحرارة الهواء و إنما قال و الهواءبالقياس إلى الماء حار و لم يقل إنه حارمطلقا لأنه بالقياس إلى النار ليس بحارإذا كان البالغ في الحرارة هو النار و لميمكن أن يقول بالقياس إلى الأرض لأنه لميبين بعد كيفيتها الفعلية و استدل علىحرارة الهواء بأن الماء يتشبه به إذا سخن وتلطف أي تخلخل و تشبهه به تبخره و تصاعدهفي حيزه