لا تكونه هواء لأن ذلك لا يكون تشبها والبخار هو أجزاء صغار مائية كثيرة مختلطةبالهواء و وجه الاستدلال أن الحرارة تقتضيالخفة و اللطافة و البرودة تقتضي الثقل والكثافة للتجربة فما هو أسخن فهو أخف وألطف و ما هو أبرد فهو أثقل و أكثف و لو لميكن الهواء أسخن من الماء لم يكن أخف وألطف منه لكنه أخف و ألطف فهو أسخن (قوله والأرض إذا خليت و طباعها و لم تسخن بعلةبردت) أقول و هذا استدلال على برودة الأرضو هو ظاهر و العلة المسخنة هي أشعةالعلويات ثم المسخنات السفلية كالرياحالحارة و غيرها (قوله و إذا خمدت النار وفارقتها سخونتها تكون منها أجسام صلبةأرضية يقذفها السحاب الصاعق) أقول يريدإثبات يبوسة النار و استدل عليها بالصاعقةفإنها على ما قال هاهنا تتولد من أجسامنارية فارقتها السخونة و صارت لاستيلاءالبرودة على جوهرها متكاثفة و فيه نظرلأنه أيضا قد قال في بعض أقواله إنها تتولدمن الأبخرة و الأدخنة الأرضية المتصعدة عنالأرض المحتبسة في السحاب و الدخان هوالمتحلل اليابس من الأرض كما أن البخار هوالمتحلل الرطب و هو أجزاء أرضية صغاراكتسبت حرارة فتصاعدت لأجلها و خالطتالهواء و هذا أظهر قوليه في الصاعقة و أيدهالفاضل الشارح بأن الصواعق على ما حكىالشيخ تشبه الحديد تارة و النحاس تارة والحجر تارة