لا تدرك إلا بالحواس و هو في الفرضالمذكور كان غافلا عن الحواس و عما تدركهالحواس مع أنه مدرك لذاته و أبطل أن يكونالمدرك شيئا من أعضائه الباطنة بأنها لاتدرك إلا بالتشريح و هو في الفرض المذكوركان غافلا عن التشريح و عما يوجبه التشريحو أبطل أن يكون المدرك جملة البدن بأنه حينيمتحن من نفسه يجد نفسه مدركا لذاته وغافلا عن تفاصيل أعضائه و بأن إدراكالمركب لا ينفك عن إدراك أجزائه التي يكونكل واحد منها غير المركب و كان الإنسان فيالفرض المذكور غافلا عما يغايره فظهر أنالمدرك هو شيء غير أجزاء البدن جملة وفرادى التي يمكن أن يغفل عنها المدركلذاته حالة الإدراك لكونها غير ضروريةالإدراك في كونه مدركا لذاته و ظهر من ذلكأن المدرك ليس بمحسوس و لا ما يشبه المحسوسمما سنذكره يعني المتخيل و الموهوم