عند ما يتصور من زيد مثلا معنى الإنسانالموجود أيضا لغيره و هو عند ما يكونمحسوسا يكون قد غشيته غواش غريبة عنماهيته لو أزيلت عنه لم تؤثر في كنه ماهيتهمثل أين و وضع و كيف و مقدار بعينه و لوتوهم بدله غيره لم تؤثر في حقيقة ماهيةإنسانيته و الحس يناله من حيث هو مغمور فيهذه العوارض التي تلحقه بسبب المادة التيخلق منها لا يجرده عنها و لا يناله إلابعلاقة وضعية بين حسه و مادته و لذلك لايتمثل في الحس إلا إذا ظهر صورته إذا زال وأما الخيال الباطن فتخيله مع تلك العوارضلا يقتدر على تجريده المطلق عنها لكنهيجرده عن تلك العلاقة المذكورة التي تعلقبها الحس فهو يتمثل صورته مع غيبوبةحاملها و أما العقل فيقتدر على تجريدالماهية المكنوفة باللواحق الغريبةالمشخصة مستثبتا إياها كأنه عمل بالمحسوسعملا جعله معقولا) لما فرغ من بيان معنىالإدراك أراد أن ينبه على أنواعه و مراتبهو أنواع الإدراك أربعة إحساس و تخيل و توهمو تعقل فالإحساس إدراك الشيء الموجود فيالمادة الحاضرة عند المدرك على هيئاتمخصوصة به محسوسة من الأين و المتى و الوضعو الكيف و الكم و غير ذلك