لما ذكره فإنا نتصور رأيا كليا مثلاكتصورنا أنه ينبغي أن يصدر عنا بذل الدرهمو هذا قضاء كلي حصلناه من مقدمات كلية هيقولنا ينبغي أن يصدر عنا الفعل الجميل و منالأفعال الجميلة بذل الدرهم ثم أتبعناهاقضاء جزئيا هو أن هذا الدرهم الذي في يديينبغي أن أبذله فينبعث من هذا القضاءالجزئي شوق و إرادة متعينان إلى بذل هذاالدرهم فتنبعث القوة المحركة إلى دفعه إلىمستحق فصار هذا البذل بهذا الدرهم مراديلأجل المراد الأول الذي هو صدور بذلالدرهم عني و اعترض الفاضل الشارح فقالإدراك الشيء الجزئي يقتضي نسبة بينه وبين المدرك و النسبة لا تتحقق إلا بعد حصولالمنتسبين فإدراك الشيء الجزئي تتوقفعلى حصوله المتوقف على تحصيل فاعله إياهفلو توقف تحصيل فاعله إياه على إدراكه منحيث هو جزئي لزم الدور و الجواب أن إدراكالجزئي قبل وجوده يتوقف على حصوله فيالخيال لا على حصوله في الخارج و حصوله فيالخارج هو الذي يتوقف على تحصيل الفاعلإياه المتوقف على إدراكه له فإنه كما يكونحصوله الجزئي في الخارج مبدأ لحصوله فيالخيال فقد يكون حصوله في الخيال أيضامبدأ لحصوله في الخارج و لا يلزم الدور ثمقال و أيضا نعلم قطعا أنا متى حاولنا فعلحركة فإنا لا نحاول إلا إيجاد الحركة منحيث هي حركة في الموضع الفلاني في الوقتالفلاني و ذلك