أن النفس الناطقة الفلكية تدرك العقلبذاتها و تحرك الفلك بقوة منطبعة في جسمهكنفوسنا و باقي اعتراضاته ينحل بما مر
(30) موعد و تنبيه
(أما الشيء الذي يتشوقه الجرم الأول فيالحركة الإرادية فموعد بيانه بعد ما نحنفيه إلا أنك يجب أن تعلم أنه لن يتحركمتحرك إرادي إلا لطلب شيء أن يكون للطالبأولى و أحسن من أن لا يكون إما بالحقيقة وإما بالظن و أما بالتخيل العبثي فإن فيهضربا خفيا من طلب اللذة و الساهي و النائمإنما يفعل و هو يتخيل لذة ما أو تبديل حالما مملولة أو إزالة وصب ما فإن النائميتخيل و أعضاؤه أيضا قد تطيع تحريكه عنتخيله لا سيما في حالة يكون بين النوم واليقظة أو في الشيء الضروري كالنفس أو فيالشيء الذي يصير كالضروري كمن يرى فيمنامه شيئا مخيفا جدا أو حبيبا جدا فربماانزعج للهرب أو للطرب و اعلم أن التخيلشيء و الشعور بالتخيل أنه هو ذا تخيلشيء و انحفاظ ذلك الشعور في الذكر شيء وليس يجب أن ينكر وجود التخيل لأجل فقد أحدالأمرين) أقول قد ذكر هاهنا أن الحركةالفلكية لا تراد لذاتها بل تراد لحصول وضعكلي و كما أن حصول الوضع الكلي ليس أيضالذاته مرادا بل إنما يراد لشيء آخر و كانمن الواجب أن يبين الشيء الذي هو لذاتهغاية هذه الحركة لكن هذا النمط لما كانمقصورا على إثبات النفوس واقفا عليها وكان النمط السادس مشتملا على ذكر الغاياتكان إيراد ذلك فيه أولى فموعد بيانه هناك وإنما وقع ذكر الوضع الكلي هاهنا أيضابالعرض و ذلك لأنه احتاج إلى ذلك فيالاستدلال على وجود النفس العاقلة ثم ذكرأن الواجب عليك في هذا الموضع أن تعلم أنالمتحرك الإرادي