المذاهب المتعلقة بهذا الموضع في الأجسامالمؤلفة مذهب ينسب إلى بعض القدماءكذيمقراطيس و غيره و هو قولهم إن الأجسامالمشاهدة ليست ببسائط على الإطلاق بل هيإنما متألفة عن بسائط صغار متشابهة الطبعفي غاية الصلابة و تألف البسائط إنما يكونبالتماس و التجاور فقط و الجسم البسيطالواحد منها لا ينقسم فكان أصلا و ينقسموهما للحجة المذكورة و مقاديرها في الصغرو الكبر و أشكالها مختلفة و ربما زعم بعضهمأن مقاديرها متساوية و قد مال الشيخ أبوالبركات البغدادي إلى مثل هذا القول فيالأرض وحدها ذكر الفاضل الشارح أن القومذهبوا إلى أن تلك البسائط كروية الشكل وفيه نظر لأن الشيخ حكى في الفن الثالث منطبيعيات الشفاء أنهم يقولون إنها غيرمتخالفة إلا بالشكل و أن جوهرها جوهر واحدبالطبع و إنما يصدر عنها أفعال مختلفةلأجل الأشكال المختلفة و ذكر أن بعضهم جعلأشكال المجسمات الخمسة المذكورة في كتابأقليدس أشكال العناصر و الفلك و منهم منخالفهم في ذلك و ذكر اختلافات كثيرة لهم لافائدة في إيرادها و بالجملة هذا المذهب هوبعينه مذهب مثبتي الأجزاء إلا في تسميةالأجزاء بالأجسام و في تجويز الانقسامالوهمي عليها و وجه تعلقه بهذا الموضع أنالحجة المذكورة في نفي الأجزاء إنما اقتضتكون كل ذي حجم قابلا للانقسام الوهمي و لكنليس بواجب أن يكون كل قابل للانقسامالوهمي قابلا للانقسام الانفكاكي و كانتالحجة المذكورة في إثبات الهيولى مبنيةعلى كون الامتداد قابلا للانقسامالانفكاكي فإذن لو كانت البسائط غير قابلةللانفكاك بل إنما تتصل بالتماس و تنفصلبزوال التماس لكان إثبات المادة بالحجةالمذكورة متعذرا فهذا الوهم هو هذا المذهبو الامتداد الجسماني الواحد الذي ذكرهالشيخ هو الذي يسميه أصحاب هذا المذهبجسما بسيطا واحدا