يريد بيان امتناع انفكاك الصورة الجسميةعن الهيولى فبين أولا لزوم الشكل للصورةبتوسط التناهي ثم بنى البرهان عليه أمابيان الأول فهو أن الشكل و إن قيل فيتعريفه أنه ما أحاط به حد أو حدود لكنه إذاحقق كان ماهية من الكيفيات المختصةبالكميات و الحد في هذا الموضع هو النهايةو كان المفهوم من الشكل هو هيئة شيء تحيطبه نهاية واحدة أو أكثر من واحدة من جهةإحاطتها به فإذن الشيء المتناهي يلزمهأن يكون ذا شكل و الامتداد الجسماني متناهفهو ذو شكل و هذا معنى قوله فقد بان لك أنالامتداد الجسماني يلزمه التناهي فيلزمهالشكل و فائدة قوله أعني في الوجود أنالامتداد لا يستلزم الشكل من حيث ماهيتهلأنه لا يمكن أن يتصور غير متناه و حينئذلا يكون ذا شكل بل إنما يستلزمه من حيث إنهفي الوجود لا ينفك عن شكل ما لوجوب تناهيه(قوله فلا يخلو إما أن يكون هذا اللازميلزمه و لو انفرد بنفسه عن نفسه أو يلحقه ويلزمه لو انفرد بنفسه عن سبب فاعل مؤثر فيهأو يلزمه لسبب الحامل و الأمور التي تكتنفالحامل)