تبني هذا النوع من المثل العليا له احد سببين: - مقدمات فی التفسیر الموضوعی للقرآن نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقدمات فی التفسیر الموضوعی للقرآن - نسخه متنی

السید محمد باقر الصدر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تبني هذا النوع من المثل العليا له احد سببين:
















السبب الاول:

الالفة والعادة والخمول والضياع، هذا سبب نفسي، الالفة والخمول والضياع سبب نفسي إذا انتشرت هذه الحالة النفسية: حالة الخمول الركود والالفة والضياع في قوم، في مجتمع حينئذ يتجمد ذلك المجتمع، لانه سوف يصنع إلهه من واقعه، سوف يحول هذا الواقع النسبي المحدود الذي يعيشه إلى حقيقة مطلقة، إلى مثل اعلى إلى هدف لايرى ورأه شيئا.









وهذا في الحقيقة هو ما عرضه القرآن الكريم في كثير من الايات التي تحدثت عن المجتمعات التي واجهت الانبياء حينما جاء الانبياء إلى تلك المجتمعات بمثل عليا حقيقية ترتفع عن الواقع وتريد ان تحرك هذا الواقع وتنتزعه من حدوده النسبية إلى وضع آخر، واجه هؤلاء الانبياء مجتمعات سادتها حالة الالفة والعادة والتميع فكان هذا المجتمع يرد على دعوة الانبياء ويقول باننا وجدنا آبأنا على هذه السنة، وجدنا آبأنا على هذه الطريقة ونحن متمسكون بمثلهم الاعلى، سيطرة الواقع على اذهانهم وتغلغل الحس في طموحاتهم بلغ إلى درجة تحول هذا الإنسان من خلالها إلى انسان حسي لا إلى انسان مفكر، إلى انسان يكون ابن يومه دائما، ابن واقعه دائما لا أبا يومه ولا أبا واقعه، ولهذا لايستطيع ان يرتفع على هذا الواقع.









استمعوا إلى القرآن الكريم وهو يقول: (قالوا بل نتّبع ما الفينا عليه آبأنا أو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون)(69)، (قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آبأنا، أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون)(70)، (قالوا أجئتنا لتلفتنا عمّا وجدنا عليه آبأنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين)(71)، (أتنهانا ان نعبد ما يعبد آباؤنا وإنّنا لفي شكّ ممّا تدعونا اليه مريب)(72)، (قالت رسلهم افى اللّه شك فاطر السّموات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخّركم إلى أجل مسمّى، قالوا ان أنتم إلاّ بشرٌ مثلنا تريدون أن تصدّونا عمّا كان يعبد آباؤنا قاتونا بسلطان مبين)(73)، (بل قالوا انّا وجدنا آبأنا على امّة وانّا على آثارهم مهتدون)(74.)







في كل هذه الايات يستعرض القرآن الكريم السبب الاول لتبني المجتمع هذا المثل الاعلى المنخفض.

هؤلاء بحكم الالفة والعادة وبحكم التميّع والفراغ وجدوا سنة قائمة، وجدوا وضعا قائما فلم يسمحوا لانفسهم بأن يتجاوزوه، جسدوه كمثل اعلى وعارضوا به دعوات الانبياء على مر التاريخ، هذا هو السبب الاول لتبني هذا المثل الاعلى المنخفض.

















والسبب الثاني:

لتبني هذا المثل الاعلى المنخفض هو التسلط الفرعوني على مرّ التاريخ، الفراعنة على مر التاريخ حينما يحتلون مراكزهم يجدون في أي تطلع إلى المستقبل، وفي أي تجاوز للواقع الذي سيطروا عليه، يجدون في ذلك زعزعة لوجودهم وهزّاً لمراكزهم.









من هنا من مصلحة فرعون على مرّ التاريخ ان يغمض عيون الناس على هذا الواقع، ان يحول الواقع الذي يعيشه مع الناس إلى مطلق، إلى إله، إلى مثل أعلى لايمكن تجاوزه، يحاول ان يحبس وان يضع كل الامة في اطار نظرته هو، في اطار وجوده هو لكي لايمكن لهذه الامة ان تفتش عن مثل اعلى ينقلها من الحاضر إلى المستقبل من واقعه إلى طموح آخر اكبر من هذا الواقع.

هنا السبب اجتماعي لانفسي، السبب خارجي لاداخلي.









وهذا أيضاً ما عرضه القرآن الكريم (وقال فرعون ياأيّها الملا ما علمت لكم من إله غيرى)(75)، (قال فرعون ما أريكم إلاّ ما أرى وما أهديكم إلاّ سبيل الرّشاد)(76.)







هنا فرعون يقول ما أريكم إلاّ ما ارى يريد ان يضع الناس الذين يعبدونه كلهم في اطار رؤيته في اطار نظرته، يحول هذه النظرة وهذا الواقع، إلى مطلق لايمكن تجاوزه هنا الذي يجعل المجتمع يتبنى مثلا اعلى مستمداً من الواقع هو التسلط الفرعوني الذي يرى في تجاوز هذا المثل الاعلى خطراً عليه وعلى وجوده.









قال اللّه سبحانه وتعالى: «ثمّ أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين.

إلى فرعون وملاه فاستكبروا وكانوا قوماً عالين.

فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون»(77) نحن غير مستعدين ان نؤمن بهذا المثل الاعلى الذي جاء به موسى لانه سوف يزعزع عبادة قوم موسى وهارون لهم.

اذن هذا التجميد ضمن اطار الواقع الذي تعيشه الجماعة أي جماعة بشرية ينشاء من حرص أولئك الذين تسلطوا على هذه الجماعة على أن يضمنوا وجودهم ويضمنوا الواقع الذي هم فيه وهم بناته.

















هذا هو السبب الثاني الذي عرضه القرآن الكريم.

















والقرآن الكريم يسمي هذا النوع من القوى التي تحاول ان تحول هذا الواقع المحدود إلى مطلق وتحصر الجماعة البشرية في أطار هذا المحدود، يسمي هذا بالطاغوت.

قال سبحانه وتعالى: «والّذين اجتنبوا الطّاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى اللّه لهم البشرى فبشّرى فبشّر عباد الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه أولئك الّذين هداهم اللّه وأولئك هم أولوا الالباب»(78.)







لاحظو ذكر صفة اساسية مميزة لمن اجتنب عبادة الطاغوت، ماهي الصفة الاساسية المميزة التي ذكرها القرآن لمن اجتنب عبادة الطاغوت؟







قال «فبشّر عباد الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه»(79)، يعني لم يجعلوا هناك قيدا على ذهنهم، لم يجعلوا اطاراً محدودا لايمكنهم ان يتجاوزوه، جعلوا الحقيقة مدار همّهم جعلوا الحقيقة هدفهم ولهذا يستمعون القول















فيتبعون أحسنه يعني هم في حالة طموح، في حالة تطلع وموضوعية في حالة تسمح لهم بان يجدوا الحقيقة.

بينما لو كانوا يعبدون الطاغوت، حينئذ سوف يكونون في اطار هذا الواقع الذي پريده الطاغوت، سوف لن يستطيعوا أن يستمعوا إلى القول فيتبعون أحسنه، وإنما يتبعون فقط ما يراد لهم ان يتبعوه.

















هذا هو السبب الثاني لاتباع وتبني هذه المثل.

















اذن خلاصة مامرّ بنا حتى الان: أن التاريخ يتحرك من خلال البناء الداخلي للانسان، الذي يصنع للانسان غاياته هذه الغايات تبنى على أساس المثل الاعلى الذي تنبثق عنه تلك الغايات.

لكل مجتمع مثل أعلى ولكل مثل أعلى مسار ومسيرة، وهذا المثل الاعلى هو الذي يحدد في تلك المسيرة معالم الطريق وهذا المثل الاعلى على ثلاثة أقسام حتى الان استعرضنا القسم الاول من المثل العليا وهو المثل الاعلى الذي ينبثق تصوره عن الواقع ويكون منتزعا عن الواقع الذي تعيشه الجماعة وهذا مثل أعلى تكراري، وتكون الحركة التاريخية في ظل هذا المثل الاعلى حركة تكرارية، أخذ الحاضر لكي يكون هو المستقبل وقلنا بان تبني هذا النوع من المثل الاعلى يقود إلى احد سببين بحسب تصورات القرآن الكريم:















/ 22