السبب الاول: سبب نفسي وهو الالفة والعادة والضياع. - مقدمات فی التفسیر الموضوعی للقرآن نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقدمات فی التفسیر الموضوعی للقرآن - نسخه متنی

السید محمد باقر الصدر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

السبب الاول: سبب نفسي وهو الالفة والعادة والضياع.
















والسبب الاخر:

سبب خارجي وهو تسلط الفراعنة والطواغيت على مرّ التاريخ.

































اعوذ باللّه من الشيطان الرجيم















بسم الله الرحمن الرحيم















وافضل الصلوات على سيد الخلق محمد وعلى الهداة الميامين من آله الطاهرين.









هذه المثل العليا المنخفضة المنتزعة عن الواقع والتي تحدثنا عنها في الامس في كثير من الاحيان تتخذ طابع الدين، ويسبغ عليها هذا الطابع من اجل اعطائها قدسية تحافظ على بقائها واستمرارها على الساحة، كما رأينا في الايات الكريمة المتقدمة، كيف ان المجتمعات التي رفضت دعوة الانبياء كثيراً ما كانت تصر على التمسك بعبادة الاباء وبدين الاباء بالمثل الاعلى المعبود للاباء، بل ان الحقيقة أن كل مثل اعلى من هذه المثل العليا المنخفضة لاينفك عن الثوب الديني سواء أبرز بشكل صريح او لم يبرز لان المثل الاعلى دائماً يحتلٍ مركز الاله بحسب التعبير القرآني والاسلامي، ودائماً تستبطن علاقة الامة بمثلها الاعلى نوعاً من العبادة، من العبادة لهذا المثل الاعلى وليس الدين بشكله العام إلاّ علاقة عابد بمعبود.









اذن المثل الاعلى لاينفك عن الثوب الديني سواء كان ثوبا دينيا صريحا، اوثوبا دينيا مستترا مبرقعا تحت شعارات اخرى فهو في جوهره دين وفي جوهره عبادة وانسياق.

إلاّ ان هذه الاديان التي تفرزها هذه المثل العليا المنخفضة اديان محدودة تبعا لمحدودية نفس هذه المثل، لمّا كانت هذه المثل مثلا منخفضة ومحدودة قد حولت بصورة مصطنعة إلى مطلقات والا هي في الحقيقة ليست إلاّ تصورات جزئية عبر الطريق الطويل الطويل للانسان، إلاّ أنها حولت إلى مطلقات بصورة مصطنعة.









اذن هذه المحدودية في المثل تعكس الاديان التي تفرزها، فالاديان التي تفرزها هذه المثل او بالتعبير الاحرى الاديان التي يفرزها الإنسان من خلال صنع هذه المثل، ومن خلال عملقة هذه المثل وتطويرها من تصورات إلى مطلقات، هذه الاديان تكون اديانا محدودة ضئيلة، أديان التجزئة، هذه الاديان هي أديان التجزئة في مقابل دين التوحيد الذي سوف نتكلم عنه حينما نتحدث عن مثله الاعلى القادر على استيعاب البشرية بابعادها، هذه الاديان أديان التجزئة هذه الالهة، الالهة التي يفرزها الإنسان بين حين وحين هي التي يعبر عنها القرآن الكريم بقوله (ان هي إلاّ أسماء سمّيتوها انتم وآباؤكم)(80)، هذا الاله الذي يفرزه الإنسان، هذا الدين الذي يصنعه الإنسان، وهذا المثل الاعلى الذي هو نتاج بشري، هذا لايمكن ان يكون هو الدين القيم، لايمكن ان يكون هو المصعّد الحقيقي للمسيرة البشرية، لان المسيرة البشرية لايمكن ان تخلق إلهها بيدها.









المجتمعات والامم التي تعيش هذا المثل الاعلى المنخفض المستمد من واقع الحياة، قلنا بأنها تعيش حالة تكرارية يعني ان حركة التاريخ تصبح حركة تماثلية وتكرارية وهذه الامة















تأخذ بيدها ماضيها إلى الحاضر، وحاضرها إلى المستقبل ليس لها مستقبل في الحقيقد وإنما مستقبلها هو ماضيها.









ومن هنا إذا تقدمنا خطوة في تحليل ومراقبة ومشاهدة اوضاع هذه الامة التي تتمسك بمثل من هذا القبيل، إذا تقدمنا خطوة إلى الامام نجد ان هذه الامة بالتدريج سوف تفقد ولاها لهذا المثل أيضاً، لن تظل متمسكة بهذا المثل لان هذا المثل بعد ان يفقد فاعليته وقدرته على العطاء، بعد ان يصبح نسخة من الواقع، بعد ان يصبح أمراً مفروضا ومحسوسا وملموسا، بعد ان يصبح غير قادر على تطوير البشرية وتصعيدها في مسارها الطويل، تفقد هذه البشرية، هذه الجماعة تفقد بالتدريج ولاها لهذا المثل ومعنى انها تفقد ولاها لهذا المثل يعني ان القاعدة الجماهيرية الواسعة في هذه الامة سوف تتمزق وحدتها لان وحدة هذه القاعدة إنما هي بالمثل الواحد فاذا ضاع المثل ضاعت هذه القاعدة.

هذه الامة بعد ان تفقد ولاها لهذا المثل تصاب بالتشتت، بالتمزق، بالتبعثر، تكون كما وصف القرآن الكريم (بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتىّ ذلك بأنّهم قوم لايعقلون)(81) بأسمهم بينهم شديد باعتبار أن التناقضات تبدأ في داخل هذه الامة هذه الامة التي لا يجمعها مثل اعلى لاتجمعها طريقة مثلى، لايجمعها سبيل واحد قلوب متفرقة أهواء متشتتة، ارواح متبعثرة، عقول مجمدة في حالة من هذا القبيل لاتبقى امة وإنما يبقى شبح امة فقط.

وفي ظل هذا الشبح سوف ينصرف كل فرد في هذه الامة ينصرف إلى همومه الصغيرة، إلى قضاياه المحدودة لانه لايوجد هناك مثل اعلى تلتف حوله الطاقات، تلتف حوله القابليات والامكانات تحشد من اجله التضحيات لايوجد هذا المثل الاعلى، حينما يسقط هذا المثل الاعلى تسقط الرآية التي توحد الامة، يبقى كل انسان مشدود إلى حاجاته المحدودة، إلى مصالحه الشخصية، إلى تفكيره في اموره الخاصة، كيف يصبح؟ كيف يمسي؟ كيف يأكل؟ كيف يشرب؟ كيف يوفر الراحة والاستقرار له ولا ولاده ولعائلته؟ أي راحة؟ أي استقرار؟ الراحة بالمعنى الرخيص من الراحة، والاستقرار بالمعنى القصير من الاستقرار يبقى كل انسان سجين حاجاته الخاصة، سجين رغباته الخاصة، يبقى يدور، يبقى يلتف حول هذه الرغبات وحول هذه الحاجات لايرى غيرها اذلا يوجد المثل، اذ ضاع المثل وتفتت وسقط في حالة من حالات هذه الامة، قلنا بأن الامة تتحول إلى شبح لاتبقى امة حقيقة، وإنما هناك شبح امة.









وقد علمنا التاريخ انه في حالة من هذا القبيل توجد ثلاث اجراءات، ثلاث بدائل يمكن ان تنطبق على حالة هذه الامة الشبح.









الاجراء التاريخي الاول: هو ان تتداعى هذه الامة أمام غزو عسكري من الخارج لان هذه الامة التي افرغت من محتواها، التي تخلّت عن وجودها كأمة، وبقيت كأفراد كل انسان يفكر في طعامه، يفكر في لباسه، يفكر في دار سكناه ولايفكر في الامة لن يبقى هناك من يفكر في















الامة، وإنما كل انسان يفكر في حاجاته حين يفكر اذن في وضع من هذا القبيل يمكن ان تتداعى هذه الامة امام غزو من الخارج، وهذا ما وقع بالفعل بعد ان فقد المسلمون مثلهم الاعلى وفقدوا ولاهم لهذا المثل الاعلى ووقعوا فريسة غزو التتار حينما سقطت حضارة المسلمين بايدي















/ 22