هذا هو الشكل الثاني للسنة التاريخية. - مقدمات فی التفسیر الموضوعی للقرآن نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقدمات فی التفسیر الموضوعی للقرآن - نسخه متنی

السید محمد باقر الصدر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

هذا هو الشكل الثاني للسنة التاريخية.
















الشكل الثالث للسنة التاريخية: وهو شكل اهتم به القرآن الكريم اهتماما كبيرا، هو السنة التاريخية المضاغة على صورة اتجاه طبيعي في حركة التاريخ لاعلى صورة قانون صارم حدي، وفرق بين الاتجاه والقانون.

ولكي تتضح الفكرة في ذلك لابد وان نطرح الفكرة الاعتيادية التي نعيشها في اذهاننا عن القانون.









القانون العلمي كما نتصوره عادة عبارة عن تلك السنة التي لاتقبل التحدي من قبل الإنسان، لانها قانون من قوانين الكون والطبيعة فلايمكن للانسان ان يتحداها، أن ينقضها، أن















يخرج عن طاعتها، يمكنه ان لا يصلي لان وجوب الصلاة حكم تشريعي وليس قانونا تكوينيا، يمكنه أن يشرب الخمر لان حرمة شرب الخمر قانون تشريعي وليس قانونا تكوينيا، لكنه لايمكنه ان يتحدى القوانين الكونية والسنن الموضوعية، مثلا لايمكنه أن يجعل الماء لايغلي إذا توفرت شروط الغليان، لايمكنه ان يتحدى الغليان ان يؤخر الغليان لحظة عن موعده المعين لان هذا قانون والقانون صارم والصرامة تأبى التحدي.

هذه هي الفكرة التي نتصورها عادة عن القوانين وهي فكرة صحيحة إلى حد ما، لكن ليس من الضروري ان تكون كل سنة طبيعية موضوعية على هذا الشكل بحيث تأبى التحدي ولا يمكن تحديها من قبل الإنسان بهذه الطريقة، بل هناك اتجاهات موضوعية في حركة التاريخ وفي مسار الإنسان إلاّ ان هذه الاتجاهات لها شي من المرونة بحيث انها تقبل التحدي ولو على شوط قصير، وان لم تقبل التحدي على شوط طويل، لكن على الشوط القصير تقبل التحدي أنت لاتستطيع أن تؤخر موعد غليان الماء لحظة، لكن تستطيع أن تجمد هذه الاتجاهات لحظات من عمر التاريخ لكن هذا لايعني أنها ليست اتجاهات تمثل واقعا موضوعيا في حركة التاريخ، هي اتجاهات ولكنها مرنة تقبل التحدي لكنها تحطم المتحدي حينما يتحدى هذا المحتدي تحطمه بسنن التاريخ نفسها.

ومن هنا كانت اتجاهات:







هناك اشياء يمكن تحديها دون ان يتحطم المتحدي، لكن هناك اشياء يمكن ان تتحدى على شوط قصير ولكن التحدي يتحطم على يد سنن التاريخ نفسها، هذه هي طبيعة الاتجاهات الموضوعية في حركة التاريخ.

لكي أقرّب الفكرة اليكم نستطيع أن نقول بأن هناك اتجاها في تركيب الإنسان وفي تكوين الإنسان اتجاها موضوعيا لاتشريعيا إلى اقامة العلاقات المعينة بين الذكر والانثى في مجتمع الإنسان ضمن اطار من أطر النكاح والاتصال، هذا الاتجاه ليس تشريعياً ليس تقنينا اعتباريا وإنما هو اتجاه موضوعي اعملت العنآية في سبيل تكوينه في مسار حركة الإنسان، لانستطيع أن نقول إن هذا مجرد قانون تشريعي، مجرد حكم شرعي لا وإنما هذا اتجاه ركب في طبيعة الإنسان وفي تركيب الإنسان وهو الاتجاه إلى الاتصال بين الذكر والانثى وادامة النوع عن طريق هذا الاتصال ضمن اطار من أطر النكاح الاجتماعي.

هذه سنة لكنها سنة على مستوى الاتجاه، لا على مستوى القانون.

لماذا؟







لان التحدي لهذه السنة لحظة او لحظات ممكن، أمكن لقوم لوط أن يتحدوا هذه السنة فترة من الزمن بينما لم يكن بامكانهم ان يتحدوا سنة الغليان بشكل من الاشكال، لكنهم تحدوا هذه السنة إلاّ ان تحدي هذه السنة يؤدي إلى أن يتحطم المتحدي، المجتمع الذي يتحدى هذه السنة يكتب بنفسه فناء نفسه لانه يتحدى ذلك عن طريق ألوان اخرى من الشذوذ التي رفضها هذا الاتجاه الموضوعي وتلك الالوان من الشذوذ تؤدي إلى فناء المجتمع والى خراب المجتمع.

















ومن هنا كان هذا اتجاها موضوعيا يقبل التحدي على شوط قصير، لكن لا يقبل التحدي على شوط طويل لانه سوف يحطم يحطم المتحدي نفسه.









الاتجاه إلى توزيع الميادين بين المرأة والرجل، هذا الاتجاه اتجاه موضوعي وليس اتجاها ناشئا من قرار تشريعي، اتجاه ركّب في طبيعة الرجل والمرأة، ولكن هذا الاتجاه يمكن ان يتحدى، يمكن استصدار تشريع يفرض على الرجل بأن يبقى في البيت ليتولى دور الحضانة والتربية، وان تخرج المرأة إلى الخارج لكي تتولى مشاق العمل والجهد، هذا بالامكان ان يتحقق عن طريق تشريع معين وبهذا يحصل التحدي لهذا الاتجاه.

لكن هذا التحدي سوف لن يستمر لان سنن التاريخ سوف تجيب على هذا التحدي، لاننا بهذا سوف نخسر ونجمد كل تلك القابليات التي زودت بها المرأة من قبل هذا الاتجاه لممارسة دور الحضانة والامومة، وسوف نخسر كل تلك القابليات التي زود بها الرجل من اجل ممارسة دور يتوقف على الجلد والصبر والثبات وطول النفس.

تماماً، كما أن من قبيل ان تسلم بنآية تسلم نجارياتها إلى حداد و حدادياتها إلى نجار يمكن ان تصنع هكذا ويمكن ان تنشأ البنآية أيضاً لكن هذه البنآية سوف تنهار، سوف لن يستمر هذا التحدي على شوط طويل سوف ينقطع في شوط قصير كل اتجاه من هذا القبيل هو في الحقيقة سنة موضوعية من سنن التاريخ، ومن سنن حركة الإنسان، ولكنها سنة مرنة تقبل التحدي على الشوط‍ القصير ولكنها تجيب على هذا التحدي.









وأهم مصداق يعرضه القرآن الكريم لهذا الشكل من السنن، هذا الشكل من السنن اهم مصداق يعرضه هو الدين، القرآن الكريم يرى أن الدين نفسه سنة من سنن التاريخ، سنة موضوعية من سنن التاريخ، ليس الدين فقط تشريعا وإنما هو سنة من سنن التاريخ ولهذا يعرض الدين على شكلين: تارة يعرضه بوصفه تشريعا كما يقول علم الاصول، بوصفه ارادة تشريعية مثلا يقول:







(شرع لكم من الدّين ما وصّى به نوحاً والّذي اوحينا اليك وما وصّينا به ابراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدّين ولا تتفرّقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم اليه)(55)، هنا يبين الدين كتشريع، كقرار، كأمر من اللّه سبحانه وتعالى، لكن في مجال آخر يبينه سنة من سنن التاريخ وقانوناً داخلاً في صميم تركيب الإنسان و فطرة الإنسان: قال سبحانه وتعالى: (فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة اللّه الّتي فطر النّاس عليها لاتبدل لخلق اللّه ذلك الدّين القيّم ولكنّ اكثر النّاس لا يعلمون)(56.)







هنا الدين لم يعد مجرد تشريع، مجرد قرار من أعلى وإنما الدين هنا فطرة للناس، هو فطرة اللّه التي فطر عليها الناس ولا تبديل لخلق اللّه.

هذا الكلام كلام موضوعي خبري لاتشريعي انشائي، لاتبديل لخلق اللّه، يعني كما انك لايمكنك ان تنتزع من الإنسان أي جز من اجزائه التي تقوّمه، كذلك لايمكنك ان تنتزع من الإنسان دينه، الدين ليس مقولة حضارية















مكتسبة على مرّ التاريخ يمكن اعطاؤها ويمكن الاستغناء عنها لانها في حالة من هذا القبيل لاتكون فطرة اللّه التي فطر الناس عليها ولا تكون خلق اللّه الذي لاتبديل له، بل تكون من المكاسب التي حصل عليها الإنسان من خلال تطوراته المدينة والحضارية على مرّ التاريخ.

القرآن يديد ان يقول بأن الدين ليس مقولة من هذه المقولات بالامكان اخذها وبالامكان عطاؤها، الدين خلق اللّه (فطرة اللّه الّتي فطر النّاس عليها ولا تبديل لخلق اللّه) هذا الكلام «لا» ليست ناهية بل نافية يعني هذا الدين لايمكن أن ينفك عن خلق اللّه ما دام الإنسان انسانا فالدين يعتبر سنة لهذا الإنسان.

هذه سنة ولكنها ليست سنة صارمة على مستوى قانون الغليان، سنة تقبل التحدي على الشوط القصير، كما كان بامكان تحدي سنة النكاح سنة اللقاء الطبيعي والتزاوج الطبيعي، كما كان بالامكان تحدي ذلك عن طريق الشذوذ الجنسي، لكن على شوط قصير كذلك يمكننا أيضاً تحدي هذه السنة على شوط قصير عن طريق الالحاد، وغمض العين عن هذه الحقيقة الكبري بإمكان الإنسان ان يرى الشمس، أن يغمض عينه عن الشمس ويلحد ولا يرى هذه الحقيقة، ولكن هذا التحدي لايكون إلاّ على شوط قصير لان العقاب سوف ينزل بالمتحدي، العقاب هنا ليس بمعنى العقاب الذي ينزل على من يرتكب مخالفة شرعية على يد ملائكة العذاب في السماء في يوم القيامة ليس هو ذاك العقاب الذي ينزل على من يخالف القانون على يد الشرطي، يضربه بالعصا على رأسه، وإنما العقاب هنا ينزل من سنن التاريخ نفسها تقرض العقاب على كل أمة تريد أن تبدل خلق اللّه سبحانه وتعالى، ولا تبديل لخلق اللّه: (ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف اللّه وعده وانّ يوماً عند ربّك كألف سنةٍ ممّا تعدّون)(57.)







نحن نقول بأن السنن التاريخية من الشكل الثالث إذا تحداها الإنسان فسوف يأخذ العقاب من السنن التاريخية، سرعان ما ينزل عليه العقاب من السنن التاريخية نفسها.

كلمة سرعان هنا يجب أن تؤخذ بمعنى السرعة التاريخية لا السرعة التي نفهمها في حياتنا الاعتيادية.

وهذا ما أرادت أن تقوله هذه الآية الكريمة.

هذه الآية الكريمة في المقام تتحدث عن العذاب واقعة في سياق العذاب الجماعي الذي نزل بالقرى السابقة الظالمة ثم بعد ذلك يتحدث عن استعجال الناس في ايام رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم الناس يستعجلون رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم ويقولون له أين هذا العقاب؟ اين هذا العذاب؟ بلماذا لاينزل بنا نحن الان.

كفرنا تحديناك لم نؤمن بك، صممنا إذاننا عن قرآنك لماذا لاينزل بنا هذا العذاب؟ هنا القرَّن يتحدث عن السرعة التاريخية التي تختلف عن السرعة الاعتيادية يقول: (ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف اللّه وعده)(58)، لانها سنة، والسنة التاريخية ثابتة، لكن (وانّ يوماً عند ربّك كألف سنة ممّا تعدّون)(59.) اليوم الواحد في سنن التاريخ عند ربك باعتبار أن سنن التاريخ هي كلمات اللّه كما قرأنا في ماسبق، كلمات اللّه سنن التاريخ.

اذن في كلمات اللّه.

في سنن اللّه، اليوم الواحد، المهملة القصيرة، هي ألف سنة.

طبعا في آية أخرى عبر بخمسين الف سنة، لكن أريد بذلك أيام القيامة لايوم الدنيا وهذا















هو وجه الجمع بين الايتين، الكلمتين.

في آية أخرى قيل: (تعرج الملائكة والرّوح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنةٍ فاصبر صبرا جميلاً انّهم يرونه بعيداً ونراه قريباً يوم تكون السّماء كالمهل)(60.)







هذا ناظر إلى يوم القيامة، إلى يوم تكون السماء كالمهل فيوم القيامة قدر بخمسين ألف سنة اما هنا يتكلم عن يوم توقيف نزول العذاب الجماعي وفقا لسنن التاريخ يقول وان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون.

اذن فهذا شكل ثالث من السنن التاريخية، هذا الشكل هو عبارة عن اتجاهات موضوعية في مسار التاريخ وفي حركة الإنسان وفي تركيب الإنسان، يمكن ان يتحدى على الشوط القصير، ولكن سنن التاريخ لاتقبل التحدي على الشوط الطويل إلاّ أن الشوط القصير والطويل هنا ليس بحسب طموحاتنا، بحسب حياتنا الاعتيادية يوم أو يومين لان اليوم الواحد في كلمات اللّه وفي سنن اللّه كألف سنة مما نحسب.

















/ 22