عناصر المجمع في القرآن الكريم
اعوذ باللّه من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وافضل الصلوات على سيد الخلق محمد وعلى الهداة الميامين من آله الطاهرين
قلنا ان القرآن الكريم يقدم الدين لابوصفه مجرد قرار تشريعي، بل يقدمه بوصفه سنة من سنن الحياة والتاريخ ومقوماً أساسياً لخلق اللّه ولن تجد لخلق اللّه تبديلاً، ولكنها سنة من الشكل الثالث. سنة تقبل التحدي على الشوط القصير، ولكن المتحدي يعاقب بسنن التاريخ نفسها. وقد أشير إلى هذه الخاصية أيضاً بقوله: (ولكنّ اكثر النّاس لايعلمون) هذه العبارة التي ختمت بها الآية الكريمة: (فأقم وجهك للدّين حنيفاً فطرة اللّه الّتي فطر النّاس عليها لاتبديل لخلق اللّه ذلك الدّين القيّم ولكن أكثر النّاس لايعلمون)(62.)
هذه الجملة الاخيرة اشارة إلى ان هذه السنة من اشكل الثالث اي ان للناس ان يتخذوا مواقف سلبية وإهمالية تجاه هذه السنة، ولكنه اهمال على الشوط القصير لا على الشوط الطويل.
قلنا بأن توضيح واقع هذه السنة القرآنية من سنن التاريخ يتطلب منا ان نحلل عناصر المجتمع، ماهي عناصر المجتمع من زاوية نظر القران الكريم؟ ماهي مقومات المركب الاجتماعي؟ كيف يتم التنفيذ بين هذه العناصر والمقومات؟ وضمن أي اطار؟ وأي سنن؟
هذه الاسئلة نحصل على جوابها في النص القرآني الشريف الذي تحدث عن خلق الإنسان الاول.
(واذ قال ربّك للملائكة انّي جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدّماء ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك قال إنّي أعلم مالا تعلمون)(63.)
حينما نستعرض هذه الآية الكريمة نجد ان اللّه سبحانه وتعالى ينبئ الملائكة بأنه قرر انشاء مجتمع على الأرض، فما هي العناصر التي يمكن استخلاصها من العبارة القرآنية التي تتحدث عن هذه الحقيقة العظيمة؟