وقول علي (عليه السلام) مؤكداً ذلك: «سلونيعن كتاب الله، فإنه ليس من آية إلاّ وقدعرفت بليل نزلت أم بنهار، في سهل أم جبل»(1).
وما روي عن عبدالله بن مسعود: «أن القرآنأنزل على سبعة أحرف، ما منها حرف إلاّلهظهر وبطن، وإنّ علي بن أبي طالب عنده علمالظاهر والباطن»(2) ويطلب الإمام علي (عليهالسلام) من المسلمين أن يستنطقوا القرآن،برغم صعوبة ذلك، إذ يقول: «ذلك القرآنفاستنطقوه، ولن ينطق، ولكن أُخبركم، ألاإن فيه علم ما يأتي»(3).
وتحصر مجمل هذه الروايات فهم القرآن حقّفهمه بآل البيت (عليهم السلام)، وبأنهالمصدر الأول لعلمهم، وأنهم مرجعيةالمسلمين في استنطاق القرآن.
2 ـ الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآلهوسلّم): وهو المصدر الثاني لعلومهم (عليهمالسلام).
ولعل أشهر حديث يستدل به في هذا المجال:«أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أرادالمدينة فليأت الباب»(4) وفي رواية اخرى:«أنا دار العلم وعلي بابها»(5). أو «أنا دارالحكمة وعلي بابها»(6). وقد روى الحاكم عنبريدة الأسلمي قول رسول الله (صلّى اللهعليه وآله وسلّم) لعلي بن أبي طالب: «إنالله تعالى أمرني أن اٌدنيك ولا أقصيك،وأن اٌعلِّمك وأن تعي، وحقٌ على الله أنتعي، فنزل قوله تعالى: (وتعيها أذنواعية»(7) و(8) وعند ما كان الإمام علي (عليهالسلام) يُسأل عن مصدر علمه الذي أذهلالجميع كان يقول: «...وما سوى ذلك فعلمُعلّمه الله نبيه فعلّمنيه، ودعا لي بأنيعيه صدري وتضطمّ عليه جوانحي»(9).
(1). انظر: الطبقات الكبرى 2: 338، تاريخالخلفاء لعبد الرحمن السبوطي: 218، تاريخدمشق لابن عساكر 3: 21 ح 1039، وغيرها.
(2). انظر حلية الأولياء وطبقات الاصفياءلأبي نعيم الاصبهاني 1: 65 وينابيع المودة 1:215 ح24.
(3). نهج البلاغة، خطبة 158.
(4). رواه مجاهد عن عبدالله بن عباس، وقالالحاكم انه حديث صحيح الاسناد، انظر:مستدرك الصحيحين 3: 126 ـ 127، ورواه الخطيب فيتاريخ بغداد بأربع طرق 4: 348، ح 7 ص 17، ج 11 ص 48ـ 49، وراه ابن الأثير في أسد الغابة 4: 22،والمتقي الهندي في كنز العمال 6:152، وغيرهامن المصادر التي ذكر قسماً منها الفيروزآبادي في كتابه فصائل الخمسة في الصحاحالسنة 2: 281 ـ 282.
(5). كما في الرياض النضرة للمحب الطبري 2: 193وغيره.
(6). انظر: صحيح الترمذي 2: 299، تاريخ بغدادأو مدينة السلام للخطيب البغدادي 11: 204،كنز العمال للمتقي الهندي 6: 401.
(7). سورة الحاقة: 12.
(8). كفاية الطالب للكنجي: 4.
(9). نهج البلاغة، الخطبة 128.