تنشا التلاوة من أبياتهم أبداً
الركن والبيت والأستار منزلهم
وزمزمُوالصفا والحجرُ والحَرَمُ(2)
وفيبيوتكم الأوتار والنغم(1)
وزمزمُوالصفا والحجرُ والحَرَمُ(2)
وزمزمُوالصفا والحجرُ والحَرَمُ(2)
وهذا التعبير يكشف ـ في حقيقته ـ عن اتجاهالرأي العام الإسلامي فيما يرتبطبالمكانة التي يختصّ بها أهل بيت النبوة(عليهم السلام). بل أن هذا الاتجاه لم يقتصرعلى الشعراء وعموم الناس، بل عمّ حتىالفقهاء وأئمة المذاهب الإسلامية،فالشافعي أنشد يقول:
آل النبي ذريعتي
أرجو بهم أعطى غداً
بيدي اليمينصحيفتي(3).
وهُمُ إليه وسيلتي
بيدي اليمينصحيفتي(3).
بيدي اليمينصحيفتي(3).
وكان عدد كبير من أئمّة المذاهبالإسلامية وكبار الفقهاء قد درسوا علىأئمة أهل البيت (عليهم السلام)، ولا سيماالإمام جعفر الصادق، إذ جمع الحافظ ابنعقدة أسماء أربعة آلاف رجل من الفقهاءوالمحدِّثين، رووا ودرسوا على الإمامالصادق، وذكر ابن عقدة مصنّفات كثير منهؤلاء(4). ومن هؤلاء مالك بن أنس وأبو حنيفةالنعمان (5) ويحيى بن سعيد وابن جريح وسفيانالثوري وشعبة بن الحجّاج وعبدالله بن عمروروح بن القاسم وسفيان عيينية وإسماعيل بنجعفر وإبراهيم بن طحّان وغيرهم(6).
ولعلّ مقولة أبي حنيفة الشهيرة «لولاالسنتان لهلك النعمان»(7) وهما السنتاناللتان حضر فيهما دروس الإمام الصادق(عليه السلام) وتتلمذ عليه، تشير إلى عمقالتأثير العلمي لأئمّة أهل البيت (عليهمالسلام) في الواقع الإسلامي. ومثلها مقولةمالك بن أنس: «مارأت عين ولا سمعت أذن ولاخطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمدالصادق (عليه السلام) علماً وعبادةوورعاً»(8). ويوضّح الشيخ أبو زهرة هذاالواقع بقوله: كان أبو حنيفة يروي عنالإمام الصادق، ويراه أعلم الناس باختلافالناس، وأوسع الفقهاء إحاطةً، وكان مالكيختلف إليه دارساً راوياً، ولا يزيده فضلالأستاذية على أبي حنيفة ومالك فضلا،فالصادق لا يمكن أن يؤخر عن نقص ولا يقدّمعليه غيره عن فضل، وهو فوق هذا حفيد عليزين العابدين (عليه السلام) الذي كان سيّدأهل المدينة في عصره فضلا وشرفاً وديناًوعلماً، وقد تتلمذ له ابن شهاب الزهيريوكثير من
(1). يقصد الشاعر هنا العباسيين.
(2). ديوان أبي فراس الحمداني، وتحقيق د.محمد بن شريفة: 197 ـ 206.
(3). انظر: الصواعق المحرقة لابن حجر: 108ونور الأبصار: 105.
(4). الرجال لابن عقدة الزيدي نقلا عن أعيانالشيعة للسيد محسن الامين 1: 661.
(5). ذكر ذلك معظم كتب الطبقات والأعلاموالتاريخ، كمطالب السؤول لابن طلحةالشافعي:218 والصواعق المحرقة: 30.
(6). حلية الأولياء لابي نعيم، نقلا عنالمناقب لابن شهر آشوب 4: 247.
(7). تحفة الالوسي: 8 وغيره من المصادرالتاريخية، وقصة التقريب للسيد محمد تقيالحكيم:90.
(8). تهذيب التهذيب 2: 104.