وحدة الإسلامیة حول محور المرجعیة العلمیة لأهل البیت (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وحدة الإسلامیة حول محور المرجعیة العلمیة لأهل البیت (ع) - نسخه متنی

محمد علی التسخیری‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



«15»



وللحؤول دون الإطالة في هذا المجال،سنقتصر على ذكر بعض النماذج من مناظراتالإمام جعفر الصادق، وهي كثيرة جداًومطوّلة، بالنظر للفترة التاريخيةالاستثنائية التي عاشها الإمام الصادق(عليه السلام). ومن هذه النماذج مناظرته معأبي حنيفة النعمان التي أقحمه فيهاالمنصور وأحرج فيها أبو حنيفة، إذ يرويهاالأخير بنفسه، يقول: «ما رأيت أفقه من جعفربن محمد، لمّا أقدمه المنصور بعث إلىَّ،فقال: يا أبا حنيفة! إن النّاس قد افتتنوابجعفر بن محمد، فهيّىء له من المسائلالشداد، فهيّأت له أربعين مسألة، ثم بعثإلىّ أبو جعفر (المنصور) وهو بالحيرة،فأتيته فدخلت عليه وجعفر بن محمد (الصادق)عن يمينه، فلما أبصرت به دخلتني الهيبةلجعفر بن محمد الصادق مالم يدخلني لأبيجعفر (المنصور)، فسلّمت عليه وأومأ ليفجلست، ثم التفت إليه فقال: يا أبا عبدالله(الصادق) هذا أبو حنيفة، فقال: نعم... ثمالتفت إلىّ المنصور فقال يا أبا حنيفة إلقعلى عبدالله من مسأئلك، فجعلت ألقي عليه:فيجيبني، فيقول: أنتم تقولون كذا وأهلالمدينة يقولون كذا ونحن نقول كذا، فربماتابَعَنا وربما تابَعَهم، وربما خالَفَناجميعاً، حتى أتيت على الأربعين مسألة، ثمقال أبو حنيفة: ألسنا روينا أن أعلم الناسأعلمهم باختلاف الناس»(1).



وهناك أيضاً حوار شهير بين الإمام الصادق(عليه السلام) مع أحد زعماء الزنادقة، فيشتى العلوم الدينية والفلسفية وعلومالديانات الأخرى. وأدّت أجوبة الإمامالصادق (عليه السلام) بالزنديق إلىالإيمان ودخول الإسلام(2).



وللإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)حوار معروف ومطوّل، وثّقه كثيرٌ منالمؤرّخين، مع علماء ومتكلمي النصارىواليهود والصابئة والمجوس، إذ جمعهمالفضل بأمر من الخليفة المأمون، وطلب منهمأن يتناظروا أمامه، وكانت النتيجة أن أسلمكثيرمن هؤلاء العلماء والمتكلمين على يدالإمام الرضا (عليه السلام) (3) وقد استمرالمأمون ـ بعد انتهاء المناظرة ـ في طرحأسئلته على الإمام الرضا (عليه السلام) فيمختلف العلوم(4)، فكان المأمون يزداد بعدكلّ جواب دهشةً وذهولا من مستوى علمالإمام، وهي دهشة كانت مشوبة بالخوف منهذا الرجل الذي قد يشكّل إجماع الناس عليهخطراً على الدولة العباسية.



أمّا المناظرة الأكثر إثارة ودهشة، فهيمناظرة الإمام محمد بن علي الجواد (عليهالسلام) مع يحيى بن أكثم (قاضي القضاة فيعهد المأمون)، وكان الإمام الجواد حينهادون التاسعة من عمره، وكانت هذه المناظرةعبارة عن رهان بين المأمون وبطانته حولعلم الإمام الجواد، وهي في الواقع امتحانأرادوا به إحراج الإمام الجواد فيهمستغلّين صغر سنه(5)، وحين





(1). رواها الموفق في مناقب أبي حنيفة 1: 173.



(2). الاحتجاج: 331 ـ 335.



(3). المصدر السابق: 415 ـ 425.



(4). المصدر والسابق: 425 ـ 332.



(5). انظر الاصول العامة للفقه المقارنللسيد محمد تقي الحكيم: 183.


/ 23