فمن المستحيل ـ إذن ـ أن تكون أحاديثموضوعة بعد اكتمال العدد المذكور، فضلا عنجميع رواة الأحاديث من طرق أهل السنة هم منالموثوقين لديهم(1).
وعموماً فإن حجية ما استعرضناه من آياتوأحاديث، يترتب عليه واقع عملي، وهوالواقع الذي ندعو المسلمين جميعاً إلىصياغته وبلورته. دون أن يفقد أي مذهبإسلامي خصوصياته.
مصادر علم أهل البيت (عليهم السلام)
إن دلالة القرآن الكريم والسنة الشريفةعلى طهارة أهل البيت ـ (عليهم السلام) ـومرجعيتهم العلمية من خلال النصوصالواردة ـ وافية جداً.
ويقول السيد محمد تقي الحكيم بأن ما وردمن انسجام واقعهم التاريخي مع طبيعة مافرضته أدلة حجّيتهم من العصمة والأعلمية،وبخاصة في ما يرتبط بالأئمة الذين لايمكنإخضاعهم للظروف الطبيعية المتعارفة، ولاسيما الأئمة الثلاثة: الجواد والهاديوالعسكري، هو خير ما يصلح للتأييد، فتعميمالسنة ـ اذن ـ لهم هو في محلّه.
وهنا يمكن الاستشهاد بدليل عقلي يسوقهالخليل بن أحمد الفراهيدي حول الإمامة:(استغناؤه عن الكل واحتياج الكل إليه دليلإمامته)، وهو دليل يمكن تعميمه على إمامةجميع الأئمة، إذا لم يحدث في التاريخ أناحتاج أحد من الأئمة إلى معرفة شيء من شخصآخر أو أنه درس عند شخص آخر، عدا المعصومالذي سبقه(2).
وهذا الحديث يقود إلى موضوع مهمّ للغايةيرتبط بالمصادر التي استقى منها أهلالبيت، علومهم. لا سيما وإن النصوصالتاريخية لم تشر إلى أنهم درسوا عند أحد،ومن خلال عدد من الروايات الصحيحة. نستنتجأن مصادر علوم أهل البيت تنحصر في أربعةفقط:
1 ـ القرآن الكريم: هناك العديد منالروايات تؤكد أن أهل البيت (عليهم السلام)اختصوا بمعرفة حقائق القرآن الكريم ـ كماهي ـ ووجوهه وغاياته، ومنها قول رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بأن المراد منقوله تعالى: «ومن عنده علم الكتاب» هو عليبن أبي طالب (عليه السلام)(3). وكذلك قولالإمام علي (عليه السلام) نفسه: «أنا هوالذي عنده علم الكتاب»(4)، وقول الإمامالحسين (عليه السلام): «نحن الذين عندناعلم الكتاب وبيان ما فيه»(5)، وحديث رسولالله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «علييعلِّم الناس من بعدي تأويل القرآن ما لايعلمون»(6)،
(1). السيد محمد تقي الحكيم، الاصول العامةللفقه المقارن: 178 ـ 179.
(2). المصدر السابق: 179.
(3). شواهد التنزيل 1: 40 ح 422.
(4). رواه سلمان الفارسي، بصائر الدرجاتلأبي جعفر الصفار القمي 21: 216.
(5). رواه الأصبغ بن نباتة، المناقب لابنشهر آشوب 40: 52.
(6). رواه أنس بن مالك، شواهد التنزيل 1: 39 ج28.