مصادر الخطبة الفدكية
روى هذه الخطبة الشريفة أعلام الرواة منالعامة والخاصة، وزينوا كتبهم بحليةنقلها، وإليك أسماؤهم:
1ـ العلامة أحمد بن أبي طاهر المعروف بابنطيفور، من أبناء خراسان، ولد ببغداد سنة204، وتوفي سنة 280 هجرية. قال في كتابه القيم(بلاغات النساء)، ص12: (قال أبو الفضل(1): ذكرتلأبي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن عليبن أبي طالب ـ صلوات الله عليهم(2) ـ كلامفاطمة عليها السلام عند منع أبي بكر فدكإياها، وقلت له: إن هؤلاء يزعمون أنه مصنوعوأنه من كلام أبي العيناء(3) (الخبر منسوقالبلاغة على الكلام)(4)، فقال لي: رأيتمشايخ آل أبي طالب يروونه عن آبائهمويعلمونه أبناءهم، وقد حدثنيه أبي، عنجدي، يبلغ به فاطمة على هذه الحكاية. ورواهمشايخ الشيعة وتدارسوه بينهم قبل أن يولدجد أبي العيناء، وقد حدث به الحسن بن علوانعن عطية العوفي أنه سمع عبد الله بن الحسنيذكره عن أبيه. ثم قال أبو الحسين: وكيفيذكر هذا من كلام فاطمة فينكرونه وهميروون من كلام عائشة عند موت أبيها ما هوأعجب من كلام فاطمة يتحققونه لولا عداوتهملنا أهل البيت. ثم ذكر الحديث.
وذكر أيضاً ص14 طريقاً آخر، قال: حدثنيجعفر بن محمد رجل من أهل ديار مصر لقيتهبالرافقة قال: حدثني أبي قال: أخبرنا موسىبن عيسى قال: أخبرنا عبد الله بن يونس قال:أخبرنا جعفر الأحمر، عن زيد بن علي رحمةالله عليه عن عمته زينب بنت الحسين(5)عليهما السلام قالت: لما بلغ فاطمة عليهاالسلام إجماع أبي بكر على منعها فدك لاثتخمارها ـ الخبر.
2ـ العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي، قالفي (شرح النهج) ج16، ص252 ذيل كتابه عليهالسلام إلى عثمان بن حنيف (45): قال المرتضى:وأخبرنا أبو عبد الله المرزباني قال:حدثني علي بن هارون قال: أخبرني عبيد اللهبن أحمد بن أبي طاهر، عن أبيه قال: (ذكرتلأبي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن عليبن أبي طالب عليهم السلام(6) كلام فاطمةعليها السلام عند منع أبي بكر إياها فدك،فقلت له: إن هؤلاء يزعمون أنه مصنوع وأنهمن كلام أبي العيناء، لأن الكلام منسوقالبلاغة، فقال لي: رأيت مشايخ آل أبي طالبيروونه عن آبائهم ويعلمونه أولادهم، وقدحدثني به أبي عن جدي يبلغ به فاطمة عليهاالسلام على هذه الحكاية. وقد رواه مشايخالشيعة وتدارسوه قبل أن يوجد جد أبيالعيناء، وقد حدث الحسين بن علوان عن عطيةالعوفي أنه سمع عبد الله بن الحسن بن الحسنيذكر عن أبيه هذا الكلام. ثم قال أبوالحسين زيد: (وكيف تنكرون هذا من كلامفاطمة عليها السلام وهم يروون من كلامعائشة عند موت أبيها ما هو أعجب من كلامفاطمة عليها السلام ويحققونه لولاعداوتهم لنا أهل البيت. ثم ذكر الحديثبطوله على نسقه، وزاد في الأبيات بعدالبيتين الأولين:
ضاقت علي بلادي بعدما رحبت
فليت قبلك كان الموت صادفنا
تجهمتنا رجال واستخف بنا
مذ غبت عنا وكلالإرث قد غصبوا
وسيم سبطاكخسفاً فيه لي نصب
قوم تمنـوافأعطوا كلما طلبوا
مذ غبت عنا وكلالإرث قد غصبوا
مذ غبت عنا وكلالإرث قد غصبوا
قال: فما رأينا يوماً أكثر باكياً أوباكية من ذلك اليوم). قال المرتضى: وقد رويهذا الكلام على هذا الوجه من طرق مختلفةووجوه كثيرة، فمن أرادها أخذها منمواضعها.
وذكر أيضاً طريقاً آخر ص 249، قال: أخبرناأبو عبيد الله محمد بن عمران المرزبانيقال: حدثني محمد بن أحمد الكاتب قال: حدثناأحمد بن عبيد بن ناصح النحوي قال: حدثنيالزيادي قال: حدثنا الشرقي بن القطامي، عنمحمد بن إسحاق قال: حدثنا صالح بن كيسان،عن عروة، عن عائشة قالت: لما بلغ فاطمةإجماع أبي بكر على منعها فدك، لاثت خمارهاعلى رأسها ـ الحديث.
وقال أيضاً ص210: وجميع ما نورده في هذاالفصل من كتاب أبي بكر أحمد بن عبد العزيزالجوهري في السقيفة وفدك وما وقع منالاختلاف والاضطراب عقيب وفاة النبي صلّىالله عليه وآله. وأبو بكر الجوهري هذاعالم، محدث، كثير الأدب، ثقة، ورع، أثنىعليه المحدثون ورووا عنه مصنفاته... قالأبو بكر: فحدثني محمد بن زكريا قال: حدثنيجعفر بن محمد بن عمارة الكندي قال: حدثنيأبي، عن الحسين بن صالح بن حي قال: حدثنيرجلان من بني هاشم، عن زينب بنت علي بن أبيطالب عليه السلام. قال: وقال جعفر بن محمدبن علي بن الحسين، عن أبيه.
قال أبو بكر: وحدثني عثمان بن عمرانالعجيفي، عن نائل بن نجيح بن عمير بن شمر(7)عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما السلام.
قال أبو بكر: وحدثني أحمد بن محمد بن يزيد،عن عبد الله بن محمد بن سليمان، عن أبيه،عن عبد الله بن حسن بن الحسن، قالواجميعاً: لما بلغ فاطمة عليها السلام إجماعأبي بكر على منعها فدك، لاثت خمارهاوأقبلت في لمة من حفدتها ـ إلى آخر الخطبة.
3ـ العلامة في اللغة والأدب، ابن المنظور،قال في (لسان العرب) في مادة (لم): وفي حديثفاطمة رضوان الله عليها: إنها خرجت في لمةمن نسائها تتوطأ ذيلها إلى أبي بكرفعاتبته.
4ـ العلامة اللغوي والإمام الأدبي: ابنالأثير، قال في (النهاية) في مادة (لمة): فيحديث فاطمة: (إنها خرجت في لمة من نسائها،تتوطأ ذيلها، إلى أبي بكر فعاتبته).
5ـ المؤرخ الأمين علي بن الحسين المسعودي،قال في (مروج الذهب) ج2، ص311:... وأخبار من قعدعن البيعة ومن بايع، وما قالت بنو هاشم،وما كان من قصة فدك، وما قاله أصحاب النصوالاختيار في الإمامة، ومن قال بإمامةالمفضول وغيره، وما كان من فاطمة وكلامهامتمثلة حين عدلت إلى قبر أبيها عليهالسلام.
6ـ الأستاذ توفيق أبو علم، قال في كتابهالقيم (أهل البيت)، ص157: أوتيت الزهراءرضوان الله عليها كسائر أهل البيت حظاًعظيماً من الفصاحة والبلاغة. فكلامهامتناسب الفقر، متشاكل الأطراف، تملكالقلوب بمعانيه، وتجذب النفوس بمحكمأدائه ومبانيه، فهي في البيان من أغزرالقوم مادة، وأطولهم باعاً، وأمضاهمسليقة، وأسرعهم خاطراً، وإنه ليتبين ذلكخاصة في خطبتها وكلامها في بيعة أبي بكر،وخلافها معه بشأن فدك. (ثم نقل الخطبة من(بلاغات النساء)، وقال بعد تمام الخطبة):والمشهور عن السيدة الزهراء ـ رضي اللهعنها ـ إنها كانت قوية العارضة، خطيبةبارعة، إذا ما انتبرت المنابر هزت القلوبوالمشاعر، وإن خطبتها على جمهرة منالمهاجرين والأنصار آية على ثبت بديهتهاوحضور ذهنها.
7 ـ العلامة المحقق عمر رضا كحالة، قال في(أعلام النساء) ج4، ص116: لما جمع أبو بكر علىمنع فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليهوآله من فدك وبلغ ذلك فاطمة، لاثت خمارها ـالحديث.
8ـ العلامة الإربلي (ره)، قال: فلنذكر خطبةفاطمة عليها السلام فإنها من محاسن الخطبوبدايعها، عليها مسحة من نور النبوة،وفيها عقبة من أرج الرسالة، وقد أوردهاالمؤالف والمخالف، ونقلتها من كتاب(السقيفة) عن عمر بن شبة تأليف أبي بكر أحمدبن عبد العزيز الجوهري من نسخة قديمةمقروة على مؤلفها المذكور، قرأت عليه فيربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة،روى عن رجاله من عدة طرق: أن فاطمة عليهاالسلام لما بلغها إجماع أبي بكر على منعهافدكاً لاثت خمارها وأقبلت في لميمة منحفدتها ـ الخ(8).
9ـ العلامة المجلسي (ره) قال: اعلم أن هذهالخطبة من الخطب المشهورة التي روتهاالخاصة والعامة بأسانيد متظافرة... وإنماأوردت الأسانيد هنا ليعلم أنه روي هذهالخطبة بأسانيد جمة... روى الصدوق (ره) بعضفقراتها المتعلقة بالعلل في (علل الشرايع)عن ابن المتوكل عن السعد آبادي، عنالبرقي، عن إسماعيل بن مهران، عن أحمد ابنمحمد بن جابر، عن زينب بنت علي عليهالسلام. قال: وأخبرنا علي بن حاتم، عن محمدبن مسلم، عن عبد الجليل الباقطاني، عنالحسن بن موسى الخشاب، عن عبد الله بن محمدالعلوي، عن رجال من أهل بيته، عن زينب بنتعلي عليهما السلام، عن فاطمة عليها السلامبمثله.
وأخبرني علي بن حاتم، عن ابن أبي عمير، عنمحمد بن عمارة، عن محمد بن إبراهيمالمصري، عن هارون بن يحيى، عن عبيد الله بنموسى العبسي، عن حفص الأحمر، عن زيد بنعلي، عن عمته زينب بنت علي عليهما السلام،عن فاطمة عليها السلام...
وروى السيد ابن طاووس (ره) في كتاب(الطرائف) موضع الشكوى والاحتجاج من هذهالخطبة عن الشيخ أسعد بن شفروة في كتاب(الفائق) عن الشيخ المعظم عندهم الحافظالثقة بينهم أحمد بن موسى بن مردويهالأصفهاني(9).
10 ـ قال العلامة الإمام السيد شرف الدين(ره): السلف من بني علي وفاطمة يروي خطبتهافي ذلك اليوم لمن بعده، ومن بعده رواها لمنبعده حتى انتهت إلينا يداً عن يد، فنحنالفاطميون نرويها عن آبائنا، وآباؤنايروونها عن آبائهم، وهكذا كانت الحال فيجميع الأجيال إلى زمن الأئمة من أبناء عليوفاطمة، ودونكموها في كتاب (الاحتجاج)للطبرسي، وفي (بحار الأنوار)، وقد أخرجهامن أثبات الجمهور وأعلامهم أبو بكر أحمدبن عبد العزيز الجوهري في كتاب (السقيفة)و(فدك) بطرق وأسانيد ينتهي بعضها إلىالسيدة زينب بنت علي وفاطمة، وبعضها إلىالإمام أبي جعفر محمد الباقر، وبعضها إلىعبد الله بن الحسن بن الحسن يرفعونهاجميعاً إلى الزهراء كما في ص78 من المجلدالرابع من شرح النهج الحميدي. وأخرجهاأيضاً أبو عبيد الله محمد بن عمرانالمرزباني بالإسناد إلى عروة بن الزبير،عن عائشة ترفعها إلى الزهراء كما في ص93 منالمجلد الرابع من شرح النهج. وأخرجهاالمرزباني أيضاً كما في ص94 من المجلدالمذكور بالإسناد إلى أبي الحسين زيد بنعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عنأبيه، عن جده يبلغ بها فاطمة عليهاالسلام، ونقل ثمة عن زيد أنه قال: رأيتمشايخ آل أبي طالب يروونها عن آبائهمويعلمونها أولادهم(10).
(1). يعني به نفسه.
(2). هو زيد بن علي بن الحسين بن زيد الشهيدابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم السلام المعاصر لأبي الحسن علي بنمحمد عليهما السلام، كما جاء في ص175 منالبلاغات: وحدثني زيد بن علي بن الحسين بنزيد العلوي قال: مرت بي امرأة وأنا أصليـالحديث. وقد تفطن بذلك العلامة الحاج شيخمحمد تقي التستري في قاموسه، وذلك لأنزيداً الشهيد هو المقتول سنة 128، وابنطيفور هو المتوفى سنة 280، فلا يمكنالمذاكرة بينهما. والعجب من بعض الأعاظمكابن أبي الحديد حيث نقل هذا الكلام فيشرحه ج16، ص252، من صاحب البلاغات ولم يتفطنبه.
(3). أبو العيناء هو أبو عبد الله محمد بنقاسم بن خلاد الضرير مولى أبي جعفرالمنصور، أصله من اليمامة وولد بالأهوازسنة إحدى وتسعين ومائة، ونشأ بالبصرة،وكان من أحفظ الناس وأفصحهم وأسرعهمجواباً، كف بصره حين بلغ أربعين سنة، وماتسنة ثلاث وثمانين ومائتين. كان صاحبالنوادر والشعر والأدب، وسمع من أبي عبيدةوالأصمعي. (اللمعة البيضاء، ص149). وقد ذكرقوم أن أبا العيناء ادعى هذا الكلام (أعنيالخطبة) وقد رواه قوم وصححوه (بلاغاتالنساء، ص18).
(4). كذا، والصواب كما في الشرح الحديدي:لأن الكلام منسوق البلاغة.
(5). كذا، والصواب: أخت الحسين، أو بنت عليعليهما السلام.
(6). راجع كلامنا فيه في الهامش المتقدم.
(7). والظاهر أن الصواب: عن عمرو بن شمر.
(8). كشف الغمة: ج1، ص479
(9). البحار: ج8، ط الكمباني، ص108 ـ109
(10). النص والاجتهاد: المورد 7، هامش