معرفة القرآن نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

معرفة القرآن - نسخه متنی

مرتضی المطهری‏؛ مترجم: جعفر صادق الخلیلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إن قصة حياة الرسول نفسها مصداق لهذاالقول. فهو بمفرده، وبغير سند، يرفعالقرآن، ويبدأ ثورته، فيكون القرآن له كلشيء، يعد له الجند، ويهئ السلاح والعدة،وأخيرا يجبر العدو على الخضوع والتسليم،ويجتذب افراد العدو لينحنوا أمام رسولالله، وهكذا يفي الله بما وعد(1)عندما يسمىالقرآن لغته بلغة القلب، إنما يقصد ذلكالقلب الذي يريد أن يصقله ويهذبه بآياتهويثيره.وهذه غير لغة الموسيقى التي تغذيأحيانا رغبات الإنسان الشهوانية.وهي كذلكغير لغة المارشات العسكرية والاناشيدالحربية التي يعزفونها في الجيش لاستثارةروح الحرب في الجنود، بل انها تلك اللغةالتي تجعل من أعراب البادية مجاهدين قيلفيهم: "حملوا بصائرهم على اسيافهم".

اولئك الذين وضعوا معارفهم ونظراتهموأفكارهم النيرة ومداركهم الإلهيةوالمعنوية على اسيافهم التي شهروها فيسبيل تلك المعتقدات.لم تكن لديهم منافعشخصية ولا مسائل فردية. وعلى الرغم من أنهملمي كونوا معصومين من الخطأ، وكانت تصدرعنهم أخطأ.إلا أنهم كانوا يمثلون مصداقالقول: "قائم الليل وصائم النهار".كانوادائما على ارتباط عميق بالوجود، فيقضونليلهم بالعبادة ونهارهم بالجهاد(2)

فالقرآن بالنظر لخصوصيته في كونه كتاباللقلب والروح، يثير الاشجان، ويسيلالدموع، ويهز الافئدة. ويصدق هذا حتى علىأصحاب الكتب الاخرى: (الّذين آتيناهمالكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلىعليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربّنا)(3)

ويؤكد في آية أخرى إن النصارى من أهلالكتاب أقرب إلى المسلمين من اليهودوالمشركين:

(لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوااليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودةللذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى).(4)

ثم يصف النصارى الذين يؤمنون عند سماعالقرآن فيقول:

(1). يتحقق وعد اله الحق هذا في زمانناايضا، فيظهر رجل من ذرية الرسول، يؤمن،كجده، بالقرآن وحده، فينزل بجند الكفروجيش الباطل هزيمة مهلكة ـ الناشر.

(2). في الخطبة رقم 193 من خطب نهج البلاغةالمعروفة باسم "المتقون" يعدد اميرالمؤمنين (عليه السلام) صفات المتقين. وبعدأن يذكر كيف هم قولا وفعلا، يصف حالهم فيالليل، أو كما يقول سعدى: يصف ليالي رجالالله قائلا: " أما الليل فصافون أقدامهم،تالين أجزاء القرآن، يرتلونها ترتيلا،يحزنون به أنفسهم" أي إنهم يقرأون القرآنقراءة تفهم وتأمل، لا كما يقرأ بعضناالقرآن اليوم، بغير أن نفهم شيئا من معناه.وهم يقرأونه بلحن محزون خاص، ينبعث منقلوبهم، وإذا ما بلغوا آية فيها إشارة إلىرحمة الله، نظروا بشوق، وإذا ما بلغوا آيةتشير إلى غضب الله. هلعت قلوبهم، وكأنهميسمعون صراخ أهل النار.

(3). سورة القصص:53.

(4). سورة المائدة: 82.

/ 37