بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
(إنّ شرّ الدّواب عند الله الصّم البكمالذين لا يعقلون)(1)من الواضح بالطبع، إن المقصود بالصمالبكم ليس العضوي منهما، بل المقصود هوالجماعة من الناس الذين لا يريدون أنيسمعوا الحقيقة، وإذا سمعوها لا يعترفونبها بألسنتهم.فالاذن التي تعجز عن سماع الحقائق، ولاتعجز عن سماع لغو الكلام الفارغ، لهي فيالقرآن أذن صماء.واللسان الذي يقتصر علىالشقشقة والهراء، لهو في القرآن لسانأبكم.أما "الذين لا يعقلون" فهم الذين لا ينفعهمتفكيرهم. وهؤلاء لا يراهم القرآن جديرينبصفة (الإنسان)، فادرجهم في سلك الحيواناتوالدواب، فيخاطبهم بهذا المنظور(2)وفي اية أخرى تطرح مسألة التوحيد، بقوله:(وما كان لنفس أن تؤمن إلاّ بأذن الله)(3)وعلى اثر طرح هذه المسألة الغامضة التي لايتسع بعض القول لدركها. تستأنف الآيةقولها:(ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون)(4)في هاتين الآيتين اللتين اوردتهمامثالين، يدعو القرآن إلى إعمال العقلبدلالة التطابق، حسب تعبير أهل المنطق.هنالك آيات كثيرة أخرى يؤكد فيها القرآنسندية العقل بدلالة الالتزام(5) اي إنهيتكلم بأمور يستحيل قبولها دون القبولبسندية العقل وحجته. فهو مثلا يطلب منالخصم استدلالا عقليا، حيث يقول:(قل هاتوا برهانكم).(6)أي إنه يريد أن يبين، بدلالة الالتزام، إنالعقل حجة وسند. أو إنه لكي يثبت وحدةالوجود صراحة يعتمد القياس المنطقي:(لو كان فيهما الهة إلاّ الله لفسدتا)(7)(1). سورة الانفال: 22.(2). يورد سعدي هذا المضمون في بيت شعر جميل:به نطق آدمى بهتر است از دواب *** دواب از توبه گر نگوئي صواب"الإنسان خير من الدواب بنطقه لكن الدوابخير منك ان لم تقل صوابا"..(3). سورة يونس: 100(4). سورة يونس: 100.(5). عندما يقودنا وجود امر إلى امر آخر،نطلق على ذلك اسم الدلالة، والدلالاتانواع شتى، ومنها الدلالة اللفظية، وهذهتتخذ صورا ثلاثا:الأولى: دلالة التطابق أو المطابقة، أي اناللفظة تدل على كل معناها، كأن نقول: سيارةونقصد كل اجزائها.الثانية: دلاله التضمين، أي إن اللفظة تدلعلى جزء من المعنى، كأن نقول: السيارة هنا،ونفهم من ذلك ان هيكلها أو محركها موجودايضا.الثالثة: دلالة الالتزام، أي إن في اللفظةدلالة على أمر خارج معناها، كأن نسمع اسمحاتم فيخطر لنا جوده وكرمه..(6). سورة البقرة:111.(7). الانبياء 22