2ـ الاستفادة من العلة والمعلول.
إن من الأدلة الأخرى على قول القرآنباصالة العقل هو تبيان بعض المسائلباستخدام العلية والمعلولية.فالعلة والمعلول، وأصل العلية، قواعدللفكر العقلاني، وهذا ما يحترمه القرآنويعمل به.وعلى الرغم من أن القرآن كلام الله، وأنالله هو خالق العلة والمعلول، وأن الكلاميدور على ما وراء ما تقع العلة والمعلولدونه، فانه مع ذلك لا يغفل عن ذكر السببيةوالمسببية لهذا العالم، ويضع الوقائعوالظواهر تحت سيطرة هذا النظام.من ذلك الآية التي تقول:(إنّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيّروا مابأنفسهم)(1)وهو بهذا يريد أن يقول إنه مع إن كلالمصائر بيد الله، فإن الله يحمّل البشرمصائرهم بسبب اختيارهم وتصميمهم وعملهم،ولا يقوم بعمل جزافا، بل حتى المصائر لهانظام، ولن يغير الله مصير مجتمع علىعواهنه وبغير بديل، إلا إذا غير المجتمعما به، كأن يغير نظامه الأخلاقي أوالأجتماعي...والقرآن من ناحية أخرى يحث المسلمين علىالنظر في احوال الاقوام السالفةومصائرها، يستخلصون منها الدروسوالعبر.من البديهي إنه لو كانت مصائرالاقوام والملل وانظمتها قد سارت خبطعشواء، ومصادفة.أو لو كانت تلك المصائرمفروضة من فوق، لما كان ثمة داع لدرس أوعبرة.فبهذا التوكيد يريد القرآن أن يشيرإلى أن مصائر الاقوام تتحكم بها أنظمةواحدة، لو تشابهت ظروف مجتمع ما مع مجتمعآخر لتشابه مصيراهما.وقد جاء في آية أخرى:(1). سورة الرعد: 11.