بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
واذ عاد الرجل بعد تلك الليالي إلى بلده،عدنا نحن نجتر ذكرياتنا منه، وقد احسسناان الفراغ الذي تركه اخطر بكثير مما كنانظن، فقد افتقدنا اسلوبه الجديد، وبساطةعرضه، وسعة اطلاعه ولم ينفع معنا ما أخذيردنا بعد ذلك من مصر ولبنان من الكتبالجديدة لكتاب افاضل.صحيح انها كانت كتبا عظيمة رائعة، إلاّانها كانت كتب للتاريخ، وللنخبة من الناس،وليس للناس العاديين من الطبقات المتوسطة.لقد كانت السنوات التي اعقبت الحربالعالمية الثانية سنوات حرب اعنف وأشد،حرب العقائد والافكار والايديولوجياتالتي وفدت على الشرق مع ما ورد من الغرب منبضائع وعادات.إلاّ انها كانت حربا غير متكافئة، وقودهاالطبقة الكادحة، والشباب المثقف الأعزل،الذي لولا تأصل فطرته الدينية وتشبثهبمبادئه الأصيلة، لجرفه التيار العارم.ومع ذلك فالخسائر لم تكن قليلة، فقد اخذالتيار الكثير، ولقد كان بالامكان تقليلالخسائر إلى ادنى حد، لو ان المدافعينكانوا قد تسلحوا بمثل ما تسلح به رجالالدين الافاضل في ايران، فهم إلى جانبتضلعهم في العلوم الدينية، درسوا العلومالحديثة، واخذوا من لغة العصر جانبا مهمااعانهم على إيصال الأسس التي بني عليهاالإسلام إلى قلوب الكثرة الكاثرة من عمومأبناء الشعب، بلغة سهلة، ومنطق سليم، وقرعالحجة بالحجة، ودحض المفتريات بالأدلةالدامغة، مما حفظ للامة الإسلامية فيايران وحدتها وتوحدها، وتمسكها بعلمائهاالاعلام.واليوم، وانا نزيل طهران، أجدني محاطابحشد من خيرة العلماء المتنورينالمجاهدين، وبفيض من الكتب القيمة التيتعين عامة الناس على التمسك بالاسلامدينا، وخلقا، وسلوكا.ولقد اتاح لي حسن الحظ أن أقوم بجولةماتعة في مجموعة مؤلفات الاستاذ الشهيدمرتضى مطهري، اطاعة لوصية امام الأمة،وإذا بي استرجع ذكرى الايام الخوالي، وإذابالكلمة تند من فمي "وجدته".نعم وجدته، فهذا انسان عرف نفسه، وعرف بنيجلدته، وعرف ما ينبغي لهم، فقدمه في تدرجسليم، وفي لغة سائغة، خطبا، ومحاضرات،وكتبا، بخبرة الطبيب النطاسي العارفبالداء، والعارف بالدواء، فيصفه بنيّةخالصة تقربا إلى الله تعالى.