منشأ الخطأ في نظر القرآن
من جملة مناشئ الخطأ التي ذكرها القران هيإن الإنسان يأخذ الشك مأخذ اليقين(1) إذاتقيد الإنسان دائما باليقين ولم يقبلبالظن، فلن يقع في الخطأ(2) وهذا ما يؤكدهالقرآن كثيرا، حتى إنه يصرح بأن أكبرمزالق الفكر البشري هو اتباعه الظن.وفي مكان آخر يخاطب النبي قائلا: (إن تطعأكثر من في الأرض يضلّوك عن سبيل الله إنيتّبعون إلاّ الظّنّ وإن هم إلاّ يخرصون)(3)وفي آية أخرى:(ولا تقف ما ليس لك به علم).(4)هذه تذكرة تصدر من القرآن لأول مرة فيتاريخ البشر، تنهى الإنسان عن ارتكاب مثلهذا الخطأ.المنشأ الثاني لحصول الخطأ في مادةالإستدلال، وبخاصة في الامور الاجتماعية،هو التقليد. فبعض الناس يثقون بصحة الأمرمادام المجتمع يثق بصحته.أي إن الأمرالمقبول عند المجتمع، أو إن الأسلافالأقدمين قد ارتضوه، يكون مقبولا عندالجبل الحاضر ايضا(5).أما القرآن فيقول: عليكم أن تزنوا كل أمربميزان العقل. لا أن تثقوا بكل ما كانأجدادكم يفعلون، ولا أن تنبذوه كليا لهذاالسبب.ثمة مسائل كثيرة طرحت في الماضي،وكانت خطأ في الوقت نفسه، ولكن الناستقبلوها.وثمة مسائل أخرى كانت صحيحة فيزمانها، ولكن الناس رفضوها من بابالجهل.لا بد من أخذ رأى العقل في قبولالامور أو رفضها، لا أن نقلد الآخرين فيهاتقليدا أعمى. والقرآن يضع اتبّاع الآباءوالأجداد، في معظم الأحوال، في تعارض معالعقل.(1). وهذه هي القاعدة الأولى عند ديكارت، إذيقول إنه لا يصدق شيئا إلا بعد التأكد، فإنوجد فيه 1% من احتمال الخطأ، نبذه ولم يأخذبه. وهذا هو معنى اليقين.(2). لا بد ان نشير هنا إلى أنه في حالاتالظن والشك، حيث لا يمكن بلوغ اليقين، يجبأن نأخذ تلك الحالات بنظر الاعتبار.أي أن نقبل بالظن على أنه ظن، والاحتمالعلى أنه احتمال، لا أن نأخذ الظنوالاحتمال على انهما يقين، إذ إن هذا يقودإلى الخطأ..(3). سورة الانعام: 116.(4). سورة الاسراء: 36.