بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
لقد ظهرت أمثولة هذا الأتجاه الشائن،الفاجع، ذي العبرة، في اندلس الإسلام ـالاندلس الذي كان يعتبر من منابع عصرالنهضة، وكان من اكثر دول اوربا تقدما ـفلكي ينتزع المسيحيون الاندلس منالمسلمين، أخذوا يفسدون روحية الشبابالمسلم وأخلاقه، فلم يألوا جهدا في توفيرأسباب اللهو واللعب، والانغماس فيالملذات للمسلمين، ولقد نجحوا في هذا إلىدرجة أن القادة، وكبار رجالات الدولة،وقعوا في حبائلهم، فلوثّوا نفوسهم، وبذلكتمكنوا من أن ينتزعوا ما كان في المسلم منعزم، وارادة، وقوة، وشجاعة، وإيمان،وطهارة روح، فأحالوهم إلى أفراد جبناء،ضعفاء، شهوانيين، يشربون الخمر، ويرتكبونالموبقات.ومما لا ريب فيه هو أن قهر شعبهذا شأنه ليس بالأمر العسير.لقد انتقم المسيحيون من حكومة المسلمين،ذات القرون العديدة إنتقاما يخجل التاريخأن يذكره، ويشمئز من ترديد تلك الجناياتالشائنة، لقد كانوا هم أولئك المسيحيونالذين كان المسيح (عليه السلام) قد علمهمأن يديروا خدهم الأيسر لمن يصفعهم علىخدهم الأيمن.لقد اجروا في الاندلس بحارا من دماءالمسلمين، فبيضوا بذلك وجه جنگيز[المغولي]. وبالطبع كان السبب في هزيمةالمسلمين ضعف همتهم، وفساد روحهم، جزاءإهمالهم تعاليم القرآن ودستوره.وفي زماننا هذا، حينما وضع المستعمرونقدما في بلادنا، كان اعتمادهم على الحالةنفسها التي حذر منها القرآن.أي إنهم سعواإلى إفساد القلوب. وإذا فسدت القلوب،انقلب العقل إلى قيد أكبر، يغل أيدي الناسوأقدامهم. ولهذا نجد إن المستعمرين،والمستغلين، لا يخشون إنشاء المدارسوالجامعات، بل يؤسسونها بأنفسهم، ولكنهميسعون، في الوقت نفسه، وبكل قواهم، إلىإفساد روح الطالب وقلبه.انهم يدركون حقالادراك إن القلب المريض لن يكون قادراعلى المقاومة، بل يستكين إلى كل انحطاط،واستغلال، واستثمار.لذلك يولي القران أهمية كبرى لطهارة روحالمجتمع، إذ يقول: (وتعاونوا على البروالتّقوى ولا تعاونوا على الإثموالعدوان).(1)فيطلب من الناس ان يتوجهوا اولا إلى عملالخير، وتجنب الأثم، ثم ان يكون توجههمهذا جماعيا ثانياً.(1). سورة المائدة: 2.