الجزء الثالث
[تتمة كتاب الطهارة]
[تتمة فصل في النجاسات]
[تتمة النجاسات اثنتا عشرة]
[الخامس: الدم]الخامس: الدم من كل ما له نفس سائلةإنساناً أو غيره، كبيراً أو صغيراً (1).نجاسة الدّم
(1) نجاسة الدم من المسائل المتسالم عليهاعند المسلمين في الجملة، بل قيل إنها منضروريات الدين، و لم يخالف فيها أحد منالفريقين و إن وقع الكلام في بعض خصوصياتهكما يأتي عليها الكلام. و ليس الوجه فينجاسته قوله عزّ من قائل قُلْ لا أَجِدُفِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلىطاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَمَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْلَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ.و ذلك (أما أوّلًا:) فلعدم رجوع الضمير فيقوله «فإنّه» إلى كل واحد مما تقدّمه، وإنما يرجع إلى خصوص الأخير، أعني لحمالخنزير.(و أمّا ثانياً:) فلأن الرجس ليس معناه هوالنجس و إنما معناه الخبيث و الدنيالمعبّر عنه في الفارسية بـ «پليد» لصحةإطلاقه على الأفعال الدنيئة كما في قولهتعالى إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُوَ الْأَنْصابُ وَ الْأَزْلامُ رِجْسٌمِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ. فإنّ الميسر منالأفعال و لا معنى لنجاسة الفعل. بل الدليلعلى نجاسته في الجملة هو التسالم القطعي والنصوص الواردة في المسألة كما تأتي،فالتكلّم في أصل نجاسته ممّا لا حاجة إليه.و حيث إنّ أكثر نصوص المسألة قد وردت فيموارد خاصّة كما