راجعون. ومن دعاواه الباطلة ويحافظ أبداً علىوحدة صفوفهم ويسعى إلى إطفاء أية نائرة أوثائرة تهدد هذه الوحدة. فيوم دخل شاب يهودي مجتّمع الأوس والخزرجالذين جمعهم الإسلام بعد طول نزاع وتشاجروتقاتل، وأخذ يذكّرهم بما وقع بينهم فيعهد الجاهلية، من قتال فأحيا فيهم الحميّةالجاهلّية حتى اسعتدوا للنزاع والجدال،وكادت نيران الفتنة تثور من جديد بينهمبعد أن أشعلها ذلك اليهودي، المتآمر،وتواثب رجلان من القبيلتين وتقاولاوتلاسنا، وبلغ ذلك رسولَ الله (صلّى اللهعليه وآله وسلّم) فخرج إليهم فيمن من معهأصحابه المهاجرين حتى جاءهم، فقال. يا معشر المسلمين! الله الله أبدعوىالجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكمالله بالإسلام وأكرمكم به وقطع عنكم أمرالجاهلية، واستنقذكم من الكفر، وألّف بينقلوبكم؟(1). فإذا كانت هذه هي أهمية الوحدة في الأمةالإسلامية فما جزاء من يرفع عقيرته يريدتفريق صفوف المسلمين بفتوى ظالمة بلمخالفة لنصوص الكتاب العزيز والسّنةالمحمدية الشريفة؟ وهو بذلك لا يخدم إلاّالقوى الاستعمارية الكافرة المعاديةللإسلام والمسلمين إذ لا ينتفع من هذهالفتوى المفرّقة غيرهم. ما جزاء هذا المتمسي باسم أهل العلمالمتصدي لمقام الدعوة والافتاء؟ ينبري فيوقت أشد مما يكون فيه المسلمون إلى التآخيوالتقارب ينجّس ويكفر (1). السيرة النبوية