فصل: ومنها قوله تعالى:
(ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون) (309) هذا مثل ضربه الله سبحانه للمشرك والموحد، فالمشرك بمنزلة عبد تملكه جماعة (310) مشتركين في خدمته لا يمكنه رضاهم أجمعين، والموحد لما كان يعبد الله وحده فمثله كمثل عبد رجل واحد قد سلم له وعلم مقاصده (وعرف الطريق) (311) إلى رضاه فهو في راحة من تشاحن الخلطاء فيه بل هو سالم لمالكه من غير منازع فيه مع رأفة مالكه به ورحمته له وشفقته عليه وإحسانه إليه وتوليته بمصالحه (312) فهل يستوي هذان العبدان، وهذا(304) مجاز القرآن 102 والطبري 4 / 59 والبغوى 1 / 408. (305) انظر لسان العرب مادة (صر) وابن كثير 1 / 397. (306) هو القاسم بن محمد بن بشار الانباري أبو محمد له اهتمام بالادب والاخبار راجع مفتاح السعادة 1 / 146 وزاد المسير 1 / 445. (307) انظر تفسير الكشاف 1 / 456، 457. (308) انظر تفسير القرطبى 34 / 178 وفتح القدير 1 / 374. (309) سورة الزمر: 29 انظر ابن كثير 2 / 158 والكشاف 3 / 397. (310) في م (جماعة متنازعون مختلفون متشاحنون والرجال المتشاكس: الصنيق الخلق). (311) زيادة من م، ع. (312) في ع، م (توليد مصالحه).