حیاة الإمام الحسین (ع) جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة الإمام الحسین (ع) - جلد 2

باقر شریف القرشی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

حياة الإمام الحسين بن علي (عليه السلام)
تأليف:
باقر شريف القرشي
الجزء الثاني
المقدمة
- 1 -
وأثرت الاحداث الرهيبة التي عاصرها
الامام الحسين (ع) تاثيراهائلا في تغيير
مناهج الحياة الفكرية والاجتماعية في
الاسلام، كما لعبتدورها الخطير على مسرح
الحياة السياسية على امتداد التاريخ،
وكان منأبرز نتائج تلك الاحداث التناحر
على السلطة، والتنافس على الحكم ،والصراع
على الظفر بخيرات البلاد .
وكان من الطبيعي ان يحدث ذلك الصراع
السياسي باقسى صوره ،وأبشع ألوانه، وان
يحتدم الجدال كاشد واعنف ما يكون الجدال
فقد سحرت عيون الكثيرين من الصحابة
والتابعين ما رؤوه من ألوان الترف ، وخفض
العيش ورقته، وما شاهدوه من جلال الملك
الذي أزالوه من فارس، وما احتلوه من بلاد
الروم، وهالتهم الفتوحات التي تقوم بها
الجيوش الاسلامية، وما يفتح الله على
أيديهم، وما يجلبونه من البلاد المحتلة من
الرقيق، وسائر الاموال التي لم يكونوا
يحملون بالنظر اليها، كل ذلك دفعهم إلى
التهالك على السلطة، وفتنهم عن دينهم .
واستشف الرسول الاعظم (ص) من وراء الغيب ما
تبلغه أمته من المجد والسيادة على جميع
شعوب الارض، وسقوط الدول الكبرى تحت وطاة
الزحف الاسلامي المقدس، فادع ذلك بين
المسلمين وآمنوا به كجزء من عقيدتهم، كما
استشف النبي (ص) من وراء الغيب ما تمنى به
أمته من الفتنة والفرقة فاحتاط لها كاشد
ما يكون الاحتياط فوضع لها رصيدا يحسم كل
داء، ويقضي على كل خلاف فدلل على امامة
العترة الطاهرة من أهل بيته الذين أذهب
الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، ولم يكن
بذلك مدفوعا بدافع العاطفة أو الحب فان
شان النبوة أسمى من أن يخضع لاي عامل من
عوامل الحب أو غيره من الاعتبارات المادية
.
وبلغت أحاديث الرسول (ص) في فضل عترته حد
التواتر، ولم يتطرق إليها الريب والشك عند
أحد من المسلمين، فقد قرنهم بمحكم التنزيل
- الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من
خلفه - وجعلهم سفن النجاة وأمن العباد،
وأما سيد العترة الامام أمير المؤمنين (ع)
فانه - حسب النصوص النبوية - أخو النبي
ونفسه، وباب مدينة علمه، واقضى امته ،
وانه منه بمنزلة هارون من موسى، ومن كنت
مولاه فهذا علي مولاه...
ولكن القوم كرهوا اجتماع النبوة والخلافة
في بيت واحد فتاولوا النصوص وزووا الخلافة
عن أهل بيت النبوة، ومعدن الحكمة، ومهبط
الوحي ، وحرموا الامة من التمتع بظلال
حكمهم الهادف إلى نشر عدالة السماء في
الارض .
وأدت عملية الفصل إلى التطاحن الفظيع على
كراسي الحكم بين الاسر البارزة في
الاسلام، فمنيت الامة من جراء ذلك
بالكوارث والخطوب الني أحالت الحياة في
تلك العصور إلى جحيم لا يطاق، فقد كان حكم
النطع والسيف هو السائد بين الناس.
ـ 2 ـ
وظهر الصراع السياسي يابشع ألوانه حينما
استولى الامام أمير المؤمنين عليه السلام
على زمام السلطة في البلاد، فقد تحركت
القوى الطامعة في الحكم وهي تعلن العصيان
المسلح محاولة بذلك اسقاط حكومته التي
احتضنت مصالح الشعوب الاسلامية، وتبنت
حقوق الانسان وراحت تؤسس معالم العدل
والحق، وتدك حصون الظلم، وتنسف قلاع
الباطل، وترفع منار الكرامة الانسانية،
وتقضي على جميع أسباب التخلف والفساد التي
تركها الحكم المباد .
لقد أوجد الامام انقلابا جذريا، وتحولا
اجتماعيا في الميادين السياسية والفكرية
والاقتصادية، التي كان منها العدالة في
التوزيع، وإلغاء الامتيازات التي منحتها
حكومة عثمان لبني أمية وآل أبي معيط،
ومصادرة الاموال التي اختلسوها بغير حق
وعزل الولاة وسائر الموظفين الذين اتخذوا
الحكم وسيلة للاثراء والاستعلاء على
الناس بغير حق .
وقد أدت التغييرات الاجتماعية التي
أوجدتها حكومة الامام إلى زيادة الازمات
النفسية في نفوس القرشيين وغيرهم من
الحاقدين على الاصلاح الاجتماعي، فايقنوا
أن حكومة الامام ستدمر مصالحهم الاقتصادية
وغيرها ، فهبوا متضامنين إلى اعلان
المعارضة، ومن المؤسف - حقا - أن تضم
المعارضة بعض أعلام الصحابة كطلحة
والزبير، وأن يكون العضو البارز فيها
السيدة عائشة زوج النبي (ص) ومن المؤكد أنه
لم تكن للمعارضين أية أهداف اجتماعية أو
اصلاحية، وإنما دفعتهم الانانية والاطماع
حسب التصريحات التي أدلوا بها في كثير من
المناسبات، وقد كان في طليعة القوى
المنامرة على الامام الحزب الاموي فقد سخر

/ 134