51- و عن الامام الباقر (ع): «و حملت بمحسن، فلما قبض رسول الله، و جرى ما جرى فى يوم دخلو القوم عليها دارها، و أخرج ابن عمها أميرالمؤمنين، و ما لحقها من الرجل، أسقطت به ولدا تماما الخ...» [ دلائل الامامة: ص 26 و 27، و راجع: العوالم: ج 11 ص 504.]
52- و قال المجلسى الاول: «و سقط بالضرب غلام اسمه محسن» [ روضة المتقين: ج 5 ص 342.]
53- و قال المجلسى الثانى: «عصروها وراء الباب، فألقت ما فى بطنها، من سماه رسول الله (ص) محسنا» [ جلاء العيون: ج 1 ص 193.]
و قال: «فأسقطت لذلك جنينا، كان سماه رسول الله (ص) محسنا» [ مرآة العقول: ج 5 ص 318، و تراجم أعلام النساء: ج 2 ص 321.]
و قال «قد استفاض فى رواياتنا، بل فى رواياتهم أيضا: انه روع (ع) حتى ألقت ما فى بطنها» [ البحار: ج 28 ص 209 و 210.]
و قال: «و ضغطا فاطمة (ع) فى بابها حتى سقطت بمحسن» [ البحار: ج 82 ص 264.]
54- و قال الكاشانى: «و كان ذلك الضرب أقوى سبب فى اسقاط جنينها. و قد كان رسول الله (ص) سماه محسنا» [ نوادر الاخبار: ص 183 و علم اليقين: ص 686 و 688، و راجع: عوالم العلوم: ج 11 ص 414.]
55- و قال الطريحى: «حين عصرها خالد بن الوليد، فأسقطت محسنا» [ المنتخب للطريحى: ص 136.]
56- و قال صاحب كتاب مؤتمر علماء بغداد: «.. و عصر عمر فاطمة بين الحائط و الباب عصرة شديدة قاسية حتى أسقطت جنينها» [ مؤتمر علماء بغداد: ص 135- 137.]
المقدسى.. و اسقاط المحسن:
قال المقدسى: «حفدة رسول الله (ص): عبدالله بن عثمان، على بن أبى العاص و أمامة بنت أبى العاص، والحسن، والحسين، و محسن، و أم كلثوم، و زينب، ثمانية نفر» [ البدء و التاريخ: ج 5 ص 20 و 21.]
و قال أيضا: «كان له من الولد ثمانية و عشرون ولدا، أحد عشر ذكرا، و سبعة عشر أنثى، منهم من فاطمة (ع) خمسة: الحسن، والحسين، و محسن، و أم كلثوم الكبرى، و زينب الكبرى الخ...» [ البدء و التاريخ: ج 5 ص 73.]
و قد تقدم قوله أيضا: «.. فأما محسن بن على فانه هلك
صغيرا» [ البدء و التاريخ: ج 5 ص 75.]
57- و قال: «و ولدت محسنا. و هو الذى تزعم الشيعة أنها أسقطته من ضربة عمر. و كثير من أهل الآثار لا يعرفون محسنا» [ البدء و التاريخ: ج 5 ص 20.]
و ظاهر كلامه:
1- ان الشيعة عموما يقولون: ان عمر قد ضرب فاطمة فأسقطت محسنا..
2- انه هو نفسه يعد محسنا من أحفاد النبى (ص)، و من أولاد فاطمة، و يقول: انه مات صغيرا كما ظهر من عباراته الآنفة.
3- ان قوله: كثير من أهل الآثار لا يعرفون محسنا، قد قلنا: انه غير دقيق لان أهل الآثار انما تتجه عنايتهم الى ذكر من عاشوا لا الى ذكر من سقط و هو حمل.
سقوط المحسن بسبب الجزع على الرسول:
58- قال عمر أبوالنصر: «يقول مؤلف كتاب: الاسناد فى معرفة حجج الله على العباد، ان فاطمة (رض) اأسقطت المحسن بعد وفاة رسول الله، و لعلها أسقطته من فرط جزعها و اضطرابها» [ فاطمة بنت رسول الله محمد (ص): 94، صادر عن مكتب عمر ابى نصر للتأليف و الترجمة و الصحافة- بيروت- لبنان.]
و نظن ان الفقرة الاخيرة هى من كلام عمر أبى النصر، لا من كلام مؤلف كتاب «الاسناد فى معرفة حجج الله». (و الظاهر ان الصحيح هو: الارشاد فى معرفة حجج الله على العباد، و هو كتاب الارشاد للمفيد رحمه الله).
و مهما يكن من أمر فان من الواضح: ان هذه اهانة صريحة للزهراء، بأنها (ع) قد جزعت من قضاء الله سبحانه الى هذه الدرجة. مع انها (ع) أتقى. أبر من أن يتوهم فى حقها الجزع الذى يصل بها الى حد التفريط بجنينها و قتله، و هى المرأة الصابرة المحتسبة، التى تقول لنسوة بنى هاشم حين اجتمعن، و جعلن يذكرن النبى (ص):
«اتركن التعداد، و عليكن بالدعاء» [ البحار: ج 22، ص 522، عن الكافى. و مناقب ابن شهر آشوب، ج 1 ص 294.]
و قد أوصى رسول الله (ص) فاطمة (ع)، فقال: «اذا أنا مت فلا تخمشى على وجها، و لا ترخى على شعرا، و لا تنادى بالويل، و لا تقيمى على نائحة» [ البحار: ج 22 ص 496، و فى هامشه عن الكافى: ج 2 ص 66.]
و قد أوصاها أيضا فى هذه المناسبة بقوله: «توكلى على الله، و اصبرى كما صبر آباؤك من الانبياء» [ البحار: ج 22 ص 502 و ى هامشه عن أمالى الشيخ الطوسى: ص 32 و 33.]
و لم تكن الزهراء (ع) لتخالف أمر أبيها، صلوات الله و سلامه عليه و على آله الطاهرين. و لا يمكن أن نتصورها تعصى الله انسياقا وراء عواطفها...
ولكن الحاقدين و الموتورين قد حاولوا تصوير فاطمة (ع) بصورة المرأة الجازعة التى تدعو بالويل، و تقيم النوائح، و يصل بها الجزع حدا تقتل ولدها و تسقط جنينها، حتى لقد «روى انها ما زالت بعد أبيها رسول الله (ص) معصبة الرأس ناحلة الجسم منهدة الركن، باكية العين محترقة القلب يغشى عليها ساعة بعد ساعة و تقول لولديها الخ...» [ البتول الطاهرة: لأحمد فهمى، ص 128، عن ابن شهر آشوب فى المناقب.]
زاد فى نص آخر على الفقرات الآنفة قوله: «و كانت اذا شمت قميصه (ص) يغشى عليها» [ راجع: فاطمة الزهراء فى الاحاديث النبوية: ص 183 و 184، و النفحات القدسية، ص 87، عن روضة الواعظين.]
و هى التى تخالف نهى أبيها عن التعداد، حيث كانت تقول: يا أبتاه جنة الخلد مثواه، يا أبتاه عند ذى العرش مأواه، يا أبتاه كان جبرائيل يغشاه، يا أبتاه لست بعد اليوم أراه» [ راجع المصادر التالية: البتول الطاهرة، للشيخ أحمد فهمى محمد: ص 126، عن السدى، و راجع: شرح نهج البلاغة، للمعتزلى: ج 13، ص 43، و بحارالانوار: ج 22، ص 527، و 528، و مناقب آل أبى طالب: ج 1 ص 294، و النفحات القدسية، للسيد عبدالرزاق كمونة: ص 85 (ط سنة 1390 ه. ق.) دار الصادق- بيروت عن سنن النسائى/ 1 ص 312، مصادر أخرى.]
هذا بالاضافة الى تلك الرواية التى ينقلونها عن جاريتها فضة (ع) و غير ذلك مما يصب فى هذا الاتجاه.
و لنا ان نفسر ذلك بأن المقصود هو توجيه اخراجها من بيتها و جوار ابيها و ايجاد المبرر لمنعها من اظهار الحزن المظهر لمظلوميتها،
و اضطرار أميرالمؤمنين (ع) ليبنى لها «بيت الأحزان» فى البقيع، و ليبقى هذا الاسم «بيت الأحزان» وثيقة ادانة لهذا الظلم الجديد و الاضطهاد القاسى لها (ع).
هل هذا اشتباه تاريخى؟
59- و قال الملطى الشافعى المتوفى سنة 377 ه. و هو يعدد مقالات هشام بن الحكم رحمه الله:
«... و ان أبابكر مر بفاطمة (ع)، فرفس فى بطنها، فأسقطت. و كان سبب علتها و موتها..» [ التنبيه و الرد على أهل الاهواء و البدع: ص 25/ 26 تحقيق محمد زاهد الكوثرى.]
و المعروف: ان الذى فعل ذلك بالزهراء، هو عمر، و ليس أبابكر، و لعل الاشتباه جاء من جهة الناقلين عن هشام، أو من الملطى نفسه.
الحدث فى كلمات المحدثين و المؤرخين
زيارة الصديقة الطاهرة:
1- ذكر الشيخ المفيد زيارة لفاطمة (ع)، تقول:
«السلام عليك يا رسول الله (ص)، السلام على ابنتك الصديقة الطاهرة، السلام عليك يا فاطمة بنت رسول الله (ص)، يا سيدة نساءالعالمين، أيتها البتول الشهيدة الطاهرة، الخ..» [ كتاب المزار للشيخ المفيد: ص 156، و كتاب المقنعة للشيخ المفيد أيضا: ص 459. و راجع: البلد الامين: ص 198 و 278، و البحار: ج 97 ص 197 و 198.]
2- و فى نص آخر: «السلام عليك أيتها البتولة الشهيدة، ابنة نبى الرحمة» [ راجع البحار: ج 97 ص 198، و فى هامشه عن مصباح الزائر: ص 25 و 26.]
و هناك نص آخر لزيارتها يقول: «السلام عليك أيتها الصديقة الشهيدة» [ مصباح المتهجد، ص 654، و اقبال الاعمال: ص 624، و البحار: ج 97 ص 195.]
3- و نص آخر يقول: «السلام عليك أيتها الصديقة الشهيدة، الممنوعة ارثها، المكسور ضلعها، المظلوم بعلها، المقتول ولدها» [ اقبال الاعمال: ص 625، و البحار: ج 97، ص 199/ 200.]
و قال الشيخ الصدوق رحمه الله:
«لم أجد فى الاخبار شيئا موظفا محدودا لزيارة الصديقة (ع)، فرضيت لمن نظر فى كتابى هذا من زيارتها ما رضيت لنفسى» [ من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 573.]
قال هذا تعقيبا على الزيارة المتقدمة التى تقول: «السلام عليك أيتها الصديقة الشهيدة» [ من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 574.]
4- و قال الشيخ الطوسى (رحمه الله) بعد نقله الزيارة المروية: «يا ممتحنة، امتحنك الله...».
«هذه الرواية وجدتها مروية لفاطمة (ع)، و أما ما وجدت أصحابنا يذكرونه من القول عند زيارتها (ع)، فهو أن تقف على أحد الموضعين اللذين ذكرناهما [ أى موضع دفنها.]، و تقول:
«السلام عليك يا بنت رسول الله... السلام عليك أيتها الصديقة الشهيدة الخ...» [ تهذيب الاحكام للطوسى: ج 6 ص 10 و ملاذ الاخيار: ج 9 ص 25، و الوافى: ج 14 ص 371 و 370 و روضة المتقين: ج 5 ص 345، و راجع: جامع أحاديث الشيعة: ج 12 ص 264.]
5- و فى نص آخر: «اللهم صل على السيدة المفقودة، الكريمة المحمودة، الشهيدة العالية» [ بحارالانوار: ج 99، ص 220.]
6- و قد ذكر الكفعمى: ان عدد أولاد فاطمة خمسة. و أن
سبب وفاتها (ع) هو أنها ضربت و أسقطت [ مصباح الكفعمى: ص 522.]
و أما تفاصيل حديث ظلمها، فقد تقدم شطر منها فى ضمن ذلك القدر العظيم من النصوص و الآثار فى الفصول المتقدمة، و نقدم هنا مقدارا مما ذكره المؤرخون و المؤلفون فى كتبهم، نبدؤها بما رواه سليم بن قيس، فى كتابه القيم، الذى هو من الاصول المعتمدة، لجامعية حديثه لتفاصيل ما جرى.
7- قال شيخ الاسلام العلامة المجلسى: روى بأسانيد معتبرة عن سليم بن قيس الهلالى، و غيره، عن سلمان و العباس قالا:- و النص لكتاب سليم:
قال سليم بن قيس: «فلما رأى على (ع) خذلان الناس اياه و تركهم نصرته و اجتماع كلمتهم مع أبى بكر و طاعتهم له و تعظيمهم اياه لزم بيته.
فقال عمر لأبى بكر: ما يمنعك أن تبعث اليه فيبايع، فانه لم يبق أحد الا و قد بايع غيره و غير هؤلاء الاربعة. و كان أبوبكر أرق الرجلين و أرفقهما و أدهاهما، و أبعدهما غورا، و الآخر أفظهما (و أغلظهما) و أجفاهما.
فقال أبوبكر: من نرسل اليه؟
فال (عمر): نرسل اليه قنفذا، و هو رجل فظ غليظ جاف من الطلقاء، أحد بنى عدى بن كعب.
فأرسله اليه و أرسل معه أعوانا. انطلق، فاستأذن على على