68- و قال ابن جرير: حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن زياد بن كليب، قال: أتى عمر بن الخطاب منزل على، و فيه طلحة و الزبير، و رجال من المهاجرين، فقال: والله، لأحرقن عليكم، أو لتخرجن الى البيعة.
فخرج عليه الزبير مصلتا بالسيف، فعثر، فسقط السيف من يده، فوثبوا عليه، فأخذوه [ تاريخ الامم و الملوك (ط دار المعارف) ج 3 ص 202 و الطرائف: ص 238 و 239. و راجع: أعلام النساء: ج 4 ص 114، و نهج الحق ص 271 و 272، و البحار: ج 28 ص 338. و العوالم: ج 11 ص 407، و اثبات الهداة: ج 2 ص 333 و 334.]
69- و فى نص آخر له، قال: «و تخلف على و الزبير، و اخترط الزبير سيفه، و قال: لا أغمده، حتى يبايع على، فبلغ ذلك أبابكر و عمر، فقال عمر: خذوا سيف الزبير، فاضربوا به الحجر.
قال: فانطلق اليهم عمر، فجاء بهما تعبا، و قال: لتبايعان و أنتما طائعان، أو لتبايعان و أنتما كارهان، فبايعا» [ تاريخ الامم و الملوك: ج 3 ص 203.]
70- و قال المعتزلى:
قال أبوبكر: و حدثنا أبوسعيد عبدالرحمن بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن الحكم، قال: حدثنا عبدالله بن وهب، عن ليث بن سعد، قال: تخلف على عن بيعة أبى بكر، فأخرج ملببا يمضى به ركضا، و هو يقول: معاشر المسلمين، علام تضرب عنق رجل من المسلمين، لم يتخلف لخلاف، و انما تخلف لحاجة! فما مر بمجلس من المجالس الا يقال له: انطلق فبايع [ شرح نهج البلاغة: ج 6 ص 45.]
71- و قال المعتزلى: «و لم يتخلف الا على وحده، فانه اعتصم ببيت فاطمة، فتحاموا اخراجه قسرا، فقامت فاطمة (ع) الى باب البيت فأسمعت من جاء يطلبه» [ راجع: شرح نهج البلاغة: ج 2 ص 21، و راجع: البحار: ج 28 ص 110 و 311.]
72- و قال ابن أبى الحديد المعتزلى الشافعى أيضا:
قلت: قد أخذ هذا المعنى بعض شعراء الطالبيين من أهل الحجاز، أنشدنيه النقيب جلال الدين عبد الحميد بن محمد بن عبدالحميد العلوى قال: أنشدنى هذا الشاعر لنفسه- و ذهب عنى أنا اسمه- قال:
يا أباحفص الهوينى و ما كنت
مليا بذاك لولا الحمام
مليا بذاك لولا الحمام
مليا بذاك لولا الحمام
أتموت البتول غضبى و نرضى
ما كذا يصنع البنون الكرام!
ما كذا يصنع البنون الكرام!
ما كذا يصنع البنون الكرام!
ثم قال: أتموت أمنا و هى غضبى و نرضى نحن! اذا لسنا بكرام، فان الولد الكريم يرضى لرضا أبيه و أمه، و يغضب لغضبهما.
و الصحيح عندى: أنها ماتت و هى واجدة على أبى بكر و عمر، و أنها أوصت ألا يصليا عليها [ شرح نهج البلاغة للمعتزلى: ج 6 ص 49/ 50.
.
73- و قالا المعتزلى الشافعى أيضا:
قال أبوبكر: و أخبر أبوبكر الباهلى، عن اسماعيل بن مجالد، عن الشعبى، قال: قال أبوبكر: يا عمر، أين خالد بن الوليد؟ قال: هو هذا، فقال: انطلقا اليهما- يعنى عليا و الزبير- فأتيانى بهما.
فانطلقا فدخل عمر و وقف خالد على الباب من خارج، فقال عمر للزبير: ما هذا السيف؟ قال: أعددته لأبايع عليا.
قال: و كان فى البيت ناس كثير، منهم المقداد بن الاسود و جمهور الهاشميين، فاخترط عمر السيف فضرب به صخرة فى البيت فكسره، ثم أخذ بيد الزبير، فأقامه ثم دفعه فأخرجه، و قال: يا خالد، دونك هذا، فأمسكه خالد- و كان خارج البيت مع خالد جمع كثير
من الناس، أرسلهم أبوبكر ردءا لهما.
ثم دخل عمر فقال لعلى قم فبايع، فتلكأ و احتبس، فأخذ بيده، و قال: قم، فأبى أن يقوم، فحمله و دفعه كما دفع الزبير.
ثم أمسكهما خالد، و ساقهما عمر و من معه سوقا عنيفا، و اجتمع الناس ينظرون، و امتلأت شوارع المدينة بالرجال، و رأت فاطمة ما صنع عمر، فصرخت و ولولت، و اجتمع معها نساء كثير من الهاشميات و غيرهن، فخرجت الى باب حجرتها، و نادت: يا أبابكر، ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله! والله لا أكلم عمر حتى ألقى الله [ شرح نهج البلاغة للمعتزلى: ج 6 ص 48 و 49، و ج 2 ص 57. و راجع: البحار: ج 28 ص 204.]]
74- و روى المعتزلى الشافعى حديث السقيفة عن الجوهرى فقال:
قال أبوبكر: و حدثنى أبوزيد عمر بن شبة، قال: حدثنا أحمد بن معاوية، قال: حدثنى النضر بن شميل، قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن سلمة بن عبدالرحمن، قال: لما جلس أبوبكر على المنبر، كان على (ع) و الزبير و ناس من بنى هاشم فى بيت فاطمة، فجاء عمر اليهم، فقال: والذى نفسى بيده لتخرجن الى البيعة أو لأحرقن البيت عليكم!
فخرج الزبير مصلتا سيفه، فاعتنقه رجل من الانصار و زياد بن لبيد. فبدر السيف، فصاح به أبوبكر و هو على المنبر: اضرب به الحجر، فدق به.
قال أبوعمرو ابن حماس: فلقد رأيت الحجر فيه تلك الضربة، و قال: هذه ضربة سيف الزبير.
ثم قال أبوبكر: دعوهم فسيأتى الله بهم، قال: فخرجوا اليه بعد ذلك فبايعوه [ شرح نهج البلاغة: ج 2 ص 56 و 48.]
75- قال أبوبكر: و قد روى فى رواية أخرى ان سعد بن أبى وقاص، كان معهم فى بيت فاطمة (ع) و المقداد بن الاسود أيضا، و انهم اجتمعوا على أن يبايعوا عليا (ع)، فأتاهم عمر ليحرق عليهم البيت، فخرج اليه الزبير بالسيف، و خرجت فاطمة (ع) تبكى و تصيح، فنهنهت من الناس، و قالوا: ليس عندنا معصية، و لا خلاف فى خير اجتمع عليه الناس، و انما اجتمعنا لنؤلف القرآن فى مصحف واحد. ثم بايعوا أبابكر، فاستمر الامر و اطمأن الناس [ شرح نهج البلاغة: ج 2 ص 56 و 48.]
76- قال أبوبكر: و حدثنى أبوزيد عمر بن شبة، عن رجاله، قال: جاء عمر بيت فاطمة فى رجال من الانصار و نفر قليل من المهاجرين، فقال: والذى نفسى بيده لتخرجن الى البيعة أو لأحرقن البيت عليكم، فخرج اليه الزبير مصلتا بالسيف، فاعتنقه زياد بن لبيد الانصارى و رجل آخر، فندر السيف من يده، فضرب به عمر الحجر فكسره، ثم أخرجهم بتلابيبهم يساقون سوقا عنيفا، حتى بايعوا أبابكر [ شرح نهج البلاغة: ج 2 ص 56 و 48.]
77- قال أبوزيد: و روى النضر بن شميل، قال: حمل سيف الزبير لما ندر من يده الى أبى بكر و هو على المنبر يخطب، فقال: اضربوا به الحجر، قال أبوعمرو ابن حماس: و لقد رأيت الحجر و فيه
تلك الضربة، و الناس يقولون: هذا أثر ضربة سيف الزبير [ المصدر السابق: ج 6 ص 48.]
78- قال المعتزلى:
ابن عبدالحميد، قال: لما أكثر الناس فى تخلف على (ع) عن بيعة أبى بكر، و اشتد أبوبكر و عمر عليه فى ذلك، خرجت أم مسطح بن أثاثة، فوقفت عند القبر، و قالت:
كانت أمور و أنباء و هنبثة
لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
انا فقدناك فقد الارض وابلها
و اختل قومك فاشهدهم و لا تغب
و اختل قومك فاشهدهم و لا تغب
و اختل قومك فاشهدهم و لا تغب
.
قال أبوبكر أحمد بن عبدالعزيز: و أخبرنا أبوزيد عمر بن شبة، قال: حدثنا ابراهيم بن المنذر، عن ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن أبى الاسود، قال: غضب رجال من المهاجرين فى بيعة أبى بكر بغير مشورة، و غضب على و الزبير، فدخلا بيت فاطمة (ع)، معهما السلاح، فجاء عمر فى عصابة، منهم أسيد بن حضير و سلمة بن سلامة بن وقش- و هما من بنى عبد الاشهل- فاقتحما الدار، فصاحت فاطمة (ع)، و ناشدتهم الله. فأخذوا سيفى على و الزبير، فضربوا بهما
الجدار حتى كسروهما، ثم أخرجهما عمر يسوقهما حتى بايعا [ شرح نهج البلاغة للمعتزلى: ج 2 ص 50، و ج 6 ص 47 و ج 3 ص 49 و طبقات ابن سعد: ج 8 ص 228.]]
79- الى ان قال:
قال أبوبكر- و قد روى باسناد آخر ذكره، أن ثابت بن قيس بن شماس كان مع الجماعة الذين حضروا مع عمر فى بيت فاطمة (ع)، و ثابت هذا أخو بنى الحارث ابن الخزرج.
80- و روى أيضا ان محمد بن مسلمة كان معهم، و أن محمدا هو الذى كسر سيف الزبير [ شرح نهج البلاغة: ج 2 ص 50 و 51 و ج 6 ص 48.]
81- و ذهب عمر و معه عصابة الى بيت فاطمة، منهم أسيد بن حضير و سلمة بن أسلم، فقال لهم: انطلقوا فبايعوا، فأبوا عليه، و خرج اليهم الزبير بسيفه، فقال عمر: عليكم الكلب، فوثب عليه سلمة بن أسلم، فأخذ السيف من يده فضرب به الجدار، ثم انطلقوا به و بعلى و معها بنوهاشم، و على يقول: أنا عبدالله و أخو رسول الله (ص)، حتى انتهوا به الى أبى بكر، فقيل له: بايع، فقال: أنا أحق: بهذا الامر منكم، لا أبايعكم و أنتم أولى بالبيعة لى، أخذتم هذا الامر من الانصار، و احتججتم عليهم بالقرابة من رسول الله، فأعطوكم المقادة، و سلموا اليكم الامارة، و أنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الانصار. فأنصفونا ان كنتم تخافون الله من أنفسكم، و اعرفوا لنا من الامر مثل ما عرفت الانصار لكم، و الا فبوءوا بالظلم و أنتم تعلمون.
فقال عمر: انك لست متروكا حتى تبايع. فقال له على: احلب يا عمر حلبا لك شطره! اشدد له اليوم أمره ليرد عليك غدا! ألا والله لا أقبل قولك و لا أبايعه. فقال له أبوبكر الخ... [ شرح نهج البلاغة للمعتزلى الشافعى: ج 6 ص 11.]
82- و قال المعتزلى: «فأما الامور الشنيعة المستهجنة التى تذكرها الشيعة عن ارسال قنفذ الى بيت فاطمة (ع)، و أنه ضربها بالسوط، فصار فى عضدها كالدملج، و بقى اثره الى أن ماتت، و أن عمرا ضغطها بين الباب و الجدار، فصاحت يا أبتاه يا رسول الله، و ألقت جنينها ميتا، فكله لا اصل له عند اصحابنا... الى أن قال: و انما تنفرد الشيعة بنقله» [ شرح نه البلاغة للمعتزلى: ج 2 ص 60.]
مع انه هو نفسه قد نقل عن شيخه حديث اسقاط المحسن، و تساءل عن موقف رسول الله (ص) منه حين روى اهدار النبى دم هبار بن الاسود، لانه روع زينب. و اخبره شيخه حين طالبه بالأمر بأن الاخبار عنده متعارضة، و انه متوقف فى هذا الامر [ شرح نهج البلاغة للمعتزلى.]
كما اننا قد ذكرنا عشرات النصوص عن غير الشيعة تثبت هذا الامر، فلا وجه لما قاله اذن.
83- و قال ابن أبى الحديد:
و أما حديث الهجوم على بيت فاطمة (ع) فقد تقدم الكلام فيه. و الظاهر عندى صحة ما يرويه المرتضى و الشيعة، ولكن لا كل ما يزعمونه، بل كان بعض ذلك، و حق لأبى بكر أن يندم و يتأسف على
ذلك، و هذا يدل على قوة دينه، و خوفه من الله تعالى، فهو بأن يكون منقبة له أولى من كونه طعنا عليه [ شرح نهج البلاغة ابن أبى الحديد: ج 17/ 168.]
84- و يقول: «أما حديث التحريق و ما جرى مجراه من الامور الفظيعة، و قول من قال: انهم أخذوا عليا يقاد بعمامته، و الناس حوله. فأمر بعيد. و الشيعة تنفرد به، على أن جماعة من أهل الحديث قد رووا نحوه» [ شرح نهج البلاغة للمعتزلى: ج 2 ص 21 و البحار: ج 28 ص 310 و 311.]
و لا ندرى كيف نجمع بين قوله: «الشيعة تنفرد به» و بين قوله: «ان جماعة من أهل الحديث قد رووا نحوه».
و المعتزلة منهم على الخصوص و قد عرفت أن كل ما استبعده قد رواه الجمهور من أهل نحلته.
و قد قال السيد المرتضى: ان رد النصوص بالاستبعادات من دون ذكر مبرر و لا دليل، لا يلتفت اليه..
85- قال ابن قتيبة الدينورى:
و أما على و العباس بن عبدالمطلب و من معهما من بنى هاشم فانصرفوا الى رحالهم، و معهم الزبير بن العوام، فذهب اليهم عمر فى عصابة فيهم أسيد بن حضير، و سلمة بن أسلم، فقالوا: انطلقوا فبايعوا أبابكر، فأبوا، فخرج الزبير بن العوام (رض) بالسيف، فقال عمر (رض) عليكم بالرجل فخذوه فوثب عليه سلمة بن أسلم، فأخذ السيف من يده، فضرب به الجدار، و انطلقوا به فبايع و ذهب بنوهاشم أيضا فبايعوا.
ثم ان عليا كرم الله وجه أتى به الى أبى بكر و هو يقول: أنا عبدالله و أخو رسوله، فقيل له: بايع أبابكر.
فقال: أنا أحق بهذا الامر منكم، لا أبايعكم و أنتم أولى بالبيعة لى، أخذتم هذا الامر من الانصار، و احتججتم عليهم بالقرابة من النبى (ص)، و تأخذونه منا أهل البيت غصبا؟ ألستم زعمتم للانصار أنكم أولى بهذا الامر منهم لما كان محمد منكم، فأعطوا كم المقادة، و سلموا اليكم الامارة، و أنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الانصار نحن أولى برسول الله حيا و ميتا، فأنصفونا ان كنتم تؤمنون، و الا فبوءوا بالظلم و أنتم تعلمون.
فقال له عمر: انك لست متروكا حتى تبايع.
فقال له على: احلب حلبا لك شطره، و اشدد له اليوم أمره يردده عليك غدا. ثم قال: والله يا عمر لا أقبل قولك و لا أبايعه [ الامامة و السياسة: ج 1 ص 28 و 29 و احقاق الحق: ج 2 ص 351.]
86- و قال ابن قتيبة أيضا.
قال: و ان أبابكر (رض) تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند على كرم الله وجهه، فبعث اليهم عمر، فجاء فناداهم و هم فى دار على، فأبوا أن يخرجا فدعا بالحطب و قال:
والذى نفس عمر بيده، لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها.
فقيل له: يا أباحفص، ان فيها فاطمة؟
فقال: و ان..
فخرجوا فبايعوا الا عليا فانه زعم انه قال: حلفت أن لا أخرج و لا أضع ثوبى على عاتقى حتى أجمع القرآن.
فوقفت فاطمة (رض) على بابها، فقالت: لا عهد لى بقوم حضروا أسوأ محضرا منكم، تركتم رسول الله (ص)، جنازة بين أيدينا، و قطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا، و لم تردوا لنا حقا.
فأتى عمر أبابكر، فقال له: ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة؟
فقال أبوبكر لقنفذ و هو مولى له: اذهب فادع لى عليا.
قال: فذهب الى على؛ فقال له: ما حاجتك؟
فقال: يدعوك خليفة رسول الله.
فرجع فأبلغ الرسالة.
قال: فبكى أبوبكر طويلا.
فقال عمر الثانية: لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة.
فقال أبوبكر (رض) لقنفذ: عد اليه، فقل له: خليفة رسول الله يدعوك لتبايع.
فجاءه قنفذ، فأدى ما أمر به.
فرفع على صوته فقال: سبحان الله! لقد ادعى ما ليس له.
فرجع قنفذ، فأبلغ الرسالة.