فان اغلاق الأبواب انما هو من اجل حفظ اهل البيت من ان يلج عليهم انسان او حيوان فيلحق الضرر بهم أو يؤذيهم.
9- عن عائشة: كان النبى (صلى الله عليه و آله و سلم) يصلى فى البيت، و الباب عليه مغلق، فجئت، فمشى حتى فتح لى، ثم رجع. [ مسند أحمد: ج 6 ص 31.]
10- و عن الزهراء (عليهاالسلام) أنها قالت لسلمان: «كنت جالسة بالأمس فى هذا المجلس و باب الدار مغلق، و انا اتفكر فى انقطاع الوحى عنا، و انصراف الملائكة عن منزلنا، فاذا انفتح الباب من غير ان يفتحه أحدا، الخ.. [ البحار: ج 43 ص 66 عن مهج الدعوات.]».
11- و فى تفسير قوله تعالى: (من يتق الله يجعل له مخرجا، و يرزقه من حيث لا يحتسب) [ سورة الطلاق: الآية 2 و 3.] روى فى الكافى عن ابى عبدالله الصادق (صلى الله عليه و آله و سلم): أن قوما من اصحاب رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) لما نزلت هذه الآية أغلقوا الأبواب، و أقبلوا على العبادة، الخ.. [ البحار: ج 22 ص 131 و 132 و ج 67 ص 281، و الكافى: ج 5 ص 84، و عن الفقيه: ج 3 ص 101.]
12- و لما كانت الليلة التى قبض فى صبيحتها النبى (صلى الله عليه و آله و سلم) دعا عليا، و فاطمة، والحسن، والحسين (ع)، و اغلق
عليهم الباب، و قال: يا فاطمة، و ادناها منه فناجاها من الليل طويلا، فلما طال ذلك خرج على، والحسن والحسين، و أقاموا بالباب، و الناس خلف الباب [ البحار: ج 22 ص 490، عن الطرف ص 38- 44.]
13- و فى حديث الهجوم على بيت الزهراء نجد عمر يقول: «فلما انتهينا الى الباب، فرأتهم فاطمة (ع) اغلقت الباب فى وجوههم [ البحار: ج 38 ص 227 و تفسير العياشى ج 2 ص 66- 67.]
14- عن جابر، و عن أبى هريرة، عن النبى (صلى الله عليه و آله و سلم) قال: اغلق بابك، و ذكر اسم الله، فان الشيطان لا يفتح بابا مغلقا. أو اغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله.. الخ.. [ سنن أبى داود: ج 2 ص 339، و صحيح مسلم (ط سنة 1412 ه.) ج 3 ص 193، و مسند أحمد: ج 3 ص 386- 395. و راجع ص 301 و 319، و البحار ج 60 ص 204، و سنن ابن ماجة ج 2 ص 1129. و الموطأ: ص 665- 1683، و كنز العمال: ج 16 ص 438، و راجع: ج 15 ص 352، و 336 و 335 و 439، عن البخارى: و مسلم، و النسائى، و ابى داود، و ابن خزيمة، و ابن حبان، و البيهقى، و ابن النجار.]
15- و حين ذهب المغيرة و ابوموسى الاشعرى الى عمر «قال: فقام الى الباب ليفتحه فاذا آذنه الذى اذن لنا عليه فى الحجرة، فقال: امض عنا لا ام لك. فخرج، و اغلق الباب خلفه ثم جلس.. الخ.. [ البحار: ج 30، ص 452، و الشافى ج 4 ص 126 و 135، و شرح نهج البلاغة للمعتزلى: ج 2 ص 29- 35، و الايضاح لابن شاذان ص 147.]».
16- و حين توفى رسول الله جاء المغيرة و أخبر الناس بما يجرى فى السقيفة «فتركوا رسول الله (ص) كما هو و أغلقوا الباب
دونه، و اسرع ابوبكر و عمر، و ابوعبيدة الى سقيفة بنى ساعدة الخ..» [ البدء و التاريخ: ج 5 ص 65.]
17- و فى حديث عيادة النبى (ص) و من معه لها (ع) قال: «فقام فمشى حتى انتهى الى الباب، و الباب عليها مصفق، قال: فنادى الخ..» [ حلية الاولياء: ج 2 ص 42.]
و النصوص التى تضمنت تعابير من هذا النوع كثيرة لا مجال لاستقصائها، و ما ذكرناه يكفى للاقناع، والله هو المسدد، و الهادى.
رددت باب الحجرة بيدى:
و قد جاء فى بعض النصوص عبارة: «رددت باب الحجرة بيدى» و لو كانت الابواب تستر بمسوح الشعر، لكان عليه ان يقول: رددت الستر.
فان الستر لا يقال له: باب. و النص الذى نشير اليه هو التالى:
عن سلمان الفارسى، أن فاطمة (عليهاالسلام) قالت له: «كنت بالأمس جالسة فى صحن الحجرة، شديدة الغم على النبى، و أندبه. و كنت رددت باب الحجرة بيدى، اذ انفتح الباب و دخل على ثلاث جوارى، لم ار كحسنهن... الخ [ البحار: ج 91 ص 227، و ج 43 ص 66/ 68 و ج 92 ص 37، و مهج الدعوات ص 5/ 9 و الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 533، و فى هامشه عن مصادر كثيرة. و دلائل الامامة: ص 28، و عوالم العلوم: ج 11 ص 81.]
ليس لبابه غلق:
و فى حديث: ان عمر جاء مع يرفأ الى ابى الدرداء الذى ليس عنده سمار، و لا مصباح، و ليس لبابه غلق.. فذهبا اليه فاستأذنا فقال: أدخل.
فدفع الباب، فاذا ليس له غلق. فدخلنا الى بيت مظلم.. الخ... [ كنز العمال: ج 13 ص 552.]
و الغلق، بفتحتين، المغلاق، و هو ما يغلق به الباب.
و هذا الحديث و ان كان يتحدث عن عمر، الا أنه يدل على شيوع ذلك فى عهد رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) اذ لم يكن ثمة فارق كبير من حيث الزمن سوى سنوات يسيرة.
أجاف الباب:
أجاف الباب: رده [ راجع: أقرب الموارد: ج 1.] و قد ورد التعبير بهذه الكلمة فى العديد من النصوص، فلاحظ ما يلى:
1- عن النبى (صلى الله عليه و آله و سلم) فى حديث: «... و أجيفوا الأبواب، و اذكروا اسم الله عليها، فان الشيطان لا يفتح بابا أجيف، و ذكر اسم الله عليه.. [ مسند أحمد: ج 3 ص 306،و راجع علل الشرائع: ج 2 ص 582، و البحار: ج 73 ص 174 و 177، و الامالى للشيخ المفيد: ص 190، منشورات جماعة المدرسين و فيه كسابقيه: أجيفوا أبوابكم. و راجع: سائل الشيعة، كتاب الصلاة، أبواب أحكام المساكن، باب 16 ح 4.]».
2- و فى حديث اسلام أم أبى هريرة، حين دعا النبى (صلى الله عليه و آله و سلم) لها، يقول أبوهريرة: «.. فخرجت أعدو أبشرها بدعاء رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم)، فلما اتيت الباب اذا هو مجاف. و سمعت خضخضة الماء. و سمعت خشف رجل، يعنى وقعها. فقالت: يا أباهريرة، كما أنت، ثم فتحت الباب، و قد لبست درعها، و عجلت عن خمارها، فقالت: انى أشهد أن لا اله الا الله، و أن محمدا عبده و رسوله... الخ [ مسند أحمد: ج 2 ص 320.]».
3- و فى حديث لعائشة عن رسول الله (ص): أنه فى احدى الليالى ظن أنها رقدت، فانتعل رويدا، واخذ رداءه رويدا، ثم فتح الباب رويدا، ثم خرج و أجافه رويدا.. الخ [ تاريخ المدينة لابن شبة: ج 1 ص 88 و 89، و فى هامشه عن: عمدة الاخبار: ص 123 و 124، و راجع: وفاء الوفاء: ج 3 ص 883 عن مسلم، و النسائى.]».
4- و طلب البعض من النبى (صلى الله عليه و آله و سلم) ان يعينه بشى ء. فقال (صلى الله عليه و آله و سلم): ما عندنا شى ء، ولكن اذا كان غدا فتعال، و جئنى بقارورة واسعة الرأس، و عود شجرة، و آية بينى و بينك انى اجيف الباب [ البحار: ج 16 ص 192.]
5- و فى حديث زفاف فاطمة (عليهاالسلام): ان النبى (صلى الله عليه و آله و سلم) اقبل بركوة فيها ماء، فتفل فيها بماشاءالله، و قال: اشرب يا على، و توضأ. واشربى و توضأى، ثم أجاف عليها
الباب [ فرائد السمطين: ج 1 ص 92، و عوالم العلوم: ج 11 ص 290. و فى هامشه عن مصادر كثيرة أخرى.]
6- سيأتى فى الفصل التالى تحت عنوان: احراق الباب او التهديد به، تحت رقم 6:
عن أبى المقدام، عن أبيه عن جده، قال: «.. فقام ابوبكر، و عمر، و عثمان، و خالد بن الوليد، و المغيرة بن شعبة، و ابوعبيدة بن الجراح، و سالم مولى أبى حذيفة، و قمت معهم. و ظنت فاطمة (عليهاالسلام) انها لا ندخل بيتها الا باذنها، فأجافت الباب، و أغلقته.
فلما انتهوا الى الباب، ضرب عمر الباب برجله فكسره- و كان من سعف- [ الاختصاص ص 185 و 186. و ذكره فى البحار ج 28 ص 227، و تفسير العياشى: ج 2 ص 67، لكن فيه بدل: أجافت الباب: أغلقت الباب.]
لا مجال للخروج و الباب مغلق:
وثمة ما يدل على أن اغلاق الباب يمنع من الخروج و الدخول، و ذلك:
1- مثل ما رواه ابن عباس. من أن أبابكر و عمر كانا فى سمر فى بعض الليالى؛ فدخل عليهما رجل، و احتج عليهما فى موضوع غصبهما حق الزهراء (ع): «ثم غاب الشخص من اعيننا؛ فقال لخدمه: ردوه.
قالوا: ما رأينا أحدا دخل و لا خرج، و ان الباب لمغلق من اول
الليل [ الرسائل الاعتقادية للعلامة الخواجوئى ص 457.]».
2- و سيأتى أنه لما لم يفتح جريج القبطى الباب لعلى (عليه السلام) اضطر ان يثب عن الحائط ليصل اليه [ سيأتى ذلك فى العنوان التالى: الحديث رقم/ 8.]
ضرب أو طرق، أو دق، أو قرع الباب:
و قد رود التعبير ب(دق) او (طرق) أو (ضرب) أو (قرع الباب) فى موارد كثيرة، و ظاهره ان الدق و القرع للباب نفسه، و هو يقتضى ان يكون مما يدق، و المسوح لا تقرع و لا تدق. و نذكر من هذه النصوص على سبيل المثال:
1- حديث مجى ء الخياط بثياب للحسن والحسين (ع) فى يوم العيد، ففتحت له الزهراء (عليهاالسلام)، حيث يقول النص: «فلما اخذ الظلام قرع الباب قارع» [ البحار: ج 43، ص 289، عن الأمالى للمفيد و مناقب آل أبى طالب: ج 3 ص 390، (ط دار الاضواء).]
2- قال سلمان: «فمضيت اليها (أى الى فاطمة) فطرقت الباب، و استأذنت، فأذنت لى.. الخ [ البحار: ج 91، ص 227، و ج 92، ص 37، و ج 43 ص 66- 68، و عن مهج الدعوات: ص 7- 9. و دلائل الامامة: ص 28.]
3- و بعد ما تصدق على (عليه السلام) بالدينار، و رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) رابط على بطنه الحجر من الجوع، جاء
هو و على «حتى قرع على فاطمة الباب، فلما نظرت.. الخ [ البحار: ج 35، ص 251.]
4- و لما بنى أميرالمؤمنين بفاطمة (عليهاالسلام) «اختلف رسول الله (ص) الى بابها اربعين صباحا كل غداة، يدق الباب، ثم يقول: السلام عليكم يا اهل بيت النبوة، و معدن الرسالة، و مختلف الملائكة. الصلاة رحمكم الله (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا).
ثم قال: يدق دقا أشد من ذلك، و يقول: انا سلم لمن سالمكم و حرب لمن حاربكم [ تفسير فرات: ج 1 ص 339 (ط مؤسسة النعمان سنة 1412 ه) و البحار: ج 35 ص 215 و 216.]
5- و فى حديث تكليم الضب لرسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم)، ان سلمان جاء الى بيت فاطمة (عليهاالسلام) بحثا عن الزادله: «فقرع الباب فأجابته من وراء الباب... الى ان قال عن النبى (ص): «فقام حتى أتى حجرة فاطمة، فقرع الباب- و كان اذا قرع الباب لا يفتح له الا فاطمة- فلما فتحت له نظر الخ..» [ البحار ج 43 ص 72، و مقتل الحسين الخوارزمى ج 1 ص 74.]
6- و فى حديث اليهود الذين جاؤا الى المدينة، فوجدوا النبى (صلى الله عليه و آله و سلم) قد مات، فالتقوا بأبى بكر، فلم يجدوا عنده ما يريدون، فأتوا منزل الزهراء (ع) «و طرقوا الباب.. الخ [ البحار: ج 41 ص 270، و الفضائل لابن شاذان: ص 130، و 131.]».
7- و فى حديث نافع مولى عائشة، قال: بينا رسول الله (ص) عند عائشة اذ جاء جاء، فدق الباب فخرجت اليه، فاذا جارية مع اناء
مغطى، فرجعت الى عائشة فأخبرتها، فقالت: ادخلها.. الى ان تقول الرواية: ثم جاء جاء فدق الباب، فخرجت اليه، فاذا على بن ابى طالب، فرجعت فأخبرته (ص) فقال: ادخليه، ففتحت له الباب، فدخل الخ.. [ كشف اليقين: ص 292، و كشف الغمة للاربلى ج 1 ص 343، عن مناقب ابن مردويه و البحار: ج 32 ص 282 ص 351، و اليقين لابن طاووس: ص 61 و 41 و 14.]
8- و فى حديث: ان معاذ بن جبل دخل المدينة ليلا، و أتى باب عائشة، فدق عليها الباب.
فقالت: من هذا الذى يطرق بنا ليلا؟
قال: انا معاذ بن جبل.
ففتحت الباب [ الثقات ج 2 ص 163.] و ذلك حين وفاة رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم).
9- و يروى انس «حديث الطير»، و يذكر فيه عبارة: «فضرب الباب» عدة مرات.. فراجع [ الاتحاف بحب الاشراف: ص 8.]
10- و فى حديث الطير يقول على (عليه السلام): «ثم انى صرت الى باب عائشة، فطرقت الباب، فقالت لى عائشة: من هذا؟ فقلت لها: انا على. فقالت: ان النبى (صلى الله عليه و آله و سلم) راقد.
فانصرفت، ثم قلت: النبى (ص) راقد و عائشة فى الدار.
فرجعت، و طرقت الباب، فقالت لى عائشة: من هذا؟ فقلت: انا على. فقالت: ان النبى على حاجة.
فانثنيت مستحييا من دقى الباب. و وجدت فى صدرى ما لا استطيع عليه صبرا. فرجعت مسرعا، فدققت الباب دقا عنيفا. فقالت لى عائشة: من هذا؟ فقلت انا على.
فسمعت رسول الله (ص) يقول لها: يا عائشة افتحى (له) الباب، ففتحت، فدخلت الخ..»
و فى بعض نصوص الحديث: «فقرع الباب قرعا خفيفا».
و فى بعضها: «فضرب الباب ضربا شديدا».
و فى بعض نصوصه عن النبى (صلى الله عليه و آله و سلم): «فمكثت مليا فمل أر أحدا يطرق الباب». و فى بعضها عن على: «فجئت فطرقت الباب... فرجعت فدققت الباب الدق الذى سمعته يا رسول الله [ راجع: الاحتجاج: ج 1 ص 470 و 471 و كشف اليقين: ص 305، و راجع: البحار: ج 38، ص 349 و 350 و 356 و 357 و الطرائف ص 72 و عن ابن المغازلى.]».
11- و فى «حديث الافك» على مارية: «فضرب على باب البستان، فأقبل اليه جريج ليفتح له الباب الخ.. [ تفسير القمى: ج 2 ص 99 و 100 و البحار: ج 22 ص 155، عنه و تفسير البرهان: ج 3 ص 126 و 127، و ج 4 ص 205، و تفسير نور الثقلين: ج 3 ص 581 و 582.]».
12- و عن سويد بن غفلة، قال: اصابت عليا شدة، فأتت