15- و فى حديث نافع مولى عائشة يروى فيه: «أنه (ص) اتى بطعام، فقال (ص): ليت أميرالمؤمنين و سيد المسلمين (كان حاضرا كى) يأكل معى. قالت عائشة؛ و من أميرالمؤمنين؟ فسكت.
ثم اعادت فسألت: فسكت.
ثم جاء جاء فدق الباب، فخرجت اليه، فاذا على بن ابى طالب، فرجعت فأخبرته. فقال ادخله. ففتحت له الباب، فدخل. فقال: مرحبا و أهلا، لقد تمنيتك الخ..» [ تقدمت المصادر لذلك تحت عنوان: ضرب أو دق أو قرع الباب، حديث رقم/ 7.]
16- و فى حديث الطير: «فدقت الباب دقا عنيفا و قالت لى عائشة: من هذا؟ فقلت انا على. فسمعت رسول الله يقول لها: يا عائشة، افتحى (له) الباب ففتحت، فدخلت» [ تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت عنوان: ضرب أو دق أو طرق أو قرع الباب.]
فلو كان الباب مجرد ستر، فقد كان بامكان النبى ان يقول لعلى: أدخل.
17- و فى حديث آخر يقول: ان اباايوب نادى: يا اماه «افتحى الباب، فقد قدم سيد البشر. فخرجت و فتحت الباب، و كانت عمياء» [ مناقب آل أبى طالب: ج 1 ص 133.]
18- عن سفينة مولى رسول الله: أن امرأة من الانصار أهدت له (ص) طيرين.. الى ان تقول الرواية:... فقال (ص): افتح له. ففتحت [ البحار: ج 38، ص 355 عن الطرائف.]
19- و فى قصة الافك على مارية، أمر النبى (ص) عليا (عليه السلام) بقتل جريج، يقول النص: «فضرب على باب البستان، فأقبل اليه جريج ليفتح له الباب، فلما رأى عليا عرف فى وجهه الشر، فرجع، و لم يفتح الباب، فوثب على على الحائط و نزل الى البستان الخ..» [ راجع عنوان: ضرب، أو طرق، أو دق، أو قرع الباب، الحديث رقم/ 8.]
و من الواضح: أنه لو كان ثمة ستر على الباب لم يحتج عليه السلام الى أن يثب على الحائط.
20- و عن عائشة، كان النبى (صلى الله عليه و آله و سلم) يصلى و الباب عليه مغلق، فجئت، فمشى حتى فتح لى، ثم رجع (راجع عنوان: غلق الباب).
21- تقدم عن جابر، عنه (ص): اغلق بابك، و اذكر اسم الله، فان الشيطان لا يفتح بابا مغلقا (راجع عنوان: غلق الباب).
22- و تقدم فى حديث زواج فاطمة: «فقالت: أم ايمن: من هذا؟ فقال: أنا رسول الله. ففتحت له الباب».
23- و تقدم حديث مجى ء النبى (ص)، و ابى بكر، و عمر الى بيت ابى الهثيم بن التيهان، و فيه: «ففتحت الباب فدخلنا الخ...» فراجع.
24- و قد رووا عن على (ع): أنه لما مات أبوبكر، قال على: «قلت: يا رسول الله، هذا ابوبكر يستأذن، فرأيت الباب قد فتح، و سمعت قائلا يقول: أدخلوا الحبيب الى حبيبه الخ...».
رواه ابن عساكر، و قال: «منكر، و ابوطاهر كذاب، و عبدالجليل مجهول الخ.. [ كنز العمال: ج 12 ص 538 و 539.]».
و قد قلنا: ان الخبر و ان كان غير صحيح، ولكنه يشير الى أن ما يتحدث عنه قد كان مما يستعمله الناس آنئذ.
25- و تقدم حديث خديجة مع النبى (ص) تحت عنوان: (أجاف الباب) و فيه عدة موارد يمكن الاستشهاد بها هنا، فلتراجع هناك.
و فيها أيضا قول على (ع): «كان النبى اذا أراد أن يفطر أمرنى أن أفتح لمن يرد الى الافطار» [ عوالم العلوم: ج 11 ص 41.]
26- فى رواية عن أنس جاء فيها: «.. فاشتملت فاطمة عليهاالسلام بعباءة قطوانية، و أقبلت حتى وقفت عليهاالسلام على باب رسول الله (ص)، ثم سلمت و قالت:
يا رسول الله، أنا فاطمة. و رسول الله (ص) ساجد يبكى، فرفع رأسه و قال: ما بال قرة عينى فاطمة حجبت عنى، افتحوا لها الباب، ففتح لها الباب، فدخلت. الخ.. [ عوالم العلوم: ج 11 ص 265 عن تنبيه الغافلين ص 22 و احقاق الحق (قسم الملحقات): ج 10 ص 182 عنه.]
27- و كان على (عليه السلام) فى بيت ام سلمة، فأتى على، فدق الباب دقا خفيفا، فعرف رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم دقه، و انكرته ام سلمة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: قومى فافتحى له الباب الخ.. [ مناقب الامام أميرالمؤمنين على بن أبى طالب (ع) للقاضى محمد بن سليمان الكوفى ج 1 ص 338.]
الباب المقفل:
قال البياضى رحمه الله: «ثم احتجوا بسكوت على و غيره على عمر. و بدفن أبى بكر فى الحجرة، و قد كانت مقفولة، ففتحت من غير فتح. و سمع فيها صوت أدخلوا الحبيب على الحبيب» [ الصراط المستقيم: ج 3 ص 113.]
فتح القفل و بقاء الباب مغلقا:
و قد صرحت بعض النصوص بفتح الباب بمعنى فتح قفله، مع بقائه مغلقا، حتى يفتحه فاتح آخر.
فقد روى عن على (عليه السلام)، أنه قال و هو يتحدث عن رسول الله (ص):
«كأنى معه الآن، و هو يقول فى بيت ام سلمة ذلك؛ فقال لها رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم): قومى فافتحى «الباب» فقالت: يا رسول الله، من هذا الذى بلغ من خطره ما أفتح له الباب، و قد نزل فينا قرآن بالأمس يقول الله عز و جل: (و اذا سألتموهن متاعا
فاسألوهن من وراء حجاب) [ سورة الاحزاب: 53.] فمن هذا الذى بلغ من خطره أن أستقبله بمحاسنى و معاصمى؟!.
فقال كهيئة المغضب: يا أم سلمة، من يطع الرسول فقد أطاع الله، قومى فافتحى الباب، فان بالباب رجلا ليس بالخرق و لا بالنزق، يحب الله و رسوله، و يحبه الله و رسوله. يا ام سلمة، انه آخذ بعضادتى الباب، ليس بفتاح الباب، و لا بداخل الدار حتى يغيب عنه الوطء ان شاءالله.
فقامت ام سلمة تمشى نحو الباب، و هى لا تثبت من فى الباب، غير انها قد حفظت النعت و الوصف، و هى تقول: بخ بخ لرجل يحب الله و رسوله، و يحبه الله و رسوله، ففتحت الباب، فأخذت بعضادتى الباب، فمل ازل قائما حتى غاب الوطء، فدخلت ام سلمة خدرها الخ.. [ راجع: البحار: ج 38 ص 121 و 122 و ج 32 ص 347 و ج 39 ص 267 و ج 43 ص 126 و تفسير البرهان: ج 3 ص 332 عن ابن بابويه و مناقب الامام أميرالمؤمنين على بن أبى طالب للقاضى محمد بن سليمان الكوفى: ج 1 ص 368.
و راجع: كشف الغمة: ج 1 ص 91، كشف اليقين: ص 260. عن كتاب ابن خالويه و مختصر تاريخ دمشق ج 18 ص 54، و مناقب الخوارزمى ص 86. 87، الفصل السابع، و فى هامشه عن: ترجمة الامام على (ع) من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودى) ج 3 ص 164 و 165، و عن فرائد السمطين: ج 1 ص 331 و عن كفاية الطالب ص 312، و احقاق الحق (قسم الملحقات) ج 4 ص 244 و 245، عن مصادر كثيرة و عن علل الشرائع ج 1 ص 54.]».
توضيح ضرورى:
و هذه الرواية قد اوضحت بما لا مجال معه للشك: أن فتح أم سلمة للباب انما هو بازالة المانع القوى، لا بمجرد ازاحة الستار، و لذا فان فتحها للباب لم يغن عليا عن فتحه ايضا حيث قال (ص) لها: ان فتحها الباب له لا يعنى أنه سيفتحه و سيراها، بل هو سوف يحتفظ به مغلقا، حتى يغيب عنه الوطء. و معنى ذلك: أن ام سلمة انما ازالت القفل عن الباب الذى بقى مغلقا الى ان غاب عنه الوطء ففتحه على عندها، و دخل الدار.
كسر الباب:
و قد تحدثت بعض النصوص عن كسر الباب او غلقه، فهى تقول:
1- سأل عمر عن قول رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) فى الفتنة التى تموج كموج البحر فقال له حذيفة: مالك و لها يا أميرالمؤمنين. ان بينك و بينها بابا مغلقا.
قال: فيكسر الباب او يفتح؟.
قال: لا، بل يكسر.
قال: ذاك أجدر ان لا يغلق.
قلنا لحذيفة: اكان عمر يعلم من الباب.
قال نعم، كما يعلم ان دون غد الليلة، انى حدثته حديثا ليس
بالأغاليط الخ.. [ سنن ابن ماجة: ج 2 ص 1306 و صحيح البخارى: ج 1 ص 67 و 164 و 212 (ط سنة 1309 ه. ق.) و دلائل النبوة للبيهقى: ج 6 ص 386.]
2- و فى حديث آخر عن رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم)؛ يصف فيه ملك الموت: «.. فيقوم بالباب، فلا يستأذن بوابا، و لا يهتك حجابا، و لا يكسر بابا الخ.. [ الاختصاص: ص 345، و البحار: ج 8 ص 207.]».
3- و سيأتى فى الفصل التالى، حين الحديث عن احراق الباب أو التهديد، قوله: «فضرب عمر الباب برجله فكسره. و كان من سعف ثم دخلوا [ تفسير العياشى: ج 2 ص 67، و تفسير البرهان: ج 2 ص 93، و بحارالانوار: ج 28 ص 227. ]».
4- و حسب نص كتاب الاختصاص: فأجافت الباب فأغلقته، فلما انتهوا الى الباب ضرب عمر الباب برجله فكسره [ الاختصاص: ص 185 و 186.] و سيأتى ذلك فى الفصل التالى ايضا.
الباب ذو المفتاح:
و قد كان لأبواب بيوت المدينة مفاتيح ايضا، و لا يمكن للستائر ان يكون لها مفاتيح. فلاحظ ما يلى:
1- روى عن دكين بن سعيد المزنى قال: اتينا النبى (صلى الله عليه و آله و سلم) فسألناه الطعام، فقال: يا عمر، اذهب فأعطهم.
فارتقى بنا الى علية، فأخذ المفتاح من حجزته، ففتح الخ.. [ سنن أبى داود: ج 4 ص 361 ح 5238. و مسند أحمد: ج 4 ص 174.]
2- و يؤيد ذلك: ما روى عن على (عليه السلام) أنه قال فى خطبة له: «قد اعدوا لكل حق باطلا، و لكل قائم مائلا، و لكل حى قاتلا، و لكل باب مفتاحا، و لكل ليل مصباحا [ نهج البلاغة: الخطبة رقم 194، و البحار: ج 69 ص 176 و 177.]».
و هو عليه السلام انما يتحدث مع الناس بما يعرفونه و يألفونه. مما كان فى عهده و قبله الى زمن رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم).
3- و يؤيد ذلك أيضا: أنه حين كلم على (ع) طلحة فى امر عثمان: انصرف على (ع) الى بيت المال، فأمر بفتحه، فلم يجدوا المفتاح، فكسر الباب، و فرق ما فيه على الناس، فانصرفوا من عند طلحة حتى بقى وحده، فسر عثمان بذلك [ تاريخ الطبرى: ج 4 ص 431، و البحار: ج 32 ص 57 عنه.]
رتاج الباب:
عن عبدالله بن الحارث: ان عليا لما قبض النبى (صلى الله عليه و آله و سلم) قام فارتج الباب.
قال: فجاء العباس معه بنو عبدالمطلب، فقاموا على الباب الخ.. [ كنز العمال: ج 7 ص 255.]
شق الباب:
و الباب الذى يكون له شق هو- عادة- ذلك الباب المصنوع من خشب او من سعف النخل، أو نحو ذلك. و قد ورد التعبير ب«شق الباب» فى بعض النصوص التى تتحدث عن زمن النبى الاعظم (صلى الله عليه و آله و سلم)، و ذلك مثل:
1- ما روى عن الامام الصادق (عليه السلام)، عن على أميرالمؤمنين صلوات الله و سلامه عليه، أنه قال: «.. بينا رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) فى بعض حجر نسائه، و بيده مدراة، فاطلع رجل من شق الباب، فقال له رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم): لو كنت قريبا منك، لفقأت بها عينك [ قرب الاسناد: ص 18، و البحار: ج 76 ص 278، و من لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 74. ]».
و عند الكلينى: «اطلع رجل على النبى من الجريد [ الكافى: ج 7 ص 292، و تهذيب الاحكام: ج 10 ص 208.]».
2- عن عائشة: لما جاء نعى جعفر و ابن رواحة جلس رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) يعرف فى وجهه الحزن، و انا أطلع من شق الباب، فأتاه رجل: فقال يا رسول الله الخ.. [ كنز العمال: ج 15 ص 732، عن ابن أبى شيبة.]
3- عن ام ايمن، قالت: حضرت ذات يوم الى منزل سيدتى و مولاتى فاطمة (ع)... فأتيت الى باب دارها و اذا أنا بالباب مغلق، فنظرت من شقوق الباب و اذ بفاطمة نائمة عند الرحى، و رأيت الرحى تطحن البر، و تدور الخ.. [ طوالع الانوار: ص 112 للسيد مهدى بن محمد الموسوى التنكابنى (ط سنة 1295 ه).]
التقام الأبواب:
و ذكر فى جملة معجزات النبى (صلى الله عليه و آله و سلم): انه (ص) قد اخبر البعض بتحول بعض الجذوع الى افاعى، و قد حصل ذلك بالفعل: «.. فلما وصلت اليهم كفت عنهم، و عدلت الى مافى الدار من حباب، و جرار، و كيزان، و صلايات، و كراسى، و خشب، و سلاليم، و ابواب، فالتقمتها، و اكلتها [ البحار: ج 17 ص 266، و تفسير الامام العسكرى: ص 412.]».
و نتوقف فى هذا الفصل عند هذا الحد، لنكمل فى الفصل التالى استعراض النصوص التى دلت على وجود باب لخصوص بيت الزهراء (عليهاالسلام) حاول البعض احراقه و كسره فالى الفصل التالى، و ما فيه من مطالب هامة و مثيرة.
خلاصات مما تقدم:
و نحن نورد هنا ثبتا بقسم من التعابير التى استخدمت فى النصوص التى عرضناها فيما سبق. و ذلك على النحو التالى:
- كان باب بيت عائشة من عرعر أو ساج.
- و بابها من جريد النخل.
- قلت: مصراعا أو مصراعين. قال: كان باب واحد.
- كان بمصراع واحد.