الابواب فى مكة قبل الفتح:
و تدل النصوص أيضا على أنه قد كان للبيوت أبواب فى مكة قبل فتحها فى السنة الثامنة للهجرة. و نختار للتدليل على ذلك النصوص التالية:
1- عن أم هانى بنت أبى طالب، قالت: لما كان يوم فتح مكة أجرت رجلين من أحمائى، فأدخلتهما بيتا، و أغلقت عليهما بابا [ مسند أحمد: ج 6 ص 343 و كنز العمال: ج 8 ص 403 عن ابن ابى شيبة، و ابن جرير.]
2- و عن النبى (ص)، انه قال فى فتح مكة: «من دخل دار أبى سفيان، فهو آمن، و من أغلق (عليه) بابه فهو آمن [ و حيث ان مصادر ذلك تكاد لا تحصى، فنحن نقتصر على نموذح منها، و هى التالية: سنن أبى داود: ج 2 ص 162، و تفسير القمى: ج 2 ص 321، و مسند أحمد: ج 2 ص 292، و الوسائل: ج 15 ص 27، و تهذيب الاحكام للشيخ الطوسى: ج 4 ص 116، و ج 6 ص 137، و الكافى: ج 5 ص 12، الخصال: ج 1 ص 276، صحيح مسلم (نشر دار احياء التراث العربى): ج 3 ص 1408، و البحار: ج 75 ص 169، و ج 21 ص 104 و 139 و 117 و 129 و 136، و مناقب آل أبى طالب: ج 1 ص 207.]
زاد فى حديث آخر قوله: «فغلق الناس أبوابهم» [ مسند أحمد: ج 2 ص 538، (ط 1401 ه دار التعارف- بيروت)، و صحيح مسلم: ج 3 ص 1406، (نشر دار احياء التراث العربى).]
3- و حين أرادت قريش قتل النبى: قال أبوطالب لعلى: «يا بنى، اذهب الى عمك أبى لهب فاستفتح عليه، فان فتح لك، فادخل، و ان لم يفتح لك فتحامل على الباب فاكسره، و ادخل عليه، و قل له، يقول لك أبى: ان امرءا عمه فى القوم ليس بذليل.
قال: فذهب أميرالمؤمنين (ع) فوجد الباب مغلقا، فاستفتح، فلم يفتح له، فتحامل على الباب فكسره، و دخل الخ [ الكافى: ج 8 ص 276 و 277، و البحار: ج 22 ص 265 و 266.]».
4- و سأل ابن الكواء عليا (ع): أين كنت حيث ذكر الله نبيه و أبابكر، (ثانى اثنين اذ هما فى الغار اذ يقول لصاحبه: لا تحزن ان الله معنا)؟
فقال أميرالمؤمنين (ع): ويلك يا ابن الكواء، كنت على فراش رسول الله (ص) و قد طرح على برده... الى أن يقول: و جعلونى فى بيت، و استوثقوا منى و من الباب بقفل.. الى أن قال: ثم سمعت صوتا آخر يقول: يا على، فاذا بالباب قد تساقط ما عليه، و فتح، فقمت و خرجت [ خصائص الائمة للسيد الرضى: ص 58 (ط سنة 1406 ه. نشر مجمع البحوث الاسلامية- مشهد- ايران)، و الخرايج و الجرايح: ج 1 ص 215 (ط سنة 1409 ه، قم) و فى هامشه عن حلية الابرار: ج 1 ص 278، و عن مدينة المعاجز: ص 76، و راجع: البحار: ج 36 ص 43 و 44 و ج 19 ص 76.]
5- و فى احتجاج أميرالمؤمنين (ع) على اليهود، ذكر (ع) لهم ان مشركى مكة قالوا للنبى (ص): «يا محمد، ننتظر بك الى الظهر، فان رجعت عن قولك، و الا قتلناك، فدخل النبى (ص) فى منزله، فأغلق عليه بابه مغتما لقولهم الخ [ البحار: ج 10 ص 36، و ج 18 ص 56، و الاحتجاج: ج 1 ص 513، و عن الخصال.]
6- و فى حديث الهجرة: «فتح رسول الله الباب و خرج» [ البحار: ج 19 ص 73، و الخرايج و الجرايح: ج 1 ص 144.]
7- قصة سواد بن قارب حينما توجه الى مكة، و قصد بيت خديجة، قال: «ثم انتهيت الى بابها، فعقلت ناقتى، ثم ضربت الباب، فأجابتنى... الى أن قال: فسمعته يقول: يا خديجة، افتحى الباب. ففتحت فدخلت. فرأيت النور فى وجهه ساطعا الخ [ البحار: ج 18 ص 98- 100 و ج 60 ص 106، و الاختصاص: ص 182.]».
8- و حين عاد النبى (ص) من الشام، حينما ذهب فى تجارة لخديجة «قرع الباب، قالت الجارية: من بالباب؟! قال: أنا محمد [ البحار: ج 16 ص 49.] ».
9- و فى حديث الحمل بفاطمة (ع) حين أمر الله تعالى نبيه باعتزال خديجة أربعين صباحا، و يكون فى بيت فاطمة بنت اسد، و انتهمت المدة، بعث اليها عمار بن ياسر يقول لها:
«لا تظنى يا خديجة، ان انقطاعى عنك.. الى أن قال: فاذا جنك الليل فاجيفى الباب.. الى أن يقول:
قالت خديجة: و كنت قد ألفت الوحدة، فكان اذا جننى الليل غطيت رأسى، و أسجفت سترى، و غلقت بابى..
الى أن تقول خديجة: اذ جاء النبى (ص) فقرع الباب، فناديت: من هذا الذى يقرع حلقة لا يقرعها الا محمد (ص).
فنادى النبى (ص) بعذوبة كلامه، و حلاوة منطقه: افتحى يا خديجة فانى محمد.
قالت خديجة: فقمت فرحة مستبشرة بالنبى (ص)، و فتحت الباب [ البحار: ج 16 ص 78 و 79 و عوالم العلوم: ج 11 ص 41.] الخ...
10- و فى حديث اسلام عمر، و ذهابه الى بيت أخته يقول: ذهبت «مغضبا حتى قرعت الباب... فلما قرعت الباب قيل: من هذا؟ الى ان قال: فلما فتحت لى أختى الباب قلت: يا عدوة نفسها...». ثم يستمر فى كلامه، الذى يحوى تعابير كثيرة من هذا القبيل [ راجع كنز العمال: ج 12 ص 547/ 553 و 558.]
باب الكعبة:
و لا ريب فى أنه قد كان للكعبة أعزها الله باب يفتح و يغلق، و يدل على ذلك:
1- ما ذكر عن ولادة على (ع) فى الكعبة، اذ بعد أن دخلت أمه اليها من شق الحائط الذى ظهر لها، قالوا: «فرمنا أن نفتح الباب لتصل اليها بعض نسائنا، فلم ينفتح الباب الخ» [ البحار: ج 35 ص 36، و الامالى للشيخ الطوسى: ج 2 ص 318.]
2- و فى فتح مكة أرسل الى عثمان بن طلحة، فجاء بالمفتاح، ففتح الباب. قال: ثم دخل النبى (ص)، و بلال (و أسامة بن زيد، و عثمان بن طلحة، و أمر بالباب فأغلق، فلبثوا فيه مليا، ثم فتح الباب) [ صحيح مسلم (ط دار احياء التراث العربى سنة 1414 ه)، ج 2 ص 966 و 997، و صحيح البخارى: (ط دار احياء التراث العربى) ج 1 ص 126، و مسند أحمد: ج 2 ص 33.]
و فى نص آخر يذكر دخول النبى (ص) و جماعه الى الكعبة،
ثم يقول: «فأغلقوا عليهم، فلما فتحها» [ سنن النسائى: ج 2 ص 33 و 34، و مسند أحمد: ج 6 ص 15 و ج 2 ص 33 و 120، و صحيح مسلم: ج 2 ص 967 (ط دار احياء التراث العربى سنة 1412 ه).]
3- و يفصل نص آخر ذلك فيقول: «لما دخل النبى (ص) مكة يوم الفتح غلق عثمان بن أبى طلحة باب البيت، و صعد الى السطح، فطلب النبى (ص) المفتاح منه فقال: لو علمت انه رسول الله لم أمنعه».
فصعد على بن أبى طالب السطح، و لوى يده، و أخذ المفتاح منه، و فتح الباب، فدخل النبى (ص) البيت، فصلى فيه ركعتين، فلما خرج طلب العباس أن يعطيه المفتاح فنزل: (ان الله يأمركم أن تؤدوا الامانات الى أهلها) [ البحار: ج 21 ص 116 و 117، و مناقب آل أبى طالب: ج 2 ص 143.]
فأمر النبى (ص) أن يرد المفتاح الى عثمان [ أسباب النزول: ص 130 (ط دار الكتاب العربى سنة 1410 ه)، و البحار: ج 21 ص 116 و 117، عنه و عن الماقب: تفسير الثعلبى: و القشيرى، و القزوينى، و معانى الزجاج، و مسند الموصلى.]
و فى حديث آخر: انه (ص) قال: «عند من المفتاح؟ قالوا عند أم شيبة، فقال اذهب الى امك فقل لها: ترسل بالمفتاح...
الى أن قال: فوضعته فى يد الغلام، فأخذه و دعا عمر، فقال: هذا تأويل رؤياى، ثم قال: ففتحه و ستره، فمن يومئذ يستر.
ثم عا الغلام فبسط رداءه، و جعل فيه المفتاح، و قال: رده الى
أمك الخ.. [ مناقب آل أبى طالب: ج 1 ص 209.]
4- و قد كان لباب الكعبة حلقة أيضا، فروى ان النبى (ص) لما خرج من الكعبة أخذ بحلقة الباب، ثم قال الخ [ البحار: ج 67، ص 287 و مشكاة الانوار: ص 59.]
5- و عن أسامة بن زيد انه دخل هو و رسول الله (ص) بالبيت، فأمر بلالا فأجاف الباب، و البيت اذ ذاك على ستة أعمدة الخ [ كنز العمال: ج 5 ص 299، عن أحمد، و النسائى و الرويانى.]
خلاصات مما تقدم:
اذن، فقد نهى النبى (ص) أهل مكة عن اتخاذ الابواب لبيوتهم، و علم الناس بما طلبه منهم النبى، حتى جاء زمن معاوية، فكان أول من خالف النهى.
و الظاهر: انه (ص) قد نهى عن ذلك بعد فتح مكة، فى أواخر حياته أما قبل ذلك، فقد كان لبيوت مكة أبواب.
و يدل على ذلك تعبيراتهم التالية:
- فأدخلتهما بيتا، و أغلقت عليهما بابا.
- استوثقوا منى و من الباب بقفل.
- فاذا الباب قد تساقط ما عليه (أى سقط القفل).
- و فتح.
- فأغلق عليه الباب.
- و فتح رسول الله الباب و خرج.
- ثم ضربت الباب.
- افتحى الباب ففتحت.
- قرع الباب.
- استفتح عليه، فان فتح لك فادخل.
- اذا لم يفتح فتحامل على الباب فاكسره و ادخل.
- وجد الباب مغلقا فاستفتح فلم يفتح له، فتحامل على الباب فكسره.
- أجيفى الباب.
- من أغلق عليه بابه فهو آمن.
- و غلقت بابى.
- قرع الباب.
- يقرع حلقة لا يقرعها الا محمد.
- افتحى يا خديجة.
- فتحت الباب.
هذا و قد كان للكعبة باب له مفتاح، و يدل على ذلك التعابير
التالية:
- فرمنا أن نفتح الباب لتصل اليها بعض نسائنا، فلم ينفتح الباب.
- فأغلقوا عليهم، فلما فتحها.
- فجاء بالمفتح ففتح الباب.
- و أمر بالباب، فأغلق.
- ثم فتح الباب.
- غلق عثمان بن أبى طلحة باب البيت.
- فطلب النبى (ص) المفتاح منه، و فتح الباب.
- لوى يده و أخذ المفتاح منه و فتح الباب.
- طلب العباس أن يعطيه المفتاح.
- أمر النبى (ص) أن يرد المفتاح الى عثمان.
- فأخذ بحلقة الباب.
ملحق (مسرد عام لمصادر بعض العنادين المهمة)
هذا الفصل:
1- اننا نريد فى هذا الفصل أن نقدم مسردا عاما لمصادر بعض العناوين، التى قد يزعم البعض عدم عثوره عليها فى المصادر المعتبرة، و قد يجعل من عدم تتبعه للمصادر، ذريعة للتشكيك فى الحدث نفسه من الاساس.
2- و هذا المسرد العام الذى نقدمه فى نهاية هذه الجولة، لا يعنى الاستقصاء و الاستيعاب، و انما هو قدر ضئيل جدا، لا مجال لأن يقاس بجميع ما يمكن الرجوع اليه، و الاستفادة منه فى هذا المجال.
و الدليل على ذلك: أننا لو أردنا الاستفادة من كل ما توفر فى مكتبتنا الخاصة فقط، فلربما يتضاعف العدد الى أكثر من ذلك بكثير، فكيف لو أريد الرجوع الى المكتبات الكبيرة الاخرى العامة، و المتنوعة؟! و كذلك الخاصة أيضا.
3- قد راعينا فى المصادر المذكورة أن تكون متنوعة الى درجة كبيرة، فلم نعتمد فقط على الكتب الاربعة، المعتمدة لدى علمائنا و فقهائنا، و على المجاميع الحديثية الكبرى كالوسائل و البحار، بل تجد هذه الاحداث و الامور مذكورة فى كتب و مؤلفات علمائنا و غيرهم على