و قال: «طلب هو و عمر احراق بيت أميرالمؤمنين (ع) لما امتنع هو و جماعه من البيعة. ذكره الواقدى فى روايته، و الطبرى فى تاريخه، و نحوه ذكر ابن عبد ربه» [ الصراط المستقيم: ج 2 ص 301.]
الغروى و الهروى.
و قال الفقيه المتكلم، محمد بن على ابن أبى جمهور الاحسائى فى مناظرته مع الفاضل الهروى، و التى جرت سنة 878 ه. و هى مناظرة مشهورة بين الطائفة [ راجع: الذريعة: ج 22 ص 285 و 286. و روضات الجنات: ج 7 ص 27، و لؤلؤ البحرين: ص 166.]
«و أراد احراق بيت فاطمة لما امتنع على، و بعض بنى هاشم من البيعة، و ضغطها بالباب حتى أجهضت جنينا.
و ضربها قنفذ بالسيف عن أمره حتى انها ماتت، و ألم السياط و ثرها بجنبها، و غير ذلك من الاشياء المنكرة.
فقال: ان ذلك من رواياتكم و طرقكم، فلا يقوم بها حجة على غيركم.
فقلت: أما الارث... الى أن قال:
و أما حديث الاحراق، و الضرب، و اجهاض الجنين، فبعضه مروى عنكم، و هو العزم على الاحراق، رواه الطبرى، و الواقدى، و ابن قتيبة» [ مناظرة الغروى و الهروى: ص 47 و 48 ط سنة 1397 ه.]
المحقق الكركى (ت 940 ه).
و قال المحقق الكركى: «و الطلب الى البيعة بالاهانة و التهديد بتحريق البيت، و جمع الحطب عند الباب، و اسقاط فاطمة محسنا، و لذا ذكروا- كما رواه أصحابنا- اغراء للباقين بالظلم لهم و الانتقام منهم [ نفحات اللاهوت: ص 130.]
و قال: «فضلا عن الزامهم له (ع) بها، و التشديد عليه، و التهديد بتحريق البيت، و جمع الحطب عند الباب، كما رواه المحدثون و المؤرخون، مثل الواقدى و غيره» [ المصدر السابق: ص 65.]
و قال ايضا: «انه قد روى نقلة الاخبار، و مدونوا التواريخ، و من تصفح كتب السير علم صحة ذلك: ان عمر لما بايع صاحبه، و تخلف على (ع) عن البيعة جاء الى بيت فاطمة (ع) لطلب على الى البيعة، و تكلم بكلمات غليظة، و أمر بالحطب ليحرق البيت على من فيه، و قد كان فيه أميرالمؤمنين (ع) و زوجته و أبناؤه و ممن انحاز اليهم الزبير، و جماعه من بنى هاشم» [ المصدر السابق: ص 78.]
و قال: «و لو ان رسول الله أوصى لهما بالامر، و نص عليهما بالامامة لما جاز لهما عقوبة الممتنع من البيعة بالتحريق، و كان من أدانى القوم و أصاغرهم، فكيف و هما انما يدعيان الخلافة الخ..» [ المصدر السابق.]
ابن مخدوم (ت 976 ه).
و قال العالم الخبير أبوالفتح ابن مخدوم العربشاهى فى شرحه للباب الحادى عشر فى مقام الايراد على خلافة أبى بكر:
«.. و أيضا بعث الى بيت أميرالمؤمنين (ع) لما امتنع عن البيعة، فأضرم فيه النار، و فيه سيدة نساءالعالمين» [ مفتاح الباب: ص 199، تحقيق الدكتور مهدى محقق.]
الشهيد القاضى التسترى (ت 1019 ه).
و بعد أن ذكر الشهيد السعيد و المتكلم النحرير القاضى نور الله التسترى بعض النصوص الدالة على سقوط الجنين. و ارادة احراق بيت الزهراء، و غير ذلك: قال: «.. و ما ظنك بأمر يدفع فيه صدور المهاجرين، و تكسر سيوفهم، و تشهر فيه السيوف على رؤوس المسلمين، و يقصد احراق بيوت ساداتهم الى غير ذلك.
و كيف لا يكون ذلك اكراها، لو لا عمى الافئدة، فانها لا تعمى الابصار، و لكن تعمى القلوب التى فى الصدور الخ..» [ احقاق الحق: ج 2 ص 374.]
ابن سعد الجزائرى (ت 1021 ه).
و قال المحقق الجليل الشيخ عبدالنبى بن سعد الجزائرى رحمه الله و هو من اجلاء علماء عصره.
«و منها: انه بعث الى بيت أميرالمؤمنين عليه السلام لما امتنع من البيعة، و أمر أن تضرم فيه النار، و كشفوه. و فيه فاطمة، و جماعة من بنى هاشم، و أخرجوا عليا. و ضربوا فاطمة (عليهاالسلام)، فألقت جنينا» [ الامامة: ص 81. (مخطوط) توجد نسخة مصورة عنه فى مكتبة المركز الاسلامى للدراسات.]
الى ان قال: «كيف و انما خرج كرها، بعد طول المجادلة، و كثرة الاحتجاج، و المناشدة، و صعوبة التهديد و المجالدة. و اضرام النار فى الدار، و ضرب المعصومة بنت المختار، و ازعاج السادة الاطهار» [ المصدر السابق.]
الحر العاملى (ت 1104 ه).
و قال المحدث الجليل، و الفقيه المتكلم، صاحب الموسوعة الحديثية الرائدة، «وسائل الشيعة»، و هو يتحدث عن أبى بكر، و عما ينفى أهليته للخلافة:
«و منها: انه طلب هو و عمر احراق بيت أميرالمؤمنين لما امتنع هو و جماعه عن البيعة.
ذكره الواقدى فى روايته، و الطبرى فى تاريخه، و نحوه ذكر ابن عبد ربه. و هو من أعيانهم و كذا مصنف كتاب أنفاس الجواهر الخ..» [ اثبات الداة: ج 2 ص 368.]
و له كلمات متنوعة و متفرقة عديدة فى مقام الاحتجاج و الاستدلال لا نجد ضرورة لنقلها فمن أرادها فليراجعها [ راجع: اثبات الهداة: ص 334 و 361 و 376 و 377.]
العلامة المجلسى (ت 1110 ه).
و قال العلامة المتبحر شيخ الاسلام المولى الشيخ محمد باقر (المجلسى الثانى ) فى مقام الايراد على خلافة عمر بن الخطاب:
«.. الطعن السابع عشر: انه هم باحراق بيت فاطمة (عليهاالسلام) و كان فيه أميرالمؤمنين، و فاطمة، والحسنان. و هددهم، و آذاهم» [ البحار: ج 31 ص 59.]
و قال المجلسى أيضا:
«.. اذ تبين بالمتفق عليه من أخبارهم و أخبارنا: ان عمر هم باحراق بيت فاطمة (ع) بأمر ابى بكر، أو برضاه، و قد كان فيه أميرالمؤمنين، و فاطمة، والحسنان صلوات الله عليهم و هددهم و آذاهم.
مع ان رفعة شأنهم عند الله، و عند رسول الله مما لا ينكره الا من خرج عن الاسلام» [ البحار: ج 28 ص 408 و 409.]
أبوالحسن الفتونى (ت 1138 ه).
قال الشريف أبوالحسن الفتونى، و هو من أعاظم علماء عصره [ مرآة الانوار (المطبوع كمقدمة لتفسير البرهان للسيد هاشم البحرانى)، و لؤلؤة البحرين: ص 107.]:
«فالآن نشرع فى بيان نبذ مما جرى عليها بعد رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و التعدى و التفريط، بحيث أجهرت بالشكوى، و أظهرت الوجد و الغضب على المعتدين عليها، حتى انها أوصت بمنعهم عن حضور جنازتها، اذ لا يخفى حينئذ على كل منصف، متذكر لما ذكرناه فى شأنها: ان صدور مثل هذا عنهم قدح صريح فيهم، حيث لم يبالوا- أولا- بما ورد فى حقها، و لم يخافوا- ثانيا- من غضب الله و رسوله».
ثم يستمر فى الاستدلال.. ثم يذكر رواية عن بكاء النبى (ص) حين حضرته الوفاة، فسئل عن ذلك، فقال: أبكى لذريتى، و ما يصنع بهم شرار أمتى من بعدى، و كأنى بفاطمة و قد ظلمت من بعدى، و هى تنادى: يا أبتاه، يا بتاه، فلا يعينها أحد من أمتى.
ثم يقول:
«هذا الكلام من النبى (ص) اشارة الى ما سيأتى فى المقالة الرابعة، من المقصد الثانى، مفصلا صريحا، من بيان هجوم عمر و جماعد معه، بأمر أبى بكر على بيت فاطمة، لاخراج على و الزبير منه للبيعة. و كذا الى منعها عن فدك، و الخمس، و بقية ارثها من
أبيها (ص).
و لا بأس ان ذكرنا مجملا من ذلك ها هنا:
نقل جماعة سيأتى فى الموضع المذكور ذكر أساميهم، و الكتب التى نقلوا فيها، منهم الطبرى، و الجوهرى، و القتيبى، و السيوطى، و ابن عبد ربه، و الواقدى، و غيرهم خلق كثير:
ان عمر بن الخطاب و جماعة معه، منهم خالد بن الوليد، أتوا بأمر أبى بكر الى بيت فاطمة، و فيه على و الزبير، و غيرهما، فدقوا الباب، و نادهم عمر، فأبوا ان يخرجوا.
فلما سمعت فاطمة أصواتهم نادت بأعلى صوتها باكية: يا أبتاه، يا رسول الله، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب، و ابن أبى قحافة.
و فى رواية القتيبى، و جمع غيره:
أنهم لما أبوا أن يخرجوا دعا عمر بالحطب، و قال: و الذى نفس عمر بيده، لتخرجن، أو لأحرقنها عليكم على ما فيها.
فقيل له: ان فيها فاطمة؟!
فقال: و ان...
و فى رواية ابن عبد ربه: ان فاطمة قالت له: يا ابن الخطاب، أجئتنا لتحرق دارنا؟ قال: نعم.
و فى رواية زيد بن أسلم: انها قالت: تحرق على، و على ولدى؟
قال: اى و الله، أو ليخرجن، و ليبايعن.
ثم ان القوم الذين كانوا مع عمر لما سمعوا صوتها و بكاءها
انصرف أكثرهم باكين، و بقى عمر وقوم معه، فأخرجوا عليا.
حتى فى رواية أكثرهم: ان عمر دخل البيت و أخرج الزبير، ثم عليا.
و اجتمع الناس ينظرون، و صرخت فاطمة و ولولت، حتى خرجت الى باب حجرتها، و قالت: ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت نبيكم.
و قد ذكر الشهرستانى فى كتاب الملل و النحل: ان النظام نقل: ان عمر ضرب بطن فاطمة ذلك اليوم، حتى ألقت المحسن من بطنها، و كان يصيح: أحرقوها بمن فيها.
و فى روايات أهل البيت (عليهم السلام): ان عمر دفع باب البيت ليدخل، و كانت فاطمة وراء الباب، فأصابت بطنها، فأسقطت من ذلك جنينها المسمى بالمحسن. و ماتت بذلك الوجع.
و فى بعض رواياته: انه ضربها بالسوط على ظهرها.
و فى رواية: أن قنفذ ضربها بأمره».
ثم يذكر رحمه الله خلاصة عما جاء فى كتاب سليم بن قيس، و يذكر أيضا قول الامام الحسن للمغيرة بن شعبة.
ثم يقول:
«و كفى ما ذكروه فى ثبوت دخول بيتها، الذى هو من بيوت النبى (ص) بغير اذنها، و فى تحقق الاذى، لا سيما مع التهديد بالاحراق، حتى ان فى الاستيعاب، و كتاب الغرر و غيرهما، عن زيد
بن أسلم، انه قال: كنت ممن حمل الحطب مع عمر الى دار فاطمة.
و سيأتى بعض الاخبار فى المقالة الرابعة من المقصد الثانى [ ضياء العالمين (مخطوط): ج 2 ق 3 ص 60- 64.]
و قال رحمه الله أيضا:
«ثبوت أذية الرجلين لفاطمة غاية الأذى يوم مطالبة على بالبيعة، حتى الهجوم على بيتها، و دخوله بغير اذن، بل ضربها، و جمع الحطب لاحراقه، و كذا أذيتها فى أخذ فدك منها، و منع ارثها، و قطع الخمس، و نحو ذلك، و وقوع المنازعة بينها و بين من آذاها، و تحقق غضبها، و سخطها على من عاندها، الى أن ماتت على ذلك، فمما لا شك فيه عندنا معشر الامامية، بحسب ما ثبت و تواتر من أخبار ذريتها الائمة الاطهار، و الصحابة الاخيار كما هو مسطور فى كتبهم، بل باعتراف جماعة من غيرهم أيضا كما سيأتى بعض ذلك، سوى ما مر من أخبار مخالفيهم.
و أما المخالفون، فأمرهم عجيب غريب فى هذا البا، لان عامة قدماء محدثيهم سطروا فى كتبهم جميع ما نقلناه عنهم، و أكثروا طرحها؟ (كذا). بل أكثرها موجودة فى كتبهم المعتبرة، بل صحاحهم المعتمدة عندهم، لا سيما الصحيحين، اللذين هما عندهم تاليا كتاب الله فى الاعتماد، كما صرحوا به.
و قد عرفت، ما فيها من الدلالة صريحا، حتى على صريح طردها، و منعها عن ميراثها، و فدكها، و خمسها، و دوام سخطها لذلك الى موتها.
مع موافقة مضمونها لما هو معلوم بين من دفنها سرا، و اخفاء
قبرها، بحيث انهم الى آلان مختلفون فى موضعه...».
الى أن قال رحمه الله و هو يتحدث عن بعضهم الذى لم يمكنه انكار أصل القضية:
«أسقط من بعض ما نقله ما كان صريحا فى دوام غضبها. بل موه فى النقل بذكر ما يشعر بعدم الغضب، غفلة منه عن أن مثل هذا لا ينفع فى مقابل تلك المعارضات القوية كثرة، و سندا، و دلالة.. الخ» [ ضياء العالمين (مخطوط): ج 2 ق 3 ص 96 و 97.]
و قال رحمه الله:
«.. ان الذى يظهر من روايات القوم، التى نقلناها من كتبهم، موافقة لما روى عن ذريتها الئمة و غيرهم هو أن أسباب الأذية لم تكن شيئا واحدا. بل كانت متعددة، تواترت منهم عليها من حين وفاة أبيها (صلى الله عليه و آله) الى أن توفيت هى: من الهجوم على بابها، بل على داخل بيتها بغير اذنها، و سائر ما ذكرناه، حتى لو فرضنا انه لم يصدر منهم غير محض اظهار الاهانة يوم مطالبة على للبيعة الخ..» [ ضياء العالمين (مخطوط): ج 2 ق 3 ص 107 و 108.]
الخواجوئى المازندرانى (ت 1173 ه).
و قال الفاضل المحقق الخواجوئى المازندرانى فى رسالته «طريق الارشاد»، و هو من أكابر علماء الامامية فى عصره:
«و أما ايذاؤهم فاطمة (عليهاالسلام)، فمشهور، و فى كتب