التحصين لاسرار ما زاد من أخبار كتاب اليقين تأليف الورع التقي السيد رضي الدين علي بن الطاووس الحلي 589 - 664 ه ق مؤسسة الثقلين لاحياء التراث الاسلامي مؤسسة دار الكتاب (الجزائري) للطباعة والنشر شارع ارم - قم - ايران تليفون 24568 تحقيق: الانصاري بسم الله الرحمن الرحيم مؤسسة الثقلين لاحياء التراث الاسلامي كافة الحقوق محفوظة ومسجلة اسم الكتاب: التحصين المؤلف: السيد رضي الدين علي بن الطاووس المحقق: الانصاري الناشر: مؤسسة دار الكتاب (الجزائري) تاريخ النشر: الاولى ربيع الثاني 1413 ه. ق العدد: 2000 نسخه المطبعة: نمونه مؤسسة دار الكتاب للطباعة والنشر شارع ارم - قم - ايران تليفون 24568
[ 2]
التحصين لاسرار ما زاد من اخبار كتاب اليقين
[ 3]
بسم الله الرحمن الرحيم وصلاته على سيد المرسلين محمد النبي وآله الطاهرين يقول علي بن بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الفاطمي: أحمد الله جل جلاله الذي أدهش جلاله لسان حال الناطقين وأفحم إفضاله بيان مقاله الحامدين وأذهل اقباله قوة المكاشفين وزلزل وصاله اقدام العارفين. واشهد ان لا اله هو شهاده أشرقت بها سرائر العقل المكين وأضائت لها نواظر قلوب أهل اليقين. وأشهد ان جدى محمدا صوات الله عليه وآله، الذي سقاه منها بكاسات المحبه له والعنايه حتى يصل بها على الاولين والآخرين واجلسه بشرف محلها على ارائك ممالك نهايات مسالك الدنيا والدين وخلع عليه خلع السبق للعالمين ورتبه في أعلى مراتب المخلصين وحماه ووقاه أن تقدم على كماله نقض أو نقص أو وهن أو وهم ينقله ويذهله عن أسمى وأسنى درجات السابقين. وأشهد أن نوابه في مثل هذه المراتب التي يقصر وصفها منطق العلماء الراسخين يجب ان يكونوا ممن سقى تلك الكاسات شرابا طهورا،
[ 4]
ووقاهم من يوم كان شره مستطيرا وشهد لهم حيث كلفوا وشرفوا بان قال جل جلاله: (وكان سعيكم مشكورا) (1). وبعد، فإن الله جل جلاله احاط بعلمه السابق بحال عبده، سائر به جل جلاله في مضائق مخافات ظلمات التكوين والتراب والطين والماء المهين وعقبات العلقه والمضغه والجنين، وتنقلات المولود والرضيع والطفل المحجوب عن المعرفة بشئ من اسرار المنشئ، والمسير في هذه الطرائق الكثيره العوائق. فرحمني وبعث الى من مشكاه انواره ما احتمله حالي من الاطلاع على اسراره. فرايت من جلاله اقتداره وهول تصرفه في تدبيرى بيد اختياره وامدادى لما احتاج إليه من مناره (2) واسعادي كما نبه لي (3) من حوادث الدهر واخطاره ما جعلني اسيرا في قبضته وفقيرا إلى دوام رحمته وذليلا في مقدس حضرة عزته وحقيرا بين يدى جلالته وكالمجبر المقهور على طاعته فتلاقى رمقي بتشريفى بمعرفته وامسك حياتي أن تزول بهيبته لما أنسها من مشافهته حتى صرت حيا لعوارفه وعواطفه وميتا بتهديده ومخاوفه ومتالفه. فيا عجبا من جمعه بين الاضداد وصفى بالبقاء ووصفي بالفناء والنفاد. وكان جمله عوارفه إرشادى الى من يدعوني إليه وانجادى لمن يدلني عليه وإمدادى لما يقوينى على سلامتي بين يديه والظفر بسعادتي يوم القدوم عليه. وكان من جمله ثمرات عواطفه أن جنح بين يدى إلهامى بتعظيم العزيزين عليه والدعاة إليه وذكر آياتهم ونشر معجزاتهم وسطر كراماتهم الدالة جل جلاله وعلى علو مقاماتهم فصنفت فيها. وما رجوت أن أكون فيه أولا في البرهان والبيان ومتاخرا في الزمان والمكان
[ 5]
* (فصل) * وكان من أواخر ما صنفته - وقد تجاوز عمرى عن السبعين ومفارقتي للدنيا الداثره ومجاوزتي لسعادتي في الآخره كتاب " الانوار الباهره في إنتصار العترة الطاهرة بالحجج القاهرة " (4) وكتاب " اليقين في إختصاص مولانا على عليه السلام بامرة المؤمنين ". وسبق هذا الكتاب في منهاجه من لم يدركه الماضين وعلا في معراجه على من عجز عن مثله المصنفين والحافظين وتحدى بلسان حاله تحديا أقر له من تحداه (5) بالتصديق في دعواه وشهد له أيضا من لم يتخذ بمقتضاه: أنه إنفرد بالتوفيق والتحقيق فيما حواه. * (فصل) * وكان قد ضمنته ثلاثمائة حديث وتسعة أحاديث في تسمية مولانا على صلوات الله عليه " أمير المؤمنين " ما يقوم به الحجه لرب العالمين وسيد المرسلين في ولايته عليه السلام وخلافته على كل من بعث إليه خاتم النبيين من الخلائق اجمعين. * (فصل) * وذكرت فيه أحدا وخمسين حديثا في تسميته عليه السلام " إمام المتقين " وما يفهم منه الخلافه على المسلمين وأحدا وأربعين حديثا [ في ] (6) تسميته " يعسوب المؤمنين ". والمفهوم من الجميع المقرين والجاحدين: ثبوت رياسته وإمامته بعد محمد صلوات الله عليه على الاقربين والابعدين والحاضرين والغائبين.
[ 6]
* (فصل) * وكنت قد وجدت نحو خمسين حديثا في معاني أبواب كتاب اليقين مصنفها غير من ذكرناه إذ طرقها غير ما تضمنه ما رويناه فيه عن المخالفين أو الموافقين. وأشفقت ان تضيع باهمالها وانه لا يظفر غيرنا بحالها وان اكون يوم القيامة مطالبا بجمع شتاتها ونفع مهماتها. * (فصل) * واقتضت الاستخارة: اننى أفردها وما عساه فات في كتاب واصف لما أستر من اسرارها وكاشف لانوارها وان اجلو على أهل الجهالة وجوه جمالها وادعو الى أهل بيت الرساله بلسان حالها * (فصل) * وان يكون زياده في الحجج البالغه والآيات القاطعة الدامغة وقد سميته: " كتاب التحصين لاسرار ما زاد من أخبار اليقين ". وهذا حين الابتداء في ابواب هذا الكتاب.
[ 7]
القسم الاول من كتاب التحصين: الاحاديث المتضمنة لتسميته عليه السلام بامير المؤمنين
[ 8]
الباب - 1 فيما نذكره من قول رسول الله صلى الله عليه وآله أن عليا أمير المؤمنين بولاية الله عز وجل عقدها له فوق عرشه واشهد على ذلك ملائكته. رأينا ذلك في كتاب " نور الهدى والمنجى من الردى " تأليف الحسن بن أبي طاهر أحمد بن محمد بن الجاوابى (1) وعليه خط الشيخ السعيد الحافظ محمد بن محمد المعروف بابن الكمال بن هارون (2) وانهما قد اتفقا على تحقيق ما فيه وتصديق معانيه. فقال ما هذا لفظه: جعفر بن محمد بن مسرور قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن ابن أبي عمير عن حمزة بن حمران عن عن أبي حمزة عن على بن الحسين عن أبيه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أنه جاء إليه رجل فقال له: يا أبا الحسن انك تدعى أمير المؤمنين فمن امرك عليهم ؟ قال: الله عز وجل أمرني عليهم. فجاء الرجل الى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله أتصدق عليا فيما يقول: " إن الله امره خلقه " ؟ فغضب النبي صلى الله عليه وآله ثم قال: إن عليا المؤمنين بولاية الله عز وجل عقدها له فوق عرشه واشهد على ذلك ملائكته ان عليا
[ 9]
خليفة الله وحجة الله وإنه إمام المسلمين طاعته مقرونه بطاعته ومعصيته مقرونه بمعصيته. فمن جهله فقد جهلني ومن عرفه عرفني ومن انكر إمامته فقد انكر نبوتى ومن جحد إمرته فقد جحد رسالتي ومن دفع فضله فقد نقضني ومن قاتله فقد قاتلني ومن سبه فقد سبنى لانه خلق من طينتي وهو زوج فاطمة ابنتى وأبو ولدى الحسن ووتسعة من ولد الحسين حجج الله على خلقه. أعداؤنا أعداء الله وأولياؤنا اولياء الله (3).
[ 10
الباب - 2 فيما نذكره من أمر النبي (ص) تسعه رهط من الصحابة بالتسليم على على بامرة المؤمنين بامر رب العالمين. نذكره من كتاب " نور الهدى والمنجى من الردى الذي قدمنا الاشارة إليه وقد كنا ذكرنا في كتاب اليقين (1) أسناد بعض هذا الحديث بطريق معتمد عليه ووجدناه هيهنا محذوف الاسناد فنذكره بلفظه فقال: بحذف الاسناد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله بعث جبرئيل إلى أن يشهد لعلى بالولاية في حياته ويسميه " أمير المؤمنين ". فدعا النبي (ص) تسعه رهط. فقال: إنما دعوتكم لتكونوا شهداء في الأرض اقمتم أم كتمتم. وكانوا: حبتر وزفر (2) وسلمان وأبو الذر والمقداد وعمار وحذيفة و عبد الله بن مسعود وبريدة الاسلمي وكان اصغر القوم. فقال (ص) للاول: قم فسلم على بامرة المؤمنين. فقال: من الله ورسوله ؟ فقال: نعم ثم قال للاخر: قم فسلم فقال مثل قول صاحبه وأمر الباقين بالسلام، فلم يقل أحد منهم كمقالهما فانزل الله تعالى: (واوفوا بعهد الله إذا عاهدتم) الى قوله تعالى (وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله) وخرجا ويد كل واحد منهما في يد صاحبه وهما يقولان والله لا يسلم له
[ 11
شيئا مما قال ابدا (4) قال: فسمعها غلام حدث السن من الانصار (5) فقال لهما: ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله فقلتم (لا يسلم) ؟ قالا: ما أنت وذاك، امض عملك ! قال: والله ما ناصحت الله ورسوله ان مضيت. قالا: اذن والله نحلف لرسول الله (ص) فيصدقنا ويكذبك. قال: والله انى ما ابرح حتى يخرج رسول الله (ص) أو يؤذن لي عليه. فاستاذن ودخل فقال: يا رسول الله، بابى وامى، ان فلانا وفلانا خرجا وهما يقولان: والله ما يسلم له قال ابدا فقال (ص) فعلا ورب الكعبه. وقد اخبرني الله بما قالا وبما هما قائلان. على بهما. فجئ بهما فقال: ما قلتما آنفا ؟ فقالا: والذي لا اله إلا هو ما قلنا شيئا ! قال والله هو اصدق منكما وقد اخبرني الله بمقالتكما وانزل على كتابا: (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا...) الى آخر الايه (6). قال: وكان من رسول الله صلى الله عليه وآله ما كان وولى (7)، وكان بريده غائبا، فلما قدم قال: أنسيت ام تناسيت ام جهلت ام تجاهلت ؟ أوما سلمنا بامره المؤمنين وكنت اصغر القوم سنا ؟ قال: بلى ولكن غبت وحضرنا والامر يحدث بعده للامه ولم يكن ليجمع الله الملك النبوه والخلافه (8) لاهل البيت.
[ 12
* (الباب - 3) فيما نذكره من قول النبي (ص) لعلى (ع) أنت أمير المؤمنين وامام المتقين على أنت سيد الوصيين ووارث علم النبيين وخير الصديقين وافضل السابقين نذكره من كتاب (نور الهدى والمنجى من الردى) الذي قدمنا ذكره فقال ما هذا لفظه: نوح بن أحمد بن الحسين عن إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين قال: حدثني جدى عن يحيى بن عبد الحميد قال: حدثني ميسره بن الربيع عن سليمان الاعمش عن جعفر بن محمد عن أبيه عن على بن الحسين عن أبيه عليه السلام قال: حدثني أبي أمير المؤمنين على (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي أنت أمير المؤمنين وامام المتقين يا على أنت سيد الوصيين ووارث علم النبيين وخير الصديقين وافضل السابقين يا على أنت مولى المؤمنين والحجه بعدى على الناس اجمعين استوجب من والاك واستحق دخول النار من عاداك. يا علي والذي بعثنى بالنبوة واصطفانى على جميع البريه لو ان عبدا عبد الله الف عام ما قبل الله منه إلا بولايتك وولايه الائمه من ولدك وان ولايتك لا يقبل إلا بالبرائه من اعدائك واعداء الائمه من ولدك بذلك اخبرني جبرئيل فمن شاء فليؤمن وشاء فليكفر (1)
[ 13
الباب - 4 فيما نذكره من تسمية جبرئيل لعلى (ع) بامير المؤمنين نذكره من كتاب (نور الهدى والمنجى من الردى) الذي وصفناه فقال ما هذا لفظه: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن ايوب عن على بن محمد بن عيينه عن بكر بن أحمد وحدثنا أحمد بن محمد الجراح قال: حدثنا أحمد بن الفضل الاهوازي قال: حدثنا بكر بن أحمد بن محمد عن على عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه عن محمد بن على عن فاطمه بنت الحسين عن ابيها وعمها الحسن بن على عليه السلام قالا: حدثنا أمير المؤمنين على بن أبي طالب (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لما دخلت الجنة رايت فيها شجره تحمل الحلى والحلل اسفلها خيل بلق واوسطها الحور العين وفي اعلاها الرضوان قلت: يا جبرئيل لمن هذه الشجره ؟ قال: هذه لابن عمك أمير المؤمنين على أبي طالب (ع) فإذا أمر الله تعالى الخليقه بدخول الجنة يؤتى بشيعه على حتى ينتهى بهم الى هذه الشجره فيلبسون من الحلى والحلل ويركبون الخيل البلوق وينادى مناد: (هؤلاء شيعه على صبروا في الدنيا على الاذى فحيوا اليوم بهذا) (1).
[ 14
الباب - 5 فيما نذكره من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلى (ع) بامير المؤمنين نذكره من كتاب (نور الهدى والمنجى من الردى) الذي اشرنا إليه، فقال ما هذا لفظه: أبو محمد الفحام قال: حدثني عمى قال: حدثني اسحاق بن عبدوس قال: حدثني محمد بن بهار بن عمار قال: حدثنا زكريا بن يحيى عن جابر عن اسحاق بن عبد الله بن الحرب أبيه عن أمير المؤمنين على صلوات الله عليه قال: اتيت النبي صلى الله عليه وآله وعنده أبو بكر وعمر فجلست بينه وبين عايشه. فقالت عايشه: ما وجدت إلا عندي أو عند رسول الله ؟ فقال: مه يا عايشه لا تؤذيني في على فانه اخى في الدنيا واخى الاخرة وهو أمير المؤمنين يجلسه الله يوم القيامة على الصراط فيدخل اوليائه الجنة واعدائه النار (1)
[ 15
الباب - 6 فيما نذكره من تسمية الله جل جلاله عليا عليه السلام أمير المؤمنين حقا. نذكره ايضا من كتاب (نور الهدى والمنجى من الردى) الذي اشرنا إليه فقال ما هذا لفظه: ابن الصلت قال: اخبرنا ابن عقده قال: اخبرني محمد بن هارون الهاشمي قرائه عليه قال: اخبرنا محمد بن مالك بن ابراهيم بن مالك الاشتر النخعي قال: حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان الضبى (1) قال: حدثنا غالب الجهنى عن أبي جعفر محمد بن على بن الحسين عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله (ص): لما اسرى بى الى السماء ثم من سماء الى سماء ثم الى سدره المنتهى اوقفت بين يدى ربى عز وجل فقال لي: يا محمد قلت: لبيك ربى وسعديك قال: قد بلوت خلقي فايهم وجدت اطوع لك ؟ قلت: رب عليا قال: صدقت يا محمد فهل اتخذت لنفسك خليفه يؤدى عنك ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون ؟ قال: قلت: اختر لي. قال 6 قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفه ووصيا وتجليه (2) علمي وحلمي وهو أمير المؤمنين حقا لم ينلها أحد قبله ولا أحد بعده. يا محمد على رأيه الهدى وامام من اطاعني ونور اوليائي وهي الكلمه التي الزمتها اليقين. من احبه فقد احبني ومن ابغضه فقد ابغضنى فبشره بذلك يا محمد.
[ 16
فقال النبي (ص): رب فقد بشرته. فقال على (ع): انا عبد الله وفي قبضته ان يعذبنى فبذنوبي لم يظلمني شيئا وان يتم لي ما وعدني فالله اولى بى. فقال: اللهم اجل قلبه واجعل ربيعه الايمان بك قال: قد فعلت ذلك به يا محمد غير انى مختصه بشئ من البلاء لم اختص به احدا من اوليائي. قال: قلت: رب اخى وصاحبى ؟ ! قال: انه قد سبق في علمي انه مبتلى ومبتلى به ولولا على لم يعرف لا اوليائي ولا اولياء رسلي (3) قال محمد بن مالك: فلقيت نصر مزاحم المنقرى فحدثى عن غالب الجهنى عن أبي جعفر محمد بن على بن الحسين عن أبيه عن جده عن على عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسرى بى السماء... وذكر مثله سواء. وقال محمد بن مالك: ولقيت على بن موسى بن جعفر الرضا فذكرت له فقال: حدثني به أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر عن أبيه عن جده عن الحسين بن على عليهم السلام قال: قال رسول الله (ص): لما اسرى بى إلى السماء ثم من السماء الى السماء ثم الى سدره المنتهى.... وذكر الحديث بطوله.
[ 17
الباب - 7 فيما نذكره من تسمية الله جل جلاله عليا أمير المؤمنين حقا لم ينلها أحد قبله وليست لاحد بعده رأينا ذلك في كتاب (نور الهدى والمنجى من الردى) بطريق آخر غير ما قدمنا فقال ما هذا لفظه: الحفار قال: حدثنا ابن الجعابى قال: حدثنا أبو اسحاق محمد بن هارون الهاشمي قال: حدثنا محمد بن زياد الثقفى (1) قال: حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان قال: حدثنا غالب الجهنى عن أبي جعفر محمد بن على عن أبيه عن جده قال: قال على صلوات الله عليه: قال النبي (ص): لما اسرى بى الى السماء ثم من السماء الى سدره المنتهى ووقفت بين يدى ربى عز وجل فقال لي: يا محمد قلت: لبيك وسعديك قال: قد بلوت خلقي فايهم رايت اطوع لك ؟ قلت: رب عليا قال: صدقت يا محمد فهل اتخذت لنفسك خليفه يؤدى عنك ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون ؟ قال: قلت: اختر لي فإن خيرتك خير لي قال: قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفه ووصيا وتجليه علمي وحلمي وهو أمير المؤمنين حقا لم ينلها أحد قبله وليست لاحد بعده. يا محمد على رأيه الهدى وامام من اطاعني ونور اوصيائي وهو الكلمه التي الزمتها اليقين (2). من احبه احبني ومن ابغضه فقد ابغضنى فبشره بذلك يا محمد
[ 18
قلت: رب بشرته فقال على (ع): انا عبد الله وفي قبضته ان يعاقبنى فبذنوبي لم يظلمني شيئا وإن يتم لي ما وعدني فالله مولاى (3) قال: اللهم اجل قلبه واجعل ربيعه الايمان بك. قال: قد فعلت ذلك به يا محمد غير انى مختصه بشئ من البلاء لم اختص به احدا من اوليائي قال: قلت: ربى اخى وصاحبى ؟ ! قال: قد سبق في علمي انه مبتلى لولا على لم يعرف خيرتي ولا اوليائي ولا اولياء رسلي.
[ 19
الباب - 7 فيما نذكره عن النبي صلى الله عليه وآله ان (طوبى لهم وحسن مآب) نزلت في أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام نذكر ذلك من كتاب (نور الهدى) الذي اشرنا إليه فقال ما هذا لفظه: أبو القاسم جعفر بن مسرور الخادم عن الحسين بن محمد عن إبراهيم بن محمد بن بلال عن ابراهيم بن صالح الانماطى (1) عن عبد الصمد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن على بن الحسين عن أبيه عليه السلام قال: سئل النبي (ص) عن قوله تعالى: (طوبى لهم وحسن مآب) (1) قال: قد نزلت في أمير المؤمنين على بن أبي طالب و (طوبى) شجره في دار أمير المؤمنين في الجنة ليس في الجنة شئ إلا وهو فيها (3)
[ 20
الباب - 9 فيما نذكره من قوله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام (أنت أمير المؤمنين وشيعتك المؤمنون) نذكر ذلك من كتاب (نور الهدى)) فقال ما هذا لفظه: أبو الحسن على بن محمد بن قيلويه عن أبي عبد الله محمد بن أحمد عن حمران بن عبد الحميد عن محمد بن صدقه عن موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عن الحسين بن على عليه السلام قال: قال رسول الله (ص): ان الله تعالى لما خلق جنة عدن قال لها: تزيني فتزينت ثم ماست (1) فقال لها: قرى فو عزتي وجلالى ما خلقتك إلا للمؤمنين فطوبى لك وطوبى لسكانك. ثم قال: يا على أنت أمير المؤمنين وشيعتك المؤمنون والذي بعثنى بالحق نبيا يا علي ما خلقت جنه عدن إلا لك ولشيعتك
[ 21
الباب - 10 فيما نذكره من ان حول العرش مكتوب بخط جليل لا اله إلا الله محمد رسول الله على أمير المؤمنين نذكره من كتاب (نور الهدى) بما هذا لفظه: يعقوب بن يزيد عن الصفار (1) عن الحسن بن على بن فضال عمن اخبره عن أبي عبد الله (ع) قال: مسطور حول العرش بخط جليل: (لا اله إلا الله محمد رسول الله على أمير المؤمنين). اقول: وهذا الحديث ذكرناه في كتاب اليقين (2) باسناد متصل عن رواه معروفين.
[ 22
الباب - 11 فيما نذكره من تسمية الله جل جلاله لعلى (ع) بامير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين على لسان سيد المرسلين نذكر الراوى للحديث بلفظه (1) من كتاب (نور الهدى) الذي اشرنا إليه فقال (2): أبو حمزه: سمعت أبا بصير يسئل أبا عبد الله (ع): كم عرج رسول الله (ص) مره (3) قال: فقال مرتين. فاوقفه جبرئيل موقفا فقال له ميكائيل: يا محمد لقد وقفت موقفا ما وقفه نبى ولا ملك مقرب. ثم قال عن الله جل جلاله انه قال: يا محمد فقال: لبيك ربى. فقال: من لامتك بعدك ؟ فقال: اللهم أنت اعلم. فقال: على أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين. قال: ثم قال: والله ما جائت ولايه على من الأرض ولكن جائت من الله مشافهه (4).
[ 23
الباب - 12 فيما نذكره من تسميته رسول الله (ص) عليا (ع) (أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين): بالاسناد الذي ذكره مصنف كتاب (نور الهدى) الى الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال: حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفى قال: حدثنا محمد بن ظهير قال: حدثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الصادق جعفر بن محمد عن عن آبائه عليه السلام قال: قال رسول الله (ص): يوم غدير خم افضل ايام امتى وهو اليوم الذي امرني الله تعالى بنصب اخى على بن أبي طالب علما لامتي يهتدون به من بعدى. وهو اليوم الذي اكمل الله فيه الدين واتم على امتى فيه النعمة ورضى لهم الاسلام دينا ثم قال (ص): معاشر الناس ان على بن أبي طالب منى وانا منه. على خلق من طينتي وهو امام الخلق بعدى يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتى. وهو أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين وخير الوصيين وزوج سيده نساء العالمين وأبو الائمه المهديين. معاشر الناس من احب عليا احببته ومن ابغض عليا ابغضته ومن وصل عليا وصلته ومن قطع عليا قطعته ومن جفا عليا جفوته ومن والى عليا واليته ومن عادى عليا عاديته معاشر الناس انا مدينه العلم وعلى بن أبي طالب بابها ولن يؤت المدينة إلا من قبل الباب وكذب من زعم انه يحبنى ويبغض عليا معاشر الناس والذي بعثنى بالنبوة واصطفانى على جميع البريه ما
[ 24
نصب عليا علما لامتي في الأرض حتى نوه الله باسمه في سماواته واوجب (1) ولايته على ملائكته (2).
[ 25
الباب - 13 فيما نذكره من كتاب (نور الهدى) في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام العروه الوثقى وسيد الوصيين وأمير المؤمنين فقال ما هذا لفظه: أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبى عن أحمد بن محمد عن على بن محمد عن أبيه [ محمد بن على عن أبيه على بن موسى ] عن [ موسى بن جعفر عن أبيه ] جعفر بن محمد عن أبيه عن على بن الحسين عن أبيه [ عن على ] (" ع) (1) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سيكون بعدى فتنه مظلمه الناجى من يمسك بعروه الله الوثقى فقيل له: يا رسول الله وما العروه الوثقى ؟ قال: ولايه سيد الوصيين. قيل: يا رسول الله ومن سيد الوصيين ؟ قال: أمير المؤمنين قيل: ومن أمير المؤمنين ؟ قال: مولى المسلمين وامامهم بعدى قيل: ومن مولى المسلمين ؟ قال: اخى علي بن أبي طالب (2).
[ 26
الباب - 14 فيما نذكره من شهاده رسول الله صلى الله عليه وآله: ان عليا وصيه وخليفته وامام كل مسلم وأمير كل مؤمن بعده. نذكر ذلك من كتاب (نور الهدى) بلفظه: محمد بن على ماجيلويه رحمه الله قال: حدثنا على بن إبراهيم عن أبيه عن على بن معبد عن الحسين بن خالد عن على بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من احب ان يتمسك بدينى ويركب سفينه النجاه بعدى فليقتد بعلى بن أبي طالب وليعاد عدوه وليوال وليه فانه وصيى وخليفتي على امتى في حياتي وبعد وفاتي وهو امام كل مسلم وأمير كل مؤمن بعدى قوله قولى وامره امرى ونهيه نهيى وبايعه بعدى وناصره ناصرى (1) وخاذله خاذلي. ثم قال (ص): من فارق عليا بعدى لم يرنى ولم اره يوم القيامة ومن خالف عليا حرم الله عليه الجنة وجعل ماواه النار ومن خذل عليا خذله الله يوم يعرض عليه ومن نصر عليا نصره الله يوم يلقاه ولقنه حجته عند المسائلة (2). ثم قال (ع): والحسن والحسين اماما امتى بعد ابيهما وسيدا شباب أهل الجنة امهما سيده نساء العالمين وابوهما سيد الوصيين ومن ولد الحسين تسعه ائمه تاسعهم القائم من ولدى طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتى. الى
[ 27
الله اشكو المنكرين لفضلهم والمضيعين لحرمتهم بعدى وكفى بالله وليا وناصرا لعدتي وائمه امتى ومنتقما من الجاحدين لحقهم (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) (4)
[ 28
الباب - 15 فيما نذكره من تسمية رسول الله (ص) انه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وخير الوصيين واولى الناس بالنبيين وقائد الغر المحجلين نذكر ذلك من كتاب (نور الهدى) فقال ما هذا لفظه: محمد بن حماد بن بشير عن محمد بن الحسن بن محمد بن جمهور قال: حدثني أبي عن الحسين بن عبد الكريم عن إبراهيم بن ميمون وعثمان بن سعيد عن عبد الكريم بن يعفور عن جابر الجعفي (1) عن انس بن مالك قال: كنت خادما لرسول الله (ص) فبينما اوضيه إذ قال (ص): يدخل داخل هو أمير المؤمنين وسيد المسلمين وخير الوصيين واولى الناس بالنبيين وقائد الغر المحجلين قلت: اللهم اجعله رجلا من الانصار حتى إذا فرغ فإذا هو بعلى بن أبي طالب فلما دخل عرق وجه النبي (ص) عرقا شديدا فمسح النبي (ص) العرق من وجهه بوجه على (ع). فقال على (ع): يا رسول الله انزل في شئ ؟ قال: أنت منى وتؤدى عنى وتبرئ ذمتي وتبلغ رسالتي فقال على (ع): يا رسول الله أو لم تبلغ الرساله ؟ فقال (ص): بلى ولكن تعلم الناس من بعدى من تأويل القرآن ما لم يعلموا وتخبرهم به (2).
[ 29
الباب - 16 فيما نذكره من ان مناديا ينادى يوم القيامة بتسمية مولانا على (ع) سيد المؤمنين نذكر ذلك من كتاب (نور الهدى) الذي اشرنا إليه فقال ما هذا لفظه: محمد بن أحمد بن موسى قال: حدثنا هلال بن محمد قال: حدثنا اسماعيل بن على بن رزين بن عثمان قال: حدثنا مجاشع بن عمر عن ميسره بن عبد الله عن عبد الكريم الجزرى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس انه سئل عن قول الله عز وجل (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفره واجرا عظيما) (1). قال: سال قوم النبي (ص): فيمن نزلت هذه الايه يا نبى الله ؟ قال: إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور ابيض فإذا مناد: (ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا فقد بعث محمد (ص) فيقوم على بن أبي طالب (ع) فيعطى اللواء من النور الابيض بيده تحته جميع السابقين الاولين من المهاجرين والانصار لا يخلطهم غيرهم حتى يجلس على منبر من نور العزه ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطى اجره ونوره فإذا اتى على آخرهم قيل لهم: قد عرفتم صفيكم (2) ومنازلكم من الجنة ان ربكم يقول لكم: عندي مغفره واجرا عظيما يعنى الجنة. فيقوم على (ع) والقوم تحت لوائه معهم حتى يدخل بهم الجنة ثم يرجع الى منبر فلا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم الى الجنة وينزل
[ 30
اقواما الى النار فذاك قوله تعالى: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم اجرهم ونورهم) (3) يعنى للسابقين الاولين والمؤمنين وأهل الولاية. (والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب الجحيم) (4) يعنى بالولاية بحق على وحق على الواجب على العالمين.
[ 31
الباب - 17 فيما نذكر من ان الله جل جلاله يجعل ملكين على الصراط فلا يجوز أحد إلا ان يكون معه جواز من علي (ع) صورته: (لا اله إلا الله محمد رسول الله أمير المؤمنين وصى رسول الله (ص)) نذكر من كتاب (نور الهدى) فقال ماهذا لفظه: أبو عبد الله محمد بن وهبان عن أحمد بن إبراهيم بن محمد الثقفى (1) عن يحيى بن عبد القدوس عن على بن محمد الطيالسي عن وكيع بن الجراح عن فضيل بن مرزوق عن عطيه العوفى عن أبي سعيد الخدرى قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: إذا كان يوم القيامة أمر الله ملكين يقعدان على الصراط فلا يجوز أحد إلا ببراة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومن لا يكون معه براه أمير المؤمنين اكبه الله على شجره في النار وذلك قوله تعالى: (وقفوهم انهم مسئولون) (2) قال: فقلت بابى وامى: يا رسول الله ما معنى براه أمير المؤمنين ؟ قال: (لا اله إلا الله محمد رسول الله أمير المؤمنين وصى رسول الله (ص)) (3). اقول انا وهذا الحديث ذكرناه في كتاب اليقين (4) بهذا الطريق لكننا
[ 32
حيث ذكرنا ما تضمنه كتاب (نور الهدى) من احاديثه رأينا ان يذكر في جملتها لئلا يتفرق بعضها عن بعض ولأن الحديث غريب جليل فتكراره في كتابين من المهمات ولأن الذي رويناه عن المخالفين انه (لا يجوز احد الصراط إلا من كان معه جواز من على (ع)) ولم يذكروا في رواياتهم صوره لفظ الجواز وكان الاهتمام به مما ينبغى بشره ليظهر في الروايات (5)
[ 33
الباب - 18 فيما نذكره من قول النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام (انك اصل الدين ومنار الايمان وغايه الهدى وأمير الغر المحجلين) نذكر ذلك من كتاب (نور الهدى) فقال ما هذا لفظه: عن أبي حمزه الثمالى (1) قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: دعا رسول بطهور فلما فرغ اخذ بيد على فالزمها يده. ثم قال: يا على أنت اصل الدين ومنار الايمان وغايه الهدى وأمير الغر المحجلين اشهد لك بذلك (2).
[ 34
الباب - 19 فيما نذكره من تسميه النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام (امام المسلمين وأمير المؤمنين ومولاهم بعده) نذكره من كتاب (نور الهدى): بالاسناد الذي ذكره الى محمد بن اسماعيل البرمكى قال: حدثنا جعفر بن أحمد بن محمد التميمي عن أبيه قال: حدثنا عبد الملك بن عميره الشيباني عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: انا سيد الانبياء والمرسلين وافضل من الملائكه المقربين (1) واوصيائى ساده اوصياء النبيين والمرسلين وذريتي افضل ذريات النبيين والمرسلين واصحابي الذين سلكوا منهاجي افضل اصحاب النبيين والمرسلين وابنتي فاطمه سيده نساء العالمين والطاهرات من ازواجى امهات المؤمنين وامتى خير امه اخرجت للناس وانا اكثر النبيين تبعا يوم القيامة ولي حوض عرضه ما بين قصرى (2) وصنعاء فيه من الاباريق بعدد نجوم السماء وخليفتي على الحوض يومئذ خليفتي في الدنيا. فقيل: ومن ذاك ؟ قال: امام المسلمين وأمير المؤمنين ومولاهم بعدى على بن أبي طالب يسقى منه اوليائه ويذود عنه اعدائه كما يذود احدكم الغريبة من الابل عن الماء. ثم قال (ص): احب عليا واطاعه في دار الدنيا ورد على حوضى غدا
[ 35
وكان معى في درجتي في الجنة ومن ابغض عليا في دار الدنيا وعصاه لم اره ولم يرنى يوم القيامة باحثا (3) من دوني واخذ به ذات الشمال الى النار
[ 36
الباب - 20 فيما نذكره عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال لعلى عليه السلام: (أنت امام المسلمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وحجه الله بعدى على الخلق اجميعن وسيد الوصيين ووصى سيد النبيين) نذكر ذلك من كتاب (نور الهدى) ايضا. فقال: باسناده الى موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد عن علي بن سالم عن أبيه عن سعد بن طريف عن سعيد جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: يا على أنت امام المسلمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وحجه الله بعدى على الخلق اجمعين وسيد الوصيين ووصى سيد النبيين. يا على انه لما عرج بى الى السماء السابعه ومنها الى سدره المنتهى ومنها [ الى ] (1) حجب النور واكرمني ربى جل جلاله لمناجاته (2) قال لي: يا محمد. قلت: لبيك رب وسعديك تباركت وتعاليت. قال: ان عليا امام اوليائي ونور لمن اطاعني وهو الكلمة التي الزمتها اليقين. من اطاعه اطاعني ومن عصاه عصاني فبشره بذلك. فقال على (ع): يا رسول الله بلغ من قدري حتى اذكر هناك ؟ ! قال: نعم يا على فاشكر ربك. فخر على (ع) ساجدا شكرا لله على ما انعم به عليه (3).
[ 37
الباب - 21 فيما نذكره من قول النبي صلى الله عليه وآله لام سلمه: اشهدي هذا على أمير المؤمنين وسيد المسلمين نذكر ذلك من كتاب (نور الهدى ايضا فقال ما هذا لفظه: بحذف الاسناد عن سليمان الاعمش عن عبايه عن ابن عباس كان جالسا بمكة يحدث على شفير زمزم فلما قضى حاجته نهض إليه رجل من القوم وقال: يا بن عباس انى رجل من أهل الشام قال: عون كل ظالم إلا من عصمه الله منكم ! سل عما بدا لك قال: يا بن عباس انى جئت اسئلك عن على (ع) وعن قتاله أهل لا اله إلا الله ايكفروا بقتاله وهم يحجون ويصومون شهر رمضان ؟ فقال: ثكلتك امك سل عما يعنيك ولا تسئل عما لا يعنيك. فقال: يا عبد الله ما جئت اضرب من اجل حج ولا عمره ولكن جئتك لتشرح لي أمر على وقتاله. فقال: ويحك ان علم العالم صعب لا يحمل ولا يقر به القلوب. ان عليا مثله في هذه الامه كمثل موسى والعالم وذلك ان الله تعالى قال لموسى: (وانى اصطفيتك على الناس برسالاتى وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين) (1) وقال: (وكتبنا في الالواح من كل شئ موعظه) (2) وكان يرى ان جميع الاشياء اثبتت له كما ترون انتم ان علمائكم قد اثبتوا لكم جميع الاشياء فلما انتهى الى ساحل البحر اتى موسى العالم واستنطقه فاقر له موسى بالفضل عليه ولم يحسده كما حسدتم انتم عليا في فعاله فقال له موسى - ورغب إليه -: (هل اتبعك على ان
[ 38
تعلمني) (3) فعلم العالم ان موسى لا يطيق صحبته ولا يصبر على علمه فقال له (لن تستطيع معى صبرا) (4) فقال له موسى (ع) - وهو يعتذر إليه: (ستجدني ان شاء الله صابرا) (5) فعلم العالم ان موسى لا يصبر على علمه فقال له: (فإن اتبعتنى فلا تسئلنى عن شئ) (6) فركب السفينة فخرقها العالم وكان خرقها لله رضا وسخط لذلك موسى (ع) ولقى الغلام فقتله وكان قتله لله رضا واقام الجدار وكان اقامته لله رضا وموسى سخط. وكذلك علي بن أبي طالب لم يقتل إلا من كان قتله لله رضا ولاهل الجهل من الناس سخطا. اجلس حتى اخبرك (7): ان رسول الله (ص) تزوج زينب بنت جحش فاولم وكانت وليمته الحيس وكان يدعوهم (8) عشره عشره من المؤمنين وكان رسول الله (ص) يشهى ان يخففوا عنه ويخلو له المنزل لانه قريب عهد بالعرس وكان محبا لزينب وكان يكره اذى المؤمنين فانزل الله قرآنا فيه ادب للمؤمنين قوله تعالى: (لا تدخلوا بيوت النبي إلا ان يؤذن لكم) الى آخر الايه (9). وكان النبي (ص) إذا اصابوا الطعام لم يلبثوا ان يخرجوا (10). فمكث رسول الله (ص) عند زينب سبعه ايام ولياليهن وتحول الى ام سلمه بنت أبي اميه وكان ليلتها وصبيحتها منه فلما تعالى النهار انتهى الى الباب على فدق دقا خفيفا فعرف رسول الله (ص) دقه وانكرته ام سلمه. فقال: يا ام سلمه قومي وافتحى الباب فقالت: يا رسول الله من هذا الذي بلغ من خطره ان استقبله بمعاصمى ومحاسدي ؟ ! فقال لها كهيئه المغضب: من يطع الرسول فقد اطاع الله قومي فافتحي الباب فان على الباب رجل ليس بالخرق ولا النزق (11) ولا بالعجل يحب الله ورسوله ويحبه
[ 39
الله ورسوله. يا ام سلمه انه أخذ بعضادتى الباب وليس بفاتحه حتى يغيب عنه الوطئ ان شاء الله. فقامت ام سلمه وهي لا تدرى من بالباب غير انها حفظت النعت والمدح. فمشت نحو الباب وامسك على (ع) بعضادتى الباب فلم يزل واقفا حتى خفى عنه الوطئ ودخلت ام سلمه في خدرها وفتح علي الباب فسلم على نبى الله (ص). فقال: يا ام سلمه هل تعرفينه ؟ قالت: نعم وهنيئا له هذا على بن أبي طالب. قال: صدقت يا ام سلمه هذا على بن أبي طالب لحمه من لحمى ودمه من دمى وهو منى بمنزله هارون من موسى غير انه لا نبى بعدى يا ام سلمه اسمعي واشهدى هذا على أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبه علمي وبابى الذي اوتى واخى في الدنيا وقريني في الاخرة ومعى في السنام الاعلى. اشهدي يا ام سلمه انه يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين. فقال الشامي: فرجت عنى يا بن عباس اشهد ان عليا مولاى ومولى كل مسلم
[ 40
الباب - 22 فيما نذكره عن النبي (ص): ما استقر الكرسي والعرش ولا دار الفلك ولا قامت السموات والارض إلا بان كتب عليها (لا اله إلا الله محمد رسول على أمير المؤمنين). نذكر ذلك من كتاب (نور الهدى) ايضا وقد رويناه في كتاب اليقين (1) من كتاب (كنز الفوائد) تصنيف الكراجكى بطريقه عن المخالفين ذكره من كتاب (نور الهدى) فقال ما هذا لفظه: محمد بن عبد الله بن عبد الله عن محمد بن القاسم عن عباد بن يعقوب عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): والذي بعثنى بالحق بشيرا ما استقر الكرسي والعرش ولا دار الفلك ولا قامت السموات والارض إلا بان يكتب عليها (لا اله إلا الله محمد رسول الله على أمير المؤمنين). وان الله تعالى لما عرج بى الى السماء اختصني باللطف بذاته قال: يا محمد قلت لبيك ربى وسعديك فقال: انا المحمود وأنت محمد شققت اسمك من اسمى وفضلتك على جميع بريتى فانصب اخاك عليا علما لعبادي يهديهم الى دينى. يا محمد انى قد جعلت عليا أمير المؤمنين فمن تامر عليه لعنته ومن خالفه عذبته ومن اطاعه قربته. يا محمد انى جعلت عليا امام