بسم الله الرحمن الرحيم
التقدمة:
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير رسله، وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: فهذا الكتاب الذى وفق الله بمنه وفضله إلى إخراجه، من خير الكتب وأجمعها في بابه ولعل النهج الذى اختطه ابن حبان في تأليفه يعتبر رائعا في هذا الفن. بل كتاب الضعفاء لابن حبان وكتاب الكامل لابن عدى. - وهما في عصر واحد - يعتبران نتيجة متوقعة يختتم بها القرن الثالث - العصر الذهبي لعلوم السنة - ويبدأبه القرن الرابع الذى منح المدرسة الحديثية عددا من المصنفات الفريدة ابن حبان: أبو حاتم: محمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سعيد بن شهيد التميمي. كذا نسبه غنجار، وواففه غيره إلى معبد ثم قال: ابن هدبة بن مرة بن سعد بن يزيد بن مرة بن زيد ابن عبدالله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم بن مربن أدبن طابخة بن إلياس بن مضر. ولد بمدينة " بست " بين سجستان وغزنين وهراة. وإليها ينسب. قال ياقوت: وهى من البلاد الحارة مزاج، وهى كثيرة الانهار والبساتين. وابن حبان بذلك أفغاني الموطن عدناني الاصل، يظن بعض الباحثين أن أحد أجداده وفد على هذه البلاد مجاهدا في العشر التاسع من القرن الاول الهجرى مع الفاتح الاسلامي محمد بن القاسم الثقفى، ثم طابت له الاقامة في تلك البلاد، وإذا كان أبو حاتم قد استوثق مؤرخوه من سنة وفاته " 354 ه " فقد قالوا: إنه مات وهو في عشر الثمانين وهو بذلك يكون قد ولد في عشر الثمانين من القرن الثالث. وغالب الظن أن أسرة ابن حبان كانت على درجة من الغنى بما وفرت عليه مؤنة الكدح، والسعى على الرزق، ومكنته من الطلب المبكر، والرحلة الواسعة بين أرجاء العالم الاسلامي المترامى الاطراف طلبا للعلم، والتماسا له من صدور الرجال. حتى قيل في التعريف به: