احمد الوائلی، محمد السند، علی الحسینی الصدر، احمد وائلی، حسین الفقیه ؛ تحقیق: مرکز الدراسات التحصصیه فی الامام المهدی(ع)
بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید محاضرات حول الإمام المهدي (عج) \n محاضرات حول الإمام المهدي (عج) الجزء الثاني إعداد مركز الدراسات التخصصية مقدمة المركزمقدّمة المركز الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه وخاتم رسله وعلى آله الطيبين الطاهرين... أمّا بعد: شاءت القدرة الإلهيّة أن تضع بأزاء كل حقّ باطلاً يتناسب معه بالقوّة والاستطالة ويوازيه من حيث الاتجاه والمسيرة التأريخية، فكان ذلك من القوانين والسنن الثابتة التي ابتنت عليها أسس الخليقة منذ نشأتها الأولى، والتي رسمت للدنيا إطارها الذي لا تملك أن تخرج عن حدوده. وهذا هو ذات الأمر الذي أشارت إليه الآية المباركة في قوله تعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ)(1)، إذ أنّ التتبّع الواعي لكل مسيرة أو حركة تنتسب إلى الحق في منهجيتها يبرهن لنا أنّ مسيرة الباطل وحركته لم تتخلّ يوماً عن ملازمة حركات الإصلاح والتحرّر والسير الحثيث بموازاتها، منذ اليوم الأوّل الذي وقف فيه أبونا آدم ليعبد الله الواحد القهّار، ومروراً بما يحدّثنا التأريخ عن قابيل وهابيل والأنبياء والمصلحين، وإلى يومنا الذي نعيشه. ولعلّ من أوضح الأفكار والرؤى التي تنتسب إلى الحق ونهجه القويم، بل وينتسب الحق إليها، هي الفكرة العقائدية الربّانية المقدّسة التي زرعتها الشرائع السماوية المتعاقبة في حقل الذهن البشري من خلال المسيرة التكاملية للأنبياء والرسل والأوصياء، وهي فكرة المنقذ الذي سيمدّ يده التي باركتها قدرة السماء لتنتشل البشرية من الأودية السحيقة للظلم والجور إلى مرابع القسط والعدل الإلهي، والتي ستحقق الأحلام والآمال التي بذل الأنبياء والمصلحون دماءهم زهيدة في سبيل تحقيقها، ساعين بذلك لجذب الدنيا من بؤر الظلم والفساد والعبودية إلى آفاق الحرية والعيش الرغيد. فخضعت هذه العقيدة المقدّسة لهذه القوانين الثابتة وتعرضت لشتى أنواع المحاربة على مر العصور، فكانت هذه المحاربة متناسبة مع عظم الأهمية والسمو والرفعة التي أولتها السماء لها. وبما أنّ أهميّة الدفاع عن هذه العقيدة تنبع من طرفين أوّلهما مقدار عظمة هذه الفكرة من حيث ارتباطها بمبدأ العقيدة الإسلامية التي عبّر عنها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله في قوله: «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية»(2)، وثانيهما مقدار ما يبذله الأعداء من جهود لم يعرف لها مثيل من تسخير كافة الطاقات لإظهارها على أنها العامل الخرافي الذي يتشبث به أناس ناموا على أمل أن يجدوا العالم ذات يوم يحقق لهم آمالهم وأحلامهم التي كبتها ظلم الظالمين مدة مديدة من الزمن العسير. لذلك وجدنا أنفسنا _ في خضم هذه الظروف والمداخلات _ نتحمل عبئاً كبيراً وجزءً غير يسير من المسؤولية الملقاة على عاتق المجتمع الصالح من أتباع أهل البيت عليهم السلام في الدفاع عن هذا المبدأ المقدّس الذي يعتبر أس العقيدة وأساس المذهب. على أنّ كثرة المدافعين من العلماء الأعلام وذوي الأقلام الشريفة على مرّ الدهور لا تغني عن الاستمرار في انتهاج سبيل الذود عن هذه العقيدة المقدسة، إذ أنّ الشبهات _ وإن تكررت بصيغ مختلفة _ تحتاج إلى ردود تتناسب والطريقة التي يتبناها أعداء الحق والأساليب التي يسلكونها والطرق الملتوية التي يتبعونها في توجيه سهام الحقد الأسود للصورة الناصعة لهذه العقيدة المقدّسة. ومركزنا الذي أنشئ بعد الاستشارة والمداولة مع ثلة من العلماء الأعلام وفضلاء الحوزة العلمية المباركة، وبرعاية من المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله، يجد أنّ واجبه الأول هو بذل الجهد للدفاع عن سيدنا ومولانا صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف. فتبنّى هذا المركز مجموعة من المحاور في عمله منها: 1 _ طباعة ونشر الكتب المختصّة بالإمام المهدي عليه السلام، بعد تحقيقها، وذلك ضمن سلسلة وسمناها بـ «سلسلة اعرف إمامك». 2 _ نشر المحاضرات المختصّة به عليه السلام من خلال تسجليها وطبعها وتوزيعها، ضمن سلسلة «محاضرات في الإمام المهدي». 3 _ إقامة الندوات العلمية التخصصية في الإمام عجّل الله فرجه، ونشرها من خلال التسجيل الصوتي والصوري وطبعها وتوزيعها في كتيّبات ضمن «سلسلة الندوات المهدوية»، أو من خلال وسائل الإعلام وشبكة الانترنيت. 4 _ إصدار مجلّة شهرية تخصّصية باسم «الانتظار». 5 _ العمل في المجال الإعلامي بكل ما نتمكّن عليه من وسائل مرئية ومسموعة، بما فيها شبكة الانترنت العالمية من خلال الصفحة الخاصّة بالمركز. 6 _ نشر كل ما من شأنه توثيق الارتباط بين الأجيال الجديدة وإمامهم المنتظر u، وذلك من خلال القصص والكتب التي تتناسب مع أعمارهم. 7 _ الاهتمام بنشر التراث المختص بالإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، ضمن «سلسلة التراث المهدوي». وها نحن عزيزي القارئ الكريم نضع بين يديك هذا الكتاب الذي يحمل بين طياته المحاضرات الفكرية المختصّة بالإمام المنتظر عجل الله فرجه، بعد جمعها وإعدادها، ثم تحقيقها وإستخراج المصادر والمنابع التي اعتمد عليها المحاضرون بالمقدار الذي نتمكّن عليه، بالصورة التي توثّق المعلومات الواردة فيها، ثم مراجعتها وإخراجها بهذه الحلّة التي نسأل الباري عز وجل أن يجعلها محط قبولكم ورضاكم، وأن يجعل هذا العمل مرضياً عند إمام زماننا الذي يعيش بين أظهرنا ويتفقد أحوالنا ويعلم بكل سرائرنا. إنه نعم المولى ونعم المجيب. الهوامش (1)- العنكبوت (29): 2. (2)- الكافي: 1/ 376 الباب الأول _ الحديث 1 _ 4، المحاسن للبرقي: 1/ 92 الحديث 46، إكمال الدين وإتمام النعمة: 409 الحديث 9، الإيضاح لابن شاذان: 75، مجمع الزوائد: 5/ 224، مسند أبي داوود: 259، كنز العمال: 1/ 203 الحديث 464، وفي صحيح مسلم: 6/ 22 والسنن الكبرى للبيهقي: 8/ 156 بلفظ (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية).... الإمام المهدي (عج) في القرآن والسنةالإمام المهدي (عج) في القرآن والسنة سماحة الشيخ باقر الإيرواني بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين. السلام على الاخوة الحضور ورحمة الله وبركاته. أهنئكم أولاً بهذه المناسبة المباركة، وأقدم أسمى التهاني والتبريكات، وأسأله تعالى بحق صاحب هذه الذكرى أن يجعل هذه الذكرى وهذا الاحتفال منشأً للخيرات والبركات علينا في الدنيا وفي الآخرة إنه سميع مجيب. أنا سعيد في هذه الليلة لهذه الذكرى المباركة، وسعيد أيضاً حيث التقي بهذه الوجوه الطيبة المؤمنة التي تلوح عليها آثار الإيمان، فشكراً لك يا رب على هذه النعمة ثم شكراً. في محاضرتي هذه أيها الاخوة الأعزاء أريد أن ألقي على مسامعكم المباركة بعض الأسئلة حسب ما يسمح به الوقت. السؤال الذي قد يطرح: ما الدليل من القرآن الكريم على فكرة الإمام المهدي عجل الله فرجه؟ وما الدليل على ذلك من السنة المباركة؟ وأقصد السنة المتفق عليها بين جميع المسلمين. الاتفاق على فكرة المهدي وقبل أن أذكر لكم الجواب أود أن ألفت أنظاركم الشريفة إلى أن مسألة الإمام صلوات الله وسلامه عليه ليست مسألة ترتبط بالفكر الشيعي فقط، كما قد يتصوره البعض، بل إنما هي مسألة آمنت بها جميع الأديان، فالاخوة من أهل السنة آمنوا بهذه الفكرة وكتبوا كتباً متعددة في هذا المجال تحوي الأخبار التي ترتبط بالإمام عجل الله فرجه، وفي حدود اطلاعي أنا مطلع على ثلاثين كتاباً من الاخوة أهل السنة في هذا المجال. لاحظ سنن الترمذي حيث يقول: لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.